رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطأ تحديد الوجوه.. التكنولوجيا تورّط جيش الاحتلال فى "فضيحة كبرى" بغزة

المعتقلون في غزة
المعتقلون في غزة

بعد قرابة 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تبين أن جيش الاحتلال يستخدم تقنيات حديثة من أجل التعرف على الوجوه في غزة، بحجة القبض على قادة "حماس"، حيث يستخدم التكنولوجيا التجريبية التي لم يتم الكشف عنها؛ لإجراء مراقبة جماعية للفلسطينيين في غزة، وهي التي كانت سببًا في اعتقالات عشوائية وكبرى بين صفوف المدنيين؛ بسبب الأخطاء الموجودة في الأجهزة، وفقًا لمسئولين عسكريين وآخرين.

تقنية التعرف على الوجوه تخطئ في التحديد الدقيق

وبحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه في غضون دقائق من السير عبر نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية على طول الطريق السريع المركزي في غزة يوم 19 نوفمبر، طُلب من الشاعر الفلسطيني مصعب أبوتوحة الخروج من الحشد، أنزل ابنه الذي كان يحمله، وعمره 3 سنوات، وجلس أمام سيارة جيب عسكرية، وبعد نصف ساعة سمع أبوتوحة اسمه يُنادى، ثم تم تعصيب عينيه واقتياده للاستجواب.

وقال الرجل البالغ من العمر 31 عامًا: إنه "لم تكن لديّ أي فكرة عما كان يحدث أو كيف يمكنهم فجأة معرفة اسمي القانوني الكامل"، مضيفًا أنه ليست له علاقات بحركة حماس، وكان يحاول مغادرة غزة إلى مصر.

وأشار التقرير، إلى أنه تبين أن "أبوتوحة" قد دخل إلى مجموعة الكاميرات المزودة بتقنية التعرف على الوجه، وفقًا لثلاثة مسئولين في المخابرات الإسرائيلية، وأضافوا أنه بعد مسح وجهه والتعرف عليه، وجد برنامج الذكاء الاصطناعي أن الشاعر مدرج على قائمة إسرائيلية للمطلوبين.

ولفت التقرير، إلى أن "أبوتوحة" هو واحد من مئات الفلسطينيين الذين تم اختيارهم من خلال برنامج التعرف على الوجه الإسرائيلي الذي لم يتم الكشف عنه سابقًا، والذي بدأ في غزة في أواخر العام الماضي. ويتم استخدام الجهد الموسع والتجريبي لإجراء مراقبة جماعية هناك، وجمع وفهرسة وجوه الفلسطينيين دون علمهم أو موافقتهم، وفقًا لضباط المخابرات الإسرائيلية والمسئولين العسكريين والجنود.

وقال مسئولو المخابرات الإسرائيلية، إن هذه التكنولوجيا استخدمت في البداية في غزة للبحث عن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس كمحتجزين، وبعد أن شرعت إسرائيل في شن هجوم بري على غزة، لجأت بشكل متزايد إلى برنامج استئصال أي شخص له علاقات بحماس أو غيرها من الجماعات المسلحة، واعترف أحد الضباط إنه في بعض الأحيان، كانت التكنولوجيا تصنف بشكل خاطئ المدنيين على أنهم من مقاتلي حماس المطلوبين.

وقال أربعة ضباط استخبارات، إن برنامج التعرف على الوجه، الذي تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك وحدة قسم الاستخبارات الإلكترونية 8200، يعتمد على تكنولوجيا من شركة كورسايت، وهي شركة إسرائيلية خاصة. 

وذكروا أنه يستخدم أيضًا صور جوجل مجتمعة، وتمكن هذه التقنيات إسرائيل من التقاط الوجوه من بين الحشود ولقطات الطائرات بدون طيار.

وقال ثلاثة من الأشخاص المطلعين على البرنامج، إنهم يتحدثون علنًا بسبب مخاوف من أنه إساءة استخدام للوقت والموارد من قبل إسرائيل.

ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على النشاط في غزة، لكنه ادعى أن الجيش ينفذ العمليات الأمنية والاستخباراتية الضرورية، بينما يبذل جهودًا كبيرة لتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان غير المشاركين، مضيفًا: "بالطبع لا يمكننا الإشارة إلى القدرات العملياتية والاستخباراتية في هذا السياق".

وقال مات محمودي، الباحث في منظمة العفو الدولية، إن استخدام إسرائيل للتعرف على الوجه يمثل مصدر قلق؛ لأنه قد يؤدي إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل حيث لا يُنظر إليهم كأفراد. 

وأضاف أنه من غير المرجح أن يشكك الجنود الإسرائيليون في هذه التكنولوجيا عندما يتعرفون على شخص ما على أنه جزء من جماعة مسلحة، على الرغم من أن التكنولوجيا ترتكب أخطاء.

وكانت إسرائيل قد استخدمت في السابق تقنية التعرف على الوجه في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقًا لتقرير أصدرته منظمة العفو الدولية العام الماضي، لكن الجهود المبذولة في غزة تذهب إلى أبعد من ذلك.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، يمتلك الإسرائيليون نظامًا محليًا للتعرف على الوجه يسمى Blue Wolf، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، وعند نقاط التفتيش في مدن الضفة الغربية مثل الخليل، يتم فحص الفلسطينيين بواسطة كاميرات عالية الدقة قبل السماح لهم بالمرور. 

وقال التقرير إن الجنود يستخدمون أيضًا تطبيقات الهواتف الذكية لمسح وجوه الفلسطينيين وإضافتها إلى قاعدة بيانات.