رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تل أبيب تنفجر فى وجه نتنياهو مجددًا.. ومفاوضات الهدنة بالقاهرة كلمة السر

التظاهرات تشتعل في
التظاهرات تشتعل في تل أبيب

اشتعلت الاحتجاجات الغاضبة في شوارع تل أبيب صباح اليوم؛ للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

وأغلق المتظاهرون حركة المرور في ساعة الذروة على طريق أيالون السريع في وسط تل أبيب، في الوقت الذي سعى فيه النشطاء إلى تكثيف الضغط على حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، بعد انطلاق جولة جديدة من مفاوضات الهدنة في مصر خلال الساعات القليلة الماضية.

الاحتجاجات تشعل تل أبيب وتطالب نتنياهو بقبول صفقة الهدنة

وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أغلقت مجموعة من أكثر من عشرة متظاهرين، معظمهم من النساء، يحملون لافتة ضخمة كتب عليها "أنقذوا من لا يزال من الممكن إنقاذه" وأطلقوا العنان لسحب متصاعدة من الدخان البرتقالي، الممرات المتجهة شمالًا من الطريق السريع المزدحم لمدة 20 دقيقة تقريبًا في الساعة 8 صباحًا قبل فض الاحتجاج عن طريق قوات الأمن.

وهتف المتظاهرون من ممرات مسودة بالقرب من تقاطع روكا في شمال تل أبيب، "نريدهم أحياء، وليسوا في توابيت"، مع عودة حركة المرور.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن الشرطة فرضت غرامات على 14 متظاهرًا؛ بسبب عرقلة حركة المرور.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن الاحتجاج جاء بعد يومين من إعلان إسرائيل بأن مقترح الهدنة الذي وافقت عليه حماس لا يلبي مطالبها الأساسية، ما أثار موجة غضب متجددة من عائلات المتحجزين والناشطين المناهضين للحكومة في تل أبيب والقدس وأماكن أخرى وتصاعدت موجة الغضب مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في مصر.

وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق، إن ادعاء حماس بأنها قبلت الاتفاق كان يهدف إلى "إيقاف تقدم قواتنا في رفح".

وقال مسئولون إسرائيليون يوم الإثنين، إن شروط الصفقة التي قالت حماس إنها قبلتها قد تم تعديلها و"تخفيفها" من تلك التي وافقت عليها إسرائيل قبل عدة أيام، ورفضت إسرائيل الاقتراح، لكنها أرسلت فريق عمل إلى القاهرة لإجراء محادثات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وأوضحت الصحيفة، أن حماس وإسرائيل يجرون مفاوضات غير مباشرة منذ عدة أشهر، من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب المشتعلة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأشار مسئولون إلى أن الجانبين يقتربان من اتفاق مرحلي لإطلاق سراح المحتجزين مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن الاتفاق الذي عرضته حماس يوم الإثنين، يتضمن إمكانية قيام الحركة بإطلاق سراح رفات المحتجزين المتوفين في مرحلة أولية، وهو ما قالت إسرائيل إنه يختلف عن مطلبها بأن تطلق حماس سراح 33 محتجزًا حيًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن فشل المفاوضات السابقة وتعنت نتنياهو، كانا السبب في اشتعال الغضب مرة أخرى لتنضم عائلات المحتجزين إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة واتهموا نتنياهو وائتلافه المتطرف بتخريب فرص التوصل إلى اتفاق من أجل المضي قدمًا في غزو رفح، وهو ما يُعتقد أنه سيؤدي إلى تفاقم المشكلة. 

ونوهت بأن أعضاء متشددين في حكومة نتنياهو طالبوه بإعطاء الأولوية للهجوم على رفح على حساب التوصل إلى اتفاق، وأظهر استطلاع للرأي نُشر يوم الثلاثاء أن 56% من اليهود الإسرائيليين يفضلون التوصل إلى اتفاق على غزو آخر معقل لحركة حماس في غزة، بينما يعتقد 37% أن العمل العسكري يجب أن يكون له الأولوية.

إسرائيل تتوقف عند رفح

على جانب آخر، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، آراء بعض المحللين، الذين أكدوا أن خطوة الاستيلاء على معبر رفح مرتبطة بشكل مباشر بالمفاوضات، وتهدف إلى زيادة الضغط على حماس، ما يرسل رسالة مفادها أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمكنه العمل حيث يريد.

وقال يسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي "إذا لم تتوصل حماس إلى اتفاق، فإن إسرائيل حريصة على التوغل في رفح، لكنها من المحتمل أن تتوقف عند المعبر فقط".

وأفادت الصحيفة بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلية ترى منذ بداية الحرب أن الطريقة الوحيدة لجلب حماس إلى طاولة المفاوضات هي من خلال الضغط العسكري، وبعد الاستيلاء على معبر رفح يكون جيش الاحتلال قادرًا على إطلاق عملية أوسع إذا انهارت المحادثات بالكامل.

ونوهت بأن اجتياح رفح مع انطلاق المفاوضات يضع إسرائيل في مأزق، حيث يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية، مع احتمال حدوث مجاعة ونقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء وتشغيل المركبات لنقل الأشخاص والبضائع.

وحذرت الأمم المتحدة، التي تنسق دخول المساعدات إلى غزة، يوم الثلاثاء من أن قطع الشريانين الرئيسيين للمساعدات المتمثل في معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، يعرض العمليات الإنسانية التي تخدم جميع السكان البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون شخص للخطر.

ويشكك بعض المحللين في مدى الفعالية المحتملة لعملية أوسع في رفح دون اتخاذ قرار إسرائيلي بشأن من سيحكم غزة بعد حماس، حيث قال يسرائيل زيف:"إنه خطأ كبير، المخاطر مرتفعة للغاية وستكون النتائج أننا ضربنا حماس لكنها ستتعافى مرة أخرى وبسهولة".