رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آدم والنساء.. أول فيلم مصري يتناول الآثار المدمرة للانفجارات النووية

نجوي فؤاد وحسن يوسف
نجوي فؤاد وحسن يوسف في فيلم آدم والنساء

في العام 1971 استقبلت دور العرض السينمائي المصرية الفيلم الروائي الطويل آدم والنساء، عن قصة للكاتب الأمريكي بات فرانك، سيناريو وحوار السعيد مصطفي ومن إخراج متعدد المواهب السيد بدير.

 

حسن يوسف آخر الرجال علي كوكب الأرض

 

ما بين إلقاء القنبلتين النوويتين علي مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتن في العام 1945 لتنهي الحرب العالمية الثانية، وبين إنتاج فيلم آدم والنساء عام 1971 مرت حوالي 26 عام.  

 

تدور أحداث الفيلم الذي لعب بطولته حسن يوسف في دور “آدم”، وهو عامل في أحد مناجم الرصاص، متزوج ويعاني من تعنت مديره “عدلي كاسب” معه والدائم عقابه وخصم راتبه. تتواتر الأنباء عن قرب سقوط طائرتين محملتين بأسلحة نووية فيصاب العالم بالذعر خوفا وهلعا من فناء البشرية، وبطبيعة الحال “آدم” والمحيطين به في مصر جزء من هذا العالم.

 

تتابع أحداث فيلم آدم والنساء، لترصد تبعات سقوط الطائرتين بأسلحتهما النووية، والآثار التي ترتبت علي إصابة العالم بهذه الأسلحة النووية، وحتي بعد أن نجا البشر من الموت حرقا، إلا أن جميع الرجال في أنحاء الكرة الأرضية أصيبوا بالعجز الجنسي والقدرة علي الإنجاب، إلا “آدم”، والذي كان مختبئا في منجم الرصاص والذي حماه من تأثير الإشعاعات النووية. ناهيك عن ارتفاع في درجة حرارة الأرض غير مسبوقة، حتي أن أحد المذيعين يجلس في الأستديو شبه عار معلقا بأن درجات الحرارة ونحن في يناير غير مسبوقة، فيصب عليه أحد مساعديه دلو من الثلج.

 

النساء يطاردن آدم آخر رجال الأرض

 

مع اكتشاف الرجال عقمهم وعجزهم الجنسي، تظهر علامات الحمل علي زوجة آدم، والتي قامت بدورها الفنانة نبيلة عبيد، وعندما يعرف جيرانها بحبر حملها خاصة السيدات يبدأن في مطاردة آدم ومراودته عن نفسه. وعندما يفحص الطبيب زوجة آدم يتأكد من حملها، فيخبر بدوره وزارة الصحة أن هناك رجل وحيد في العالم مازال قادرا علي الإنجاب، وتنقلب حياة آدم رأسا علي عقب، ويصبح ثروة قومية يجب الحفاظ عليها، حتي أنهم شكلوا وزارة خصيصا له، سميت بـ “وزارة آدم العمومية”، أو “آدم الجديد”، لتبدأ سلسلة من المحاذير في حياته البسيطة، فمن شقته المتواضعة ينقل آدم إلي قصر منيف بحرس وخدم وحشم، بل ووكلاء وزارات خصيصا له، بينها وكيل وزارة الصحة للحفاظ علي صحته.

 

وعلي الرغم من أن عنوان فيلم آدم والنساء، يشي بأنه فيلم خفيف للتسلية كعادة أفلام هذه الفترة التي تلت حرب 67، إلا أن أحداث الفيلم المأخوذ عن قصة لكاتب أمريكي، جري تمصيرها، به العديد من الدلالات السياسية، وتناولت العديد من السلبيات التي يعانيها المجتمع المصري، بدءا من بيروقراطية الأداء الحكومي وهو ما نراه في مشهد تحديد الأطعمة الصحية التي يجب علي آدم تناوله، فتجتمع اللجان المنبثق عنها لجان للبت في الأمر، حتي وكيل وزارة الصحة المخصص من أجل صحة آدم نراه يكاد يلفظ أنفاسه من حدة السعال الذي ينتابه، مرورا بالعربدة الإسرائيلية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ــ لاحظ وقت إنتاج الفيلم العام 1971 ــ ففي أحد المشاهد وآدم يستمع للإذاعة يطلب من حارسه إدارة المؤشر علي إذاعة إسرائيل، لنسمع المذيع وهو يتهم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، فيرد عليه آدم: “يعني تهدوا البيوت علي أصحابها وتقتلوهم وتتهمومهم بالإرهاب، بذمتك لو عندك ذمة ده كلام؟”، فيرد عليه المذيع: عندك حق، وأود أن أنقل إليك دعوة شعبنا لزيارة إسرائيل لمدة شهر"، بالطبع الدعوة هنا للإستفادة من قدرة آدم الإنجابية، إلا أنه يرفض.

 

 

 

آدم مع زوجته بعدما نقل للوزارة التي خصصت باسمه

الــ CIA تخطف حسن يوسف

 

وتتوالي أحداث فيلم آدم والنساء، والتي ترصد وتلقي الضوء علي سياسات الدول الاستعمارية الكبري تجاه غيرها من شعوب العالم، فبينما تستغل الحكومة آدم في در العملة الصعبة بتحويله إلي مزار سياحي، ووضع آدم داخل قفص زجاجي ليتفرج عليه الزوار، نجد حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا يجتمعون مع الحكومة المصرية مطالبين بحقهم في آدم، وحق كل دولة في استضافته لمدة شهر لتنجب نساء هذه الدول منه، إلا أن آدم يرفض رفضا قاطعا، إلا أن أمريكا وعن طريق المخابرات المركزية الأمريكية تقوم باختطاف آدم، إلي جزيرة مزودة بكل أسباب الراحة والرفاهية والعشرات من النساء الأمريكيات ليتزوجن آدم أولهن نجوي فؤاد، والتي يقع آدم في حبها بعد أن تزوجها، لتصل أحداث فيلم آدم والنساء إلي النهاية مع ظهور مئات من حالات حمل النساء حول العالم، مما ينبئ بزوال آثار الإشعاعات النووية واسترداد الرجال لقدراتهم الإنجابية، ليعود آدم إلي حياته السابقة عامل في منجم الرصاص الذي يعاني الأمرين من مديره المتعسف القاسي.       

_640x_b9d7f7253d278dcdfe2ef9428cba29124d965771255c083315a71dc43bab5176
_640x_b9d7f7253d278dcdfe2ef9428cba29124d965771255c083315a71dc43bab5176