رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإنترنت الأسود.. طفل شبرا بدون IP

لم يعد بوسعنا الآن ملاحقة التطور المخيف والخفى فى هذا العالم الافتراضى، وحماية أطفالنا من قناص عالم الإنترنت.. الواقع المظلم، وبمعنى أدق أنه واقع القاتل والمقتول. 

الإنترنت وألعاب الجيم، أصبحت جزءًا رئيسيًا فى حياة أطفالنا، وبالأخص الأطفال من سن 3 إلى 16 سنة تقريبًا بنسب متفاوتة حسب مدة استخدام وسيلة اللعب، سواء كان موبايل أو لاب توب، واختيار الألعاب.. كل حسب سنه ومهاراته وميوله. وعلى الأرجح لا نراجع مع أطفالنا أسماء الألعاب وفكرتها ومراحلها المتصاعدة تدريجيًا! وماذا يدور أثناء الجيم.. وبالأخص فى الألعاب الجماعية، وما هى المواقع المتصفحة، وهل قاموا بالتعارف وتبادل أرقام التليفونات.

المعرفة هنا قوة.. بعد تجميع المعلومات عن ضحية جديدة، قد تعرض على منصة Dark Web.. الإنترنت الأسود والمنصة المختصة بكل جرائم الإنسانية المحرمة لايف.. على الهواء مباشرة، تجدون فيها تجارة الأعضاء والمخدرات والسلاح، والخطف والقتل، وتجارة البشر. وهى كلها فى سبيل الحصول على عائد مادى ضخم من كل فيديو يتم نشره وبثه على المنصة.

من أبشع الجرائم الإنسانية على الإطلاق قتل الأطفال، والتجارة بأعضائهم، والتمثيل بهم.. وهو ما ينطبق على قضية "ضحية الإنترنت الأسود". منذ أيام، تمكنت الأجهزة الأمنية من حل لغز اختفاء طفل شبرا، الذى تم العثور عليه مقتولًا ومقطعًا. ولتكشف بعد ذلك أنه سر جديد لشبكة الويب من خلال تلك اللعبة التى يديرها طفل آخر لم يتجاوز عمره 15 سنة، ومقيم فى إحدى الدول العربية مع والده.

الطفل.. القاتل تحت السن القانونية، استخدم تليفون والده، وطلب من عاطل فى مصر استهداف أحد الأطفال وملاحظته وتصويره وقتله مقابل 5 ملايين جنيه. وبالفعل قام العاطل باستدراج الطفل وقتله وتصويره "لايف" مقابل بيعه على الويب. وبالتعاون مع الإنتربول الدولى تم القبض على الطفل ووالده وإحضاره أمام النيابة العامة المصرية، وكشفت اعترافات الطفل، البالغ من العمر 15 عامًا، عن أنه يوجد أطفال آخرون تم قتلهم وبيعهم على الويب مقابل مبالغ مالية ضخمة. كما اعترف العاطل القاتل بأنه عرف الطفل من اللعبة الإلكترونية.

كشفت أقوال أسرة الطفل القتيل عن أن القاتل العاطل كان يعطيه بين 50 و100 جنيه مقابل فوزه وتفوقه عليه فى الجيم، وكان هذا الأسلوب هو بداية طريق الخطر الذى استطاع من خلاله توثيق علاقته بالطفل حتى قتله.

سرقة وقتل أطفالنا عن طريق الجيم والألعاب الإلكترونية أصبح خطرًا داهمًا يحيط بأطفالنا فى ظل عالم افتراضى متقدم جدًا فى إكساب الأطفال كل ما يتعلق بممارسة العنف والقتل من خلال الألعاب الجماعية غير المعلن عن أهدافها الحقيقية.. ليست ألعابًا، بل هى مجرد مصيدة تقنية محكمة التغليف.

نقطة ومن أول الصبر..

الإنترنت الأسود كجبل الثلج لا يظهر منه إلا 5% فقط من حجمه الحقيقى فى سياق تطور تقنى لم ولن يرحم أحدًا، بل جعلنا جميعًا فى أيادى القتلة إذ ما امتلكنا مقدرتنا البشرية والعلمية.
الإنترنت أصبح مثل المسدس متعدد الطلقات فى يد أطفال. 

لا بد من متابعة أطفالنا فى ظل هذا العالم المظلم، مع معرفة اللعبة واللاعب.