رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يبدأ سلسلة تعليم جديدة حول الغيرة الرسوليّة

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان .

واستهلَّ تعليمه الأسبوعي بالقول نبدأ اليوم سلسلة جديدة من التعاليم، مكرّسة لموضوع مُلحٍّ وحاسم للحياة المسيحية: الشغف بالبشارة، أي الغيرة الرسولية. إنه بُعد حيوي للكنيسة: إنَّ جماعة تلاميذ يسوع تولد في الواقع رسوليّة وإرساليّة. يصوغها الروح القدس في انطلاق، لكي لا تكون منغلقة على نفسها، وإنما منفتحة وشاهدة مُعدية ليسوع، تمتدُّ لكي تُشعَّ نوره إلى أقاصي الأرض. ولكن قد يحدث أن يتضاءل الحماس الرسولي، والرغبة في بلوغ الآخرين ببشرى الإنجيل السارة. وفي بعض الأحيان يبدو أنه قد انحجب. ولكن عندما يغيب أفق البشارة عن الحياة المسيحية، تمرض وتنغلق على ذاتها وتصبح ذات مرجعية ذاتيّة وتضعف. بدون غيرة رسولية يذبل الإيمان. بينما تُشكل الرسالة أوكسجينًا للحياة المسيحية: هي تنشطها وتنقيها. نبدأ إذًا مسيرة لإعادة اكتشاف شغف البشارة، بدءًا من الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة، لكي نستقي من ينابيع الغيرة الرسولية. ومن ثم سنقترب من بعض الينابيع الحية، وبعض الشهود الذين أعادوا إحياء شغف الإنجيل في الكنيسة، لكي يساعدوننا على إعادة إحياء النار التي يريد الروح القدس أن يشعلها على الدوام فينا.

وتابع البابا فرنسيس: واليوم أريد أن أبدأ بحدثٍ إنجيلي رمزي نوعًا ما: دعوة الرسول متى، والتي سمعناه يرويها بنفسه في إنجيله في المقطع الذي سمعناه. كل شيء يبدأ بيسوع الذي "رأى" - يقول النص - "رجلاً". قليلون كانوا يرون متى هكذا كما هو: كانوا يعرفونه كذلك الذي كان يجلس "في بَيتِ الجِبايَةِ". لقد كان في الواقع جابيًا للضرائب: أي شخص يجمع الضرائب نيابة عن الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحتلُّ فلسطين. بعبارة أخرى، كان متعاونًا وخائنًا للشعب. يمكننا أن نتخيل الاحتقار الذي كان يشعر به الناس تجاهه: لقد كان "عشارًا". ولكن في عيني يسوع، متى هو رجل، ببؤسه وعظمته. وبينما كان هناك مسافة بين متى وشعبه، اقترب منه يسوع، لأن الله يحب كلَّ إنسان. هذه النظرة التي ترى الآخر، أيًّا كان، كموضوع حب، هي بداية شغف البشارة. كل شيء يبدأ من هذه النظرة التي نتعلمها من يسوع.

وأضاف بابا الفاتيكان: وبالتالي يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف هي نظرتنا للآخرين؟ كم من مرة نرى فيها عيوبهم لا حاجاتهم. كم من مرة نصنف الأشخاص على ما يفعلونه أو يفكرون فيه! حتى كمسيحيين نقول لأنفسنا: هل هو واحد منا أم أنه ليس منا؟ هذه ليست نظرة يسوع: فهو ينظر على الدوام إلى كل واحد برحمة وحب. والمسيحيون مدعوون لأن يفعلوا مثل المسيح، وأن ينظروا مثله بشكل خاص إلى الذين يُسَمُّون "بالبعيدين". في الواقع، تُختتم رواية دعوة متى بقول يسوع: "ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين".