رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاص محمد ممدوح: تعلّمتُ من "الغيطانى" محبة التراث دون تعصُّب ولا انغلاق

القاص محمد ممدوح
القاص محمد ممدوح

جمال الغيطاني، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1945، بقرية جهينة محافظة سوهاج، وصف بأنه: “صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا”.

تعلّمتُ من الغيطانى محبة التراث دون تعصُّب ولا انغلاق

وفي ذكري ميلاد جمال الغيطاني، تحتفي جريدة الــ“الدستور”، بصاحب “الزيني بركات”، والتي اختيرت في قائمة أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين، بحسب اختيار اتحاد الكتاب العرب.

لم يقتصر أثر جمال الغيطاني علي مجايليه أو من كانوا بالقرب منه في حياته اليومية أو حتي أصدقاءه، إنما امتد أيضا إلي الكتاب الشبان، والذين لم يلتقوا به أو يتعرفون عليه إلا من خلال إبداعاته الأدبية، ومن بينهم الكاتب القاص الشاب محمد ممدوح.

واستهل “ممدوح” حديثه عن الغيطاني، مشيرا إلي: "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، كان أول ما قرأت لجمال الغيطانى فى مجلد الأعمال القصصية الأول، لينفتح الطريق أمامى لقراءة الكثير من أعماله.

تعلّمتُ من الغيطانى محبة التراث دون تعصُّب ولا انغلاق، وكيفية تطويعه لغة: "خطط الغيطانى". واستلهامًا لفترة بعينها للتعبير عن واقع مُعاش: "الزينى بركات".

تعلّمتُ منه أنّ الحجر هو الوجه الآخر لحكاية البشر بكل تاريخهم من هزائم وانتصارات، وأنّ دون تاريخ ودون ماض ٍ إلى زوال.

وتابع “ممدوح”: الغيطانى الذى آمن أنّ تاريخنا حلقات متصلة ساهمت فى ثراء الشخصية المصرية وتفرُّدها عبر الزمن بالرغم من فترات الهزائم والانكسارات، كما نرى فى كتابه الفريد، على صِغَر حجمه: "نزول النقطة".

ولا ننس الغيطانى المدافع الشرس عن الثقافة المصرية ضد الهجمة الوهابية الشرسة، أو ضد ثقافة المهرجانات التى أدخلته معارك مشهودة مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى.

الغيطانى على جبهة النار فى حرب الاستنزاف ينقل إلينا نبض الجنود وعزيمتهم على تحرير الأرض ضد عدو شرس لايرحم، ويتحفنا بعد ذلك بكتابه الفريد "المصريون والحرب".

الغيطاني

أخلص "الغيطاني" وانحاز لمكونات الشخصية المصرية القبطية الإسلامية، وعراقتها الحضارية التاريخية التي صنعتها حالة التلاقح ما بين شفافية الوجد الصوفي وعذوبة التراتيل والألحان الكنسية، ومعرفته بالتراث المسيحي بقدر معرفته بالتراث الإسلامي المصري، أو كما يصفه الكاتب فرنسوا باسيلي، "انتعاش الغيطانى وهو يستمع إلى الألحان والتراتيل القبطية في الكنيسة ليلة الميلاد هو بعض من اهتمامه ومعرفته الواسعة بالتراث المسيحي القبطي في مصر، ومعرفته بهذا التراث تدهشني شخصيا أنا القبطي ابن رجل الدين المسيحي الذى تكتظ مكتبته بأشكال وألوان من هذا التراث في صوره المكتوبة والمسموعة والمرئية.