محمد الفخراني لـ"الدستور": جمال الغيطاني رحلة إنسانية وأدبية تستحق

جمال الغيطاني رحلة إنسانية وأدبية تستحق.. بهذه الكلمات استهل الكاتب الروائي والقاص محمد الفخراني حديثه لـ“الدستور” عن واحد من أبرز الأصوات الإبداعية الأدبية في تاريخ الأدب المصري الحديث والمعاصر. 

جمال الغيطاني رحلة إنسانية وأدبية تستحق

وعن علاقته بجمال الغيطاني وكيف تعارفا لأول مرة، استهل “الفخراني” حديثه للدستور مشيرا إلي: التعارف الأول لي عن قُرْب مع الكاتب الكبير "جمال الغيطاني" كان أثناء سفرنا معًا إلى مهرجان أدبي بالمغرب، عام 2014، وهناك، كان هذا التقارب السَّلس والتلقائي.

وأوضح “الفخراني” أذْكر أثناء تنقُّلاتنا، معرفته الدقيقة بالأماكن هناك، الأثرية منها والثقافية، وحتى بعض المطاعم والأكلات الشهيرة بها، مع وعد بزيارة هذه الأماكن، إذا سمح الوقت.

سأعرف بشكلٍ خاص عن مكتبته الموسيقية التي يعتزّ بها

وتابع “الفخراني” حدث الذكريات عن جمال الغيطاني، لافتا إلي: سأعرف بشكلٍ خاص عن مكتبته الموسيقية التي يعتزّ بها. كثير من التفاصيل اليوميَّة العادية، في هذه الرحلة بالمغرب تعرَّفْتُ إلى "جمال الغيطاني" الإنسان، وله محبة كبيرة، ثم بعد العودة، استمرَّ التواصل بيننا قبل أن يدخل مرضه الأخير.

سأتكلّم هنا عن كتابه الأخير "أرواح هائمة"، وهو برأيي أحد أكثر كتب الأسفار إمتاعًا، أقول "الأسفار" وليس الرحلات، فهو خلاصة تجربة "جمال الغيطاني" ورحلته ورؤيته وأسفاره، كتاب يسافر في الأماكن والأفكار والرؤى، هو غاية في الإمتاع والجمال، وبرأيي أنه لم يَنَلْ ما يستحق من القراءة والمتابعة حتى الآن.

وجمال الغيطاني ولد في مثل هذا اليوم من العام 1945، بقرية جهينة بسوهاج وصف بأنه: “صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا”.

وأخلص الغيطاني وانحاز لمكونات الشخصية المصرية القبطية الإسلامية، وعراقتها الحضارية التاريخية التي صنعتها حالة التلاقح ما بين شفافية الوجد الصوفي وعذوبة التراتيل والألحان الكنسية، ومعرفته بالتراث المسيحي بقدر معرفته بالتراث الإسلامي المصري.

وجمال الغيطاني، يعد من أبرز الأصوات السردية الروائية المصرية في القرن العشرين. وقد اختيرت روايته “الزيني بركات”، من قبل اتحاد الكتاب العرب، في قائمة أفضل رواية عربية في القرن العشرين.