رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واجه الغضب الأمريكى بمفرده.. ماذا حدث لوزير الدفاع الإسرائيلى فى واشنطن؟

يوآف جالانت
يوآف جالانت

سعى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى عقد اجتماعات مكثفة مع مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مدار الساعات القليلة الماضية، حتى مع تراجع العلاقات بين حكومة بنيامين نتنياهو والبيت الأبيض لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة، ليظل في واشنطن وحيدًا يواجه الغضب الأمريكي بمفرده، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

جالانت يواجه الغضب الأمريكي بمفرده

وبحسب الصحيفة، فقد قال جالانت في أعقاب مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأمريكي لويد أوستن ورئيس المخابرات الأمريكية وليان بيرنز: "إننا نتقاسم 100% من القيم و99% من المصالح مع الولايات المتحدة".

وتابعت الصحيفة أن هذا الخلاف الذي بلغت نسبته 1% بدا أكثر وضوحًا يوم الثلاثاء بعد أن اتهم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إدارة بايدن بنسف محادثات المحتجزين من خلال السماح بتمرير قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الإثنين يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين دون ربط الاثنين ببعضهما البعض بشكل صريح.

وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الاتهامات الصارخة، ألغى نتنياهو أيضًا خططًا لإرسال اثنين من كبار مساعديه إلى واشنطن، التي سعت إلى استضافة محادثات حول بدائل للهجوم البري الإسرائيلي المخطط له على مدينة رفح بجنوب غزة والذي تعارضه إدارة بايدن.

وأشارت إلى أن القرار ترك جالانت بمفرده في واشنطن، وكان الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تبث إليه قائمة مخاوفها المتزايدة فيما يتعلق بمواصلة الحرب في غزة.

وقال أوستن لجالانت في تصريحات علنية قبل اجتماعهما في البنتاجون: "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وكمية المساعدات الإنسانية منخفضة للغاية، نحن بحاجة إلى زيادات فورية في المساعدات لتجنب المجاعة".

وأضاف أوستن أن هناك "ضرورة أخلاقية وضرورة استراتيجية" لحماية المدنيين الفلسطينيين، واصفًا الوضع في غزة بأنه "كارثة إنسانية تزداد سوءًا".

وأضافت الصحيفة أن الرسائل التي تم إرسالها يومي الإثنين والثلاثاء من قبل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وأوستن وبيرنز لإسرائيل خلف الأبواب المغلقة كانت صعبة، لكن خطاب جالانت كان أكثر راحة، بقدر ما يتعلق الأمر بإدارة بايدن.

وتابعت أن جالانت ليس قريبًا بشكل خاص من نتنياهو– الذي طرده قبل عام يوم الثلاثاء بعد أن حذر من أن الانقسامات المجتمعية الناجمة عن حملة الإصلاح القضائي التي تقوم بها الحكومة تشكل تهديدًا أمنيًا وشيكًا لإسرائيل وقد أعيد في وقت لاحق إلى منصبه وسط احتجاج عام– لكنه يحمل دورًا مؤثرًا للغاية في متابعة الحرب، حتى لو كان أكثر تشددًا من زميله وزير الحرب بيني جانتس.

وأشارت الصحيفة إلى أن جالانت يتحدث بانتظام أيضًا عن مدى أهمية الدعم العسكري الأمريكي لأمن إسرائيل، رافضًا مبدأ الخلافات العلنية مع واشنطن الذي ميز العديد من السنوات التي قضاها نتنياهو كرئيس للوزراء والتي اشتدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.

وقال جالانت يوم الإثنين، في انتقاد واضح لنتنياهو لإلغاء الزيارة المقررة لوفد إسرائيلي رفيع المستوى، إن الحوار المباشر مع الإدارة الأمريكية ضروري، ويجب عدم التخلي عنه، حتى عندما تكون هناك تحديات وخلافات.

وقال أحد مسئولي إدارة بايدن إن التوقعات الأمريكية بأن جالانت سيكون قادرًا على توجيه سفينة الحكومة في الاتجاه الذي تفضله واشنطن لا تزال محسوبة، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع يتحدث بنفس العبارات المبتذلة التي يتحدث بها نتنياهو فيما يتعلق بالحل الشامل والنصر، الذي أصبح في متناول اليد في غزة- وهي رسالة قال المسئول إنها تقدم صورة غير جيدة للإسرائيليين، نظرًا لقدرة حماس على العودة إلى العديد من المناطق في شمال غزة التي طهرتها إسرائيل بالفعل لأن تل أبيب فشلت في إنشاء بديل قابل للتطبيق لحماس. 

وأشار مسئول إدارة بايدن إلى أن جالانت مقيد أيضًا باعتبارات سياسية وتجنب الحديث عن الحاجة إلى إعادة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها لحكم غزة– وهي النتيجة المفضلة للولايات المتحدة.

لكن في تصريحات مسجلة للصحفيين يوم الثلاثاء، اكتفى جالانت بالقول إن إسرائيل يجب أن تبني بديلًا محليًا لحكم غزة بعد حماس.

واعترف جالانت بضرورة تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، قائلًا إنه ناقش الحاجة إلى توصيل المزيد من المساعدات إلى غزة مع ضمان وصولها إلى المدنيين وليس إلى حماس.