رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميرنا نورالدين: «دنيا زاد» استفزتنى.. والتصوير عامان صعب جدًا

ميرنا نور الدين
ميرنا نور الدين

برعت الفنانة ميرنا نورالدين فى أداء دورها الصعب فى مسلسل «الحشاشين»، حيث تجسد شخصية زوجة حسن الصباح، الرجل الأكثر رعبًا، واستطاعت أن تلفت الأنظار بأدائها المحترف وانفعالاتها المتقنة. وخلال حوارها، مع «الدستور»، كشفت «ميرنا» عن أن أصعب شىء مرت به خلال صناعة العمل هو استمرار التصوير لمدة عامين كاملين، وهى المدة التى تخللتها فترة توقف، زادت من صعوبة الأمر، فى ظل الاضطرار للعودة مرة أخرى إلى أجواء التصوير، واستحضار روح الشخصية. وقالت إن المخرج بيتر ميمى بذل جهودًا مضنية لإخراج العمل على أكمل ما يكون، وكان يلجأ إلى إعادة تصوير المشاهد إذا أحس بأن هناك أى شىء يشوب حبكتها الإخراجية، كما وفرت الشركة المنتجة كل الإمكانات لصناعة عمل مبهر. وإلى نص الحوار.

■ بداية.. كيف ترينَ قيمة المشاركة فى عمل تاريخى ضخم مثل «الحشاشين»؟

- بالتأكيد، فخر كبير بالنسبة لى المشاركة فى عمل ضخم مثل «الحشاشين»، الذى يمثل عودة قوية للأعمال الدرامية التاريخية، التى كانت تفتقدها الدراما التليفزيونية المصرية خلال الأعوام الماضية.

وتحمست جدًا عندما عرض المخرج بيتر ميمى علىّ المشاركة فى العمل، خاصة أن شخصية دنيا زاد من الشخصيات الأساسية المقربة لحسن الصباح، بالإضافة إلى المؤلف عبدالرحيم كمال الذى أبدع فى كتابة عمل درامى مقتبس من التاريخ لشخصية حسن الصباح، التى كنت على علم بتاريخها فى حقبة زمنية قديمة، ولكن لم أكن على علم بأعماق الشخصية والأحداث التى أبرزها المسلسل، فضلًا عن الشركة المنتجة المحترمة.

وعندما قرأت السيناريو وجدت عملًا توافرت فيه كل عوامل النجاح، وتحمست جدًا لتقديم شخصية دنيا زاد، زوجة حسن الصباح التى استفزتنى لتجسيدها، ويعتبر العمل بصمة مشرفة فى مسيرة أى فنان، لأنه يناقش حقبة زمنية مهمة فى تاريخ مصر والدول الإسلامية، لم تتطرق إليها الدراما من قبل.

■ ماذا عن تعاونك مع كريم عبدالعزيز؟

- استمتعت كثيرًا بالعمل مع النجم الكبير كريم عبدالعزيز، ويعتبر أول تعاون لى معه، وهو شخص خلوق لأبعد الحدود وممثل جبار ومتمكن، وتقمص شخصية حسن بن الصباح بشكل محترف، ودائمًا كنا نتناقش فى تفاصيل الشخصيات، حيث كان حريصًا جدًا على تقديم العمل على أكمل وجه، ومعاملته كانت فى منتهى الإنسانية مع الجميع أمام وخلف الكاميرا.

وعلى المستوى المهنى استفدت منه كثيرًا، لأنه نجم ثقيل ولديه رصيد وتاريخ فنى كبير، وكانت كواليس العمل معه مبهجة ومليئة بالطاقة الإيجابية، وأتمنى تكرار التعاون معه.

■ ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير؟

- فى الحقيقة الأمر الصعب جدًا كان التصوير على مدار عامين، وتوقفنا لمدة عام بعدما صورنا بعض المشاهد فى مالطا، وعدنا مرة أخرى لاستكمال التصوير، وهو أمر ليس سهلًا أبدًا أن تستجمع الحالة التى تأقلمت عليها مع الشخصية والأجواء، ولكن بعد فترة قصيرة تأقلمنا مرة أخرى، فالتوقف لم يكن أكثر صعوبة من أن تستجمع طقوس الأحداث مرة أخرى.

■ كيف حضرتِ لشخصية دنيا زاد؟

- كما ذكرت مسبقًا، كنت على علم بتاريخ شخصية حسن الصباح فى القرن الـ١١، ولم أكن متعمقة فى قصته، وعندما عُرض علىّ العمل تعمقت فى القراءة عن طائفة «الحشاشين»، وشخصية دنيا زاد ذُكرت فى إطار تاريخ حسن الصباح، وهى عاشت معه ووجدته رجلًا مرعبًا لدرجة كبيرة لكنها حملت نفس شخصيته، بسبب حبها الشديد له، ويمكن وصفها بأنها «شاربة منه» كل المواصفات، وكنت دائمًا أتناقش مع المؤلف عبدالرحيم كمال فى تفاصيل الشخصية، والحقيقة أنه ساعدنى كثيرًا، إضافة إلى المخرج بيتر ميمى العبقرى، الذى ساعدنا جميعًا فى إخراج أفضل ما لدينا.

وأريد أن أوضح أن شخصية دنيا زاد لم تكن هناك معلومات عنها فى مواقع الإنترنت، ولم تكن مذكورة فى التاريخ، فلجأت للمؤلف عبدالرحيم كمال الذى خلق تفاصيل الشخصية مع الاستعانة بمراجع تاريخية، وكان حسن الصباح رجلًا متزوجًا، ولديه أبناء، ولكنى لم أكتف بذلك، فاستمررت بالبحث عن تفاصيل الشخصية الرئيسية، والصعوبة فى الأمر تمثلت فى أن المؤرخين كانوا مختلفين فى الآراء، فقرأت كل ما يخص شخصية حسن الصباح، وقرأت عن العصر الذى وجد فيه جيدًا، ووجدت أنه عصر مرعب.

■ كيف استقبلتِ ردود الأفعال حول العمل؟

- ردود الأفعال أسعدتنى كثيرًا منذ طرح «التريلر» الأول للعمل، حيث تصدر العمل ترند محرك البحث «جوجل»، فى ظل كثافة البحث عن المعلومات التاريخية التى يناقشها المسلسل، وهو أمر غمرنى بالسعادة و«خضنى»، وسعيدة أن هناك وعيًا لدى فئة كبيرة من الجمهور، يحبون هذا النوع من المسلسلات.

■ لماذا اتجهتم إلى اللهجة العامية فى المسلسل؟

- اللهجة العامية بسيطة وغير معقدة، ومن السهل أن تصل إلى الجميع، وهذا هو الهدف الرئيسى من أن تكون اللهجة العامية هى لغة المسلسل، خاصة أن شخصية حسن الصباح فارسية، فمن الصعب التحدث باللغة الفصيحة، وإن كان الحوار لا يخلو منها فى بعض المشاهد إذا وجب الأمر، مثلًا أى خطاب يُقرأ يكون باللغة العربية الفصحى.

■ كيف كان التعاون مع المخرج بيتر ميمى؟

- فى الحقيقة هذا العمل ليس الأول لى مع المخرج بيتر ميمى، فسبق وتعاونت معه فى مسلسل «الاختيار ٣»، ولكن لم تكن مشاهدى كثيرة مثل مسلسل «الحشاشين»، رغم أنه «عشرة عمر» على المستوى الشخصى.

وشعرت بارتياح شديد بالعمل معه، حيث يعتبر من المخرجين المهمين الذى يهتم بكل التفاصيل وأدقها، فلم يهتم فقط بالممثل، بل يهتم بالملابس والديكورات، وإن وجد أن مشهدًا غير محبوك، يعيد التصوير مرة أخرى، وهو أمر مهم، أن يكون المخرج ملمًا بكل التفاصيل حتى لا يقع فى أخطاء ساذجة.

■ كيف كانت أجواء الكواليس؟

- كانت مبهجة مليئة بروح التعاون والحب بين الجميع، وبالرغم من أن عصر حسن الصباح كان عصرًا دمويًا، ولا أتمنى العيش فيه، إلا أننى كنت أحب أجواء العصر أثناء التصوير وتعايشت مع شخصية دنيا زاد، وشعرت بمتعة كبيرة، بسبب الأجواء الرائعة داخل الكواليس التى أعادتنا للقرن الـ١١، من ديكورات وملابس وتعامل، فكنا نتقمص الشخصيات بمجرد دخولنا «اللوكيشن».

■ كيف تجدين المنافسة خلال هذا العام؟

- المنافسة مصطلح لا يشغلنى أبدًا، فدائمًا ما أركز فى تفاصيل الدور الذى أقدمه، وفى العمل الذى أشارك فيه، وأتمنى التوفيق والنجاح للجميع، لأنه يعتبر نجاحًا لنا جميعًا، ولأن كل صناع الأعمال التليفزيونية بذلوا مجهودًا يُحترم، يجب أن يكلل بالنجاح فى النهاية.

■ هل هناك أعمال فنية أخرى جديدة؟

- بصراحة بعدما عرض علىّ المسلسل، قررت التركيز والتفرغ التام له، رغم أن هناك عروضًا كثيرة عرضت علىّ خلال فترة التصوير.