رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان: إذا أصغينا لصرخة الأرض وفقرائها سنتمكن من إكمال رسالتنا التبشيرية

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أكد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في رسالة إلى المشاركين في الندوة التي نظمتها دائرة التنمية البشرية المتكاملة بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل:  أن الرسالة التبشيرية والحياة المسيحية لا يمكنهما أن تهملا الفقراء لأن مسيرة الفداء بأسرها هي مطبوعة بالفقراء. لنصغِ إلى صرختهم وصرخة الأرض من أجل وضع حد لمشاكل البشرية الملحّة.

وتابع بابا الفاتيكان: فقط إذا أصغينا إلى صرخة الأرض والفقراء التي غالبًا ما تُخنق، سنتمكن من أن نُتمَّ رسالتنا التبشيرية، ونعيش الحياة التي يقترحها علينا يسوع، ونساهم في حل مشاكل البشرية الخطيرة: هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في الندوة التي نظمتها دائرة التنمية البشرية المتكاملة بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، وذكّر بدعوته للمؤمنين إلى "استعادة الفرح الإرسالي للمسيحيين الأوائل"، الذين على الرغم من أنهم تعرضوا للتشهير والاضطهاد والتعذيب والقتل كانوا نموذجًا للكنيسة التي تخرج وتنطلق، والتي "عرفت كيف تبادر بدون خوف، وتذهب للقاء البعيدين، وتبحث عنهم" و"تدعو المستبعدين".

ويؤكد البابا في الرسالة أنّ إعلان الإنجيل في عالم اليوم لا زال يتطلب من جانبنا "مقاومة نبوية، كبديل ثقافي"، "إزاء فردية المُتعة الوثنية"، و"النظام الذي يقتل ويستبعد ويدمر "الكرامة الإنسانية" و"الذهنيّة التي تعزل وتحدُّ الحياة الداخلية في المصالح الشخصية"، وتبعد الإنسان عن القريب وعن الله. ويعيد الحبر الأعظم التأكيد أيضًا أن الرسالة التبشيرية والحياة المسيحية "لا يمكنهما أن تهملا الفقراء"، لأن مسيرة "الفداء بأسرها هي مطبوعة بالفقراء". كانت مريم، أم يسوع، فتاة فقيرة، ويسوع "أصبح فقيرًا، إذ وُلد في إسطبل بين الحيوانات والمزارعين، ونشأ بين العمال وكان يكسب عيشه بيديه، وأحاط نفسه بجموع من الفقراء، وتشبه بهم، ووضعهم في محور قلبه، وأعلن لهم البشرى السارة أولًا، وأرسل الجميع "لكي يطعموهم، ويوزعوا لهم الخيور بعدل، ويدافعوا عن قضيتهم". “لهذا السبب، لا يمكن للبابا أن يتوقف عن وضع الفقراء في المحور.

وأوضح: إنها ليست سياسة، وليست علم اجتماع، وليست أيديولوجية، إنها ببساطة شرط الإنجيل". ويصفه الحبر الأعظم بأنه "مبدأ غير قابل للتفاوض"، ويمكن أن تختلف آثاره العملية "لكل سياق ومجتمع وشخص ومؤسسة"، دون المساس بحقيقة أن كل مسيحي مدين بالحب تجاه الفقراء.

 وتابع البابا يقول: "مع احترام استقلال وثقافة كل أمة، علينا أن نتذكر على الدوام أن الأرض هي ملك للبشرية جمعاء ومن أجلها"، وحث الأب الأقدس في هذا السياق على ضرورة أن "نفتح آذاننا على صرخة الشعوب الأخرى أو المناطق الأخرى في بلدنا". 

أما بالنسبة للهيكليات، فيرى البابا فرنسيس أنه "عليها أن تتخلى عن الاستقلال المطلق للأسواق والمضاربات المالية وتهاجم الأسباب الهيكلية لعدم المساواة". في حين ينبغي على السياسة الاقتصادية أن تقوم على كرامة كل شخص بشري وعلى الخير العام. "إن دعوة رجل الأعمال هي عمل نبيل، طالما أنه يسمح بأن يُسائله المعنى الأوسع للحياة" لاحظ البابا، الذي تمنّى نموًا اقتصاديَّا "بالإنصاف"، من خلال "قرارات وبرامج وآليات وعمليات موجهة بشكل خاص نحو توزيع أفضل للدخل، وخلق فرص عمل، وتعزيز متكامل للفقراء يذهب أبعد من مجرد الرعاية الاجتماعية.