رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متي تبدأ الكنيسة الكاثوليكية بمصر الصوم الكبير لعام 2024؟

الكنيسة
الكنيسة

تبدأ الكنيسة الكاثوليكية بمصر، الصوم الكبير، المعروف بـ«صوم القيامة»، في 17 مارس 2024، وينتهى بعيد القيامة المجيد، في مايو 2024.

موعد بدء الكاثوليك الصوم الكبير 2024

وتقيم الكنيسة الكاثوليكية خلال الصوم الكبير صلوات القداس الإلهى بالكنائس والإيبارشيات المختلفة.

الأربعون المقدسة

الأب يوحنا زكريا نصرالله راعي كنيسة السيدة العذراء جزيرة الخزندارية – طهطا – سوهاج، في مقاله له عبر موقع الكنيسة الكاثوليكية: أنه يطلق هذا الاسم على الصوم الأربعيني، وهو من أقدس الأصوام وأجلّها. رتبته الكنيسة المقدسة تشبها بمعلمها الإلهي الذي صام أربعين يوما وأربعين ليلة، اشتراكا معه في خلوته في البرية بعد عماده، ولكن كيف نشأ، وما هي مراحل تطوره التي مر بها في الكنيسة شرقا وغربا 

من نشأة الكنيسة حتى أواخر القرن الثالث

 في الغــرب

وتابع: لا نجد ذكر الصوم الأربعيني مطلقا، لكن الكلام مقصور على صوم استعدادي لعيد الفصح، لا ينقص عن يوم ولا يزيد عن أسبوعين. وأول وأقدم نص نعرفه عن هذا الموضوع لإيريناوس أسقف ليون بفرنسا (+ 202)، وينقله لنا يوسابيوس القيصري (+ 340) في كتابه تاريخ الكنيسة، عندما يسير إلى النقاش الذي حول تحديد عيد الفصح، وشمل أيضا موضوع الصوم الفصحي، فيقول إن البعض كانوا يعتقدون بوجوب صوم يوم واحد، والبعض يومين، وفريق يفرض ثلاثة وفريق آخر كان يمد صومه إلى أربعين ساعة. وهنا الحديث عن صوم متواصل غير منقطع، لا يجوز خلاله لا أكل ولا شرب. فالكنيسة الغربية حتى أواخر القرن الثالث كانت تجهل الصوم الأربعيني.

في الشــرق

وأوضح: ترجع أقدم شهادة عن الصوم الفصحي في كنيسة الإسكندرية إلى منتصف القرن الثالث، وترد في رسالة بعثها أحد بطاركتها، وهو القديس ديونيسيوس الإسكندري (247- 264) إلى باسيليدس في سنة 264 ونعرف منها أن مدة الصوم الفصحي كانت أسبوع الآلام فقط، ويذكر أيضا أنه رغم أن هذه الوصية قديمة وعامة، ولكن تتعرض لاختلافات في الممارسات العملية، إذ لا يصوم الجميع الستة أيام دفعة واحدة، فالبعض لا يصومون إلا يومين الجمعة العظيمة وسبت النور صياما متواصلا، والبعض ثلاثة أيام والبعض أربعة، ويوجد من لا يصوم حتى يوما واحدا صوما كاملا. وكان هذا النظام سائدا في أغلب الكنائس الشرقية. فالكنيسة شرقا وغربا كانت تجهل الصوم الأربعيني طيلة القرون الثلاثة الأولى.

من القرن الرابع حتى القرن السادس

ولفت إلى أنه مع بداية القرن الرابع بدأ الحديث عن “أربعينية” سابقة للفصح، ففي مجمع نيقية (325) في قانونه الخامس يأمر الأساقفة بأن يعقدوا مجلسين كل سنة للنظر في أمر المحرومين، ويشترط أن يكون الأول منهما قبل الأربعينية، دون أن نجد نظام هذه المدة، إذ كانت تعتبر استعدادا لقبول سر العماد، وكانت تختلف من حيث المدة أو الكيفية حسب اختلاف البلاد.

وأوضح: كان الرومانيون يحددون زمنا أربعينيا يستغرق ستة أسابيع، يصومون منها فقط الأسبوع الأول والرابع والسادس الذي هو أسبوع الآلام، ولكن نظمت الكنيسة الرومانية في القرن الخامس في عهد البابا لاون الكبير (440- 461) صوم ستة أسابيع كاملة عدا أيام الآحاد، وبهذا تكون مدة الصوم الفعلي ستة وثلاثين يوما. وساد هذا النظام في كل الكنيسة الغربية في تلك الفترة

 في الشــرق

ولفت: كان الصوم في كنيسة أنطاكية والقسطنطينية وكبادوكية وأسيا الصغرى ستة أسابيع، عدا أسبوع الآلام، وكان الصوم خمسة أيام في الأسبوع بعد إسقاط السبوت والآحاد، عدا سبت النور، وأسبوع الآلام ستة أيام، فيكون مجموع صومهم ستة وثلاثين يوما، وفي أورشليم كانوا يصومون ثمانية أسابيع، خمسة أيام في كل أسبوع، فبلغت أيام صومهم أربعين يوما عدا سبت النور. أما كنيسة الإسكندرية فلم تعرف الصوم الأربعيني قبل سنة 330، ويمكننا أن نتتبع التطورات التي مر بها هذا الصوم في رسائل القديس أثناسيوس الفصحية. ففي رسالته الأولى (329) لا يتكلم إلا عن الاستعداد لعيد الفصح، ولكنه لا يذكر الأربعينية مطلقا، ويعلن أن الصوم يبدأ يوم الاثنين المقدس، وفي رسالته الثانية (330) يخطو الخطوة الأولى ويحدد بدء الصوم الأربعيني المقدس، ومدته ستة أسابيع بما فيها أسبوع الآلام. تبدأ يوم الاثنين 9 مارس سنة 330 وعيد القيامة يوم 19 أبريل من نفس العام، ويعتبر أسبوع الآلام أهم من باقي الأربعين يوما والتي لم يعتبرها إلزامآ حصريا.

وتابع: واستمر على هذا الوضع حتى سنة 334 التي أصدر فيها رسالته السادسة والتي قرر فيها، نتيجة لانتقاد الغرب لكنيسة الإسكندرية لعدم التزامها بالصوم الأربعيني، أن من لا يحافظ على الصوم الأربعيني، لا يمكنه أن يأكل الفصح. وأن يبدأ الصوم يوم ه2 فبراير، ويمتد إلى يوم 7 أبريل عيد القيامة، وشدد على هذا الوضع في كل رسائله الفصحية، ففي رسالته لسنة 347، يحدد بدء الصوم الأربعيني يوم 2 مارس، ويكون العيد يوم 12 أبريل فتكون مدة الصوم هذه ستة أسابيع، بما في ذلك أسبوع الآلام، تصام كل أسبوع ستة أيام، لأن الكنيسة الإسكندرية كانت في تلك الفترة تصوم كل أيام الأسبوع، عدا يوم الأحد، فتكون مدة الصوم ستة وثلاثين يوما مثل باقي الكنائس، ولكن فيما بعد امتنعت عن صوم السبت عدا سبت النور، فأصبحت أيام صومها إحدى وثلاثين يوما، ولكن لم تدم هذه الحالة طويلا، فاتخذت نظام الكنائس الشرقية الأخرى وجعلت صومها سبعة أسابيع، تصام في كل أسبوع خمسة أيام، بالإضافة إلى يوم السبت العظيم، فتكون مدة الصوم ستة وثلاثين يوما.

مختتمًا: وهكذا مع نهاية القرن السادس، كانت الكنيسة كلها شرقا وغربا تصوم ستة وثلاثين يوما. غير أنه يوجد نظامان في عدد الأسابيع، فالغرب يصوم ستة أسابيع بما فيها أسبوع الآلام، في كل أسبوع ستة أيام، لأنه كان يستثني الآحاد من الصوم، وأما الشرق يصوم ستة أسابيع في كل أسبوع خمسة أيام فقط، لأنه كان يستثني السبوت والآحاد من الصوم، وأسبوع الآلام ستة أيام.