رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تقرأ إسرائيل موقف واشنطن فى مجلس الأمن ضد قرار وقف الحرب؟

مجلس الأمن
مجلس الأمن

صوت مجلس الأمن أمس الإثنين على قرار قدمته الدول العشر (الأعضاء غير الدائمة في مجلس الأمن) يطالب بوقف الحرب في غزة بشكل فوري طيلة شهر رمضان دون ربط ذلك مع تحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر، فيما تم تمريرالقرار بفضل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت وامتناعها عن استخدام حق الفيتو ضد القرار، وبأصوات 14 دولة.. فكيف تقرأ إسرائيل القرار؟

رد الفعل الإسرائيلي

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا على إثر صدور القرار جاء فيه أن “الولايات المتحدة انسحبت من موقفها الثابت في مجلس الأمن حيث ربطت قبل أيام قليلة بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين”.

وتابع بيان مكتب نتنياهو: "هذا الانسحاب يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح المختطفين، لأنه يمنح حماس الأمل في أن الضغوط الدولية ستسمح لها بقبول وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المختطفين".

فيما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، عقب التصويت في الأمم المتحدة أن "تصويتنا لا يمثل تغييرا في سياساتنا. لقد كنا واضحين بأننا نؤيد وقف إطلاق النار فيما يتعلق بالإفراج عن المختطفين". وأضاف “كيربي”: "لأن النسخة النهائية لم تتضمن إدانة حماس ولم تطالب بشكل واضح بعودة المختطفين، لم نتمكن من تأييدها".

في رده على موقف الولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يرسل أي وفد إلى واشنطن للخوض في البدائل الممكنة لتفادي عملية كبيرة في رفح.

وقال مقربون من نتنياهو إن الأمريكيين يمكنهم تقديم خطط بديلة للدخول إلى رفح إلى وزير الدفاع غالانت الموجود هناك. ليست هناك حاجة لإرسال وفدنا المخصص.

كيف قرأت إسرائيل القرار؟

لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المختطفين، وهو ما يعتبر تراجعا واضحا عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب.

بالنسبة لإسرائيل، يعتبر هذا القرار تراجعا عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب علما أن بنيامين نتنياهو توعد بعدم السماح للوفد الإسرائيلي بالتوجه إلى واشنطن حال امتنعت الأخيرة عن فرض الفيتو على القرار المثير للجدل، كنوع من تصعيد التوتر بين الجانبين.

وفي ذات السياق، أمر رئيس الموساد دافيد (دادي) برنياع الثلاثاء، الفريق الأمني المفاوض بمغادرة قطر والعودة إلى إسرائيل، بعد أن ردت حماس برفض اقتراح التسوية الأمريكي.

 وقال مصدر سياسي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "وضع بوضوح الخطوط الحمراء التي من المستحيل تخطيها للمضي قدما في المفاوضات، لذلك تقرر عودة الفريق إلى إسرائيل".

ومن جانبه حاول نتنياهو الر بط بين قرار مجلس الأمن وتعثر المفاوضات، حيث علق قائلًا: "موقف حماس يثبت بوضوح أن حماس غير مهتمة بمواصلة المفاوضات للتوصل إلى صفقة، وهو شهادة مؤسفة على الضرر الذي أحدثه قرار مجلس الأمن". 

فيما أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن قرار الولايات المتحدة أحدث هزة في العلاقات بين إسرائيل التي تواجه حربا متعددة الجبهات عقب هجوم 7 أكتوبر، والولايات المتحدة التي تتعرض لضغوطات متزايدة من أجل مراجعة موقفها الداعم كليا لحليفتها في الشرق الأوسط.

وقال مسئول إسرائيلي كبير لموقع i24news: "بالنسبة لحماس، لن يكون للضغط الدبلوماسي عليها أي معنى. أما بالنسبة لإسرائيل، فيمكن له أن يكون محفوفا بالمخاطر، كما يعلم بايدن جيدا. إن جلوسه على الحياد يضع إسرائيل أمام المزيد من الضغوط لإنهاء الحرب بينما تواصل حماس السيطرة على أجزاء من غزة".

وفسر المسئول السياسي بأنه بمجرد أن أوضح البيت الأبيض أن القرار غير ملزم فقد هدأ الوضع إلى حد ما، مضيفًا: "القرار الذي صدر الليلة الماضية يشير بالتأكيد إلى تغيير كبير في الموقف الأمريكي".