رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العجوز والبحر إلى فؤاد حداد

إذا اشتد برد الشتا ع الصبايا

تخيم عليهم بصدرك عبايا 

ويبقى الحوار احتقان الحنايا 

فتشعل حطب الانتظار بالقصايد 

يدفينا شعرك

تغنى نغنى

فهل يفرح القدس بالعائدين

وكل النجوم اللى دبلت ضيا بالغياب

بيرفرف الشعر ف عيونك زى طير مسجون

فتهدهده وتهدده 

وتقربه وتبعده 

وتسيده وتعبده 

وتقول له كن فيكون

الشعر سر الكون

زاد المسافر 

والهوى وخبر الأحبة

وانت طفولة العشق وبلوغه ورجولته 

وانت رجولة الشعر ربانه وسفينته

وانت اللى دايمًا متجه للبحر جاوبنى 

سنارتك الموعودة هل

ملت نجاة الصيد ومل 

سمك البحار الطعم وال

اشتهاء عجز وقل

صارعت وجع الموج فكل

ورجعت حاضن شوكة السمكة

تصعد بصارى المركبة ع التل

يا متجه للبحر جاوبنى

وانت اللى قولك فى بؤونة ضل

يا مين يرجع للشجر ضله 

ويفك طوقنا عن حلوقنا نحس

حولت عينك باتجاه الشمس

بصيت لها بصت 

عاندتها عاندت 

قسيت عليك حميت 

كابرت 

وطلقت سهمك فى عينيها جرحتها 

سال دمها

بكيت ضحكت

لا مرة قدرت تهزمك 

أو تكسر الرمش العفى

وانت اللى قبلك مرة واحدة بس

بصلها وخفى قلبك حفى 

جوه الشوارع والأزقة الضيقة

تخطف فى ساعة فجر لحظات اللقا 

فى يمينك السيف الدهب

راكب على حصان من دهب

من عالم الحواديت

نقرت ع التوابيت 

تنده على خيول النعاس

قبل أن يحاصرها النحاس

تنده يدوى فى الفضا صوتك

لكنها بتنعس وتتواكل 

وإن صحصحت بتدس رأسها فى العلف تاكل 

تنعس وتتواكل وصهيلها مهما يتحد كالهمس 

يا متجه للشمس جاوبنى 

مهرك برك من وحل أيامنا

والا الرفاقة كرهتها فرحلت 

حولت عينك باتجاه الصمت

وطلقت طيرك بعد عمر سجون

بابك قفلته بوجه هذا الكون

وسرحت فى دنيا السكون وتركتنا 

الليل مقرفص فى العيون

والقمر واقف على باب حينا

مش لاقى سكة للدخول

تخرج بنات الحى للحور ينشدوا 

ويدقوا غطيان الحلل ويعددوا 

سيبوا قمرنا لا الليالى تطول

مين السنة دى يسحر الفقرا 

يوهب ضلوعه للولاد فوانيس

وانت اللى قولك م الصبا 

«أن الفجر لمن صلاه»

وانت اللى فوق صدرك حبا 

أجيال تقولك بالقلوب الله

وانت اللى مت ف كلمتك عايش

فاخترت بالموت الحياة.