رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة.. كيف جند الموساد إيرانيين لضرب موقع نووى عام 2020؟

مفاعل نووي إيراني
مفاعل نووي إيراني

كشف موقع "إيران إنترناشيونال" عن وثائق تم الحصول عليها عبر "هاكرز" تفيد بأن الموساد الإسرئيلي قام بتجنيد إيرانيين محليين ليقوموا بإحراق موقع السري في طهران، دون أن يعلموا أنه جزء من البرنامج النووي، حنى تم إلقاء القبض عليهم، وتسترت السلطات في إيران على القضية ولم تنشر تفاصيلها حتى اليوم، بحسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت.

وثائقة مُسربة

كشف موقع "إيران إنترناشيونال"، المرتبط بالمعارضة الإيرانية الذي سبق أن كشف وثائق وتقارير عن عمليات إسرائيلية مزعومة ضد البرنامج النووي الإيراني، عن وثائق جديدة حول عملية للموساد الإسرائيلي ضد موقع نووي إيراني عام 2020.

وكشف الموقع عن العديد من الوثائق التي يزعم أنها وصلت إلى يديه عبر قراصنة إلكترونيين، والتي تفيد بأنه وفي إطار عملية معقدة للموساد، تم إحراق وتدمير ورشة سرية في طهران كانت تخفيها شركة الطاقة الذرية الإيرانية، ولم تكن الوكالة معروفة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبحسب التحقيق الموسع المنشور على الموقع، فإن العملية نفذت في يوليو 2020 من قبل مجموعة مكونة من تسعة أشخاص.

تجنيد العملاء 

الشخص الذي قاد العملية هو الإيراني "مسعود رحيمي"، وهو رجل ذو خلفية إجرامية ويعاني من مشاكل تتعلق بالمخدرات. وورد أنه تم تجنيده من قبل رجل لم يكن يعرفه من قبل، ووعده بمبلغ عشرة آلاف دولار ومكافأة إذا أحرق الموقع له، بحسب قوله "انتقامًا من صاحبه"، وكان الاتفاق أن يقوم "رحيمي" بإضرام النار في المكان وتدميره وتسجيل الحدث.

ما لم تعرفه العصابة، بحسب التقرير، هو أن المدعو لم يكن مجرد موظف سابق ساخط يريد الانتقام من رئيسه، بل عميل محترف في الموساد الإسرائيلي. كما أشارت الوثائق إلى أن التسعة إيرانيين الذين اقتحموا الموقع وأشعلوا فيه النار لم يكن لديهم أي فكرة عما يدور حوله وعن مضمون هذا الموقع. 

كانت "العملية" ناجحة، ولكن في وقت لاحق من ذلك الشهر، ألقت السلطات القبض على المشتبه بهم التسعة، ولم يتبين لهم حقيقة اتهامهم بالمشاركة في عملية ضد النظام نفسه إلا أثناء اعتقالهم واستجوابهم..

وتم التكتم على الحادثة من قبل كل الأطراف، لكن من كان مسئولًا عن الموقع أبلغ على الفور وشخصيًا الحاكم الأعلى آية الله علي خامنئي. ونقلوا في "إيران إنترناشيونال" عن الوثائق التي وصلت إليهم من النظام القضائي الإيراني أن "الجمهورية الإسلامية تعتبر الموساد هو من قام بالعملية التخريبية السرية ضد الموقع".

حي شداباد

بحسب التقرير، فإن المتهمين التسعة الذين تم القبض عليهم متهمون بـ"العمل ضد الحكومة الإسلامية" و"التخريب" و"تدمير أحد عناصر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والتعاون مع إسرائيل ضد الأمن القومي"، بالإضافة إلى "حيازة مخدرات وأسلحة".

ونقل موقع المعارضة عن مسئول سابق في الحكومة الإيرانية قوله إنه "على دراية كبيرة بجميع العمليات والأنشطة تقريبًا في البرنامج النووي الإيراني، وقد رأيت هذه المواقع عن قرب، لكنني لم أسمع بالموقع الواقع في حي شاداباد".

وقال المصدر نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إذا كانت وزارة شئون المخابرات والسلطة القضائية تعتقد أن الحادث من صنع إسرائيل، فمن المحتمل أننا نتحدث عن ورشة عمل مهمة للغاية". 

وبحسب "إيران إنترناشيونال"، أصبح تدمير الموقع النووي السري قضية ذات أولوية قصوى بالنسبة لقيادة النظام وواحدة من أكثر قضايا الأمن القومي إلحاحًا في البلاد، لدرجة أنها وصلت على الفور إلى مكتب "خامنئي".

ما كان يحدث بالضبط داخل هذه الورشة ليس واضحًا، لكن في "إيران إنترناشيونال" تم التلميح إلى أن الأمر يتعلق بإنتاج أجهزة الطرد المركزي لمنشآت تخصيب اليورانيوم. ويأتي الكشف الذي تم الكشف عنه بالأمس على خلفية الأزمة المتصاعدة بشكل متزايد بين إيران والمجتمع الدولي، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالتقدم المقلق للغاية الذي أحرزته إيران في برنامج التخصيب.

وتشكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من عدم قدرتها على الوصول إلى المواقع المشبوهة، وأن تخصيب اليورانيوم في إيران يحرز تقدمًا كبيرًا. وبالإضافة إلى ذلك، يُزعم أن النظام يمتلك حاليًا كمية من اليورانيوم المخصب إلى مستوى مرتفع يبلغ 60 في المائة، وهو ما يبدو كافيًا. لإنتاج عدة قنابل ذرية، رغم أنها لم تنجح بعد، بحسب تقديرات خبراء في الغرب، في تطوير رأس حربي يمكن تجميع القنبلة عليه، كما ردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استفسار لـ"إيران إنترناشيونال" وزعموا أنه "ليس لديهم أي معلومات عن الموقع في حي شداباد".