رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اضطرابات مدنية واسعة وتهديدات بإقالة نتنياهو.. أزمة التجنيد تتفاقم فى إسرائيل

الحريديم
الحريديم

شهدت الأيام الأخيرة في إسرائيل انقسامات عميقة ومتفاقمة، الأمر الذي يهدد بإحداث اضطرابات واسعة النطاق وإسقاط حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب أزمة التجنيد التي تتمثل في إجبار الحريديم أو المتطرفين اليهود على أداء الخدمة العسكرية، وهو القرار الذي هددت الطوائف اليهودية بوقفه، وفقًا لما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

التجنيد وحرب غزة يفتحان باب الانقسامات على الحكومة الإسرائيلية

وبحسب الصحيفة، فإن القضية ليست في كيفية خوض حرب غزة، بل في من يجب أن يقاتل فيها، ففي حين أن اليهود الإسرائيليين يخضعون للتجنيد الإلزامي في سن 18 عامًا- وواجب الاحتياط المنتظم لعقود بعد ذلك- هناك استثناء للعدد المتزايد من الإسرائيليين الحريديم، الذين يتلقون بدلًا من ذلك تمويلًا من الدولة لدراسة التوراة "يحصل المواطنون العرب في إسرائيل أيضًا على إعفاء من الخدمة العسكرية".

وبحسب الصحيفة فقد اجتمعت الحكومات الإسرائيلية وانهارت، بسبب المناقشات حول إعفاء الحريديم من التجنيد، ولكن هذه المرة، المخاطر أعلى، إذ تخوض إسرائيل حاليًا حربًا مرهقة في غزة وتواجه صراعًا يلوح في الأفق على حدودها الشمالية- الأزمات التي أجبرت مئات الآلاف من الناس على العمل كجنود احتياطيين لعدة أشهر متتالية، فضلًا عن عزلتها الدولية.

وأضافت أنه في الشهر الماضي، ومن أجل الحفاظ على أعداد قواتها مرتفعة، نشرت الحكومة لوائح مقترحة من شأنها إطالة فترة الخدمة الاحتياطية للجنود، وأثار ذلك غضب المحاربين القدامى الإسرائيليين الذين تساءلوا عن سبب وجوب خدمتهم أكثر في حين أن أقرانهم الحريديم لا يخدمون على الإطلاق.

وتابعت أنه ردًا على احتمال التجنيد الإجباري، وعد زعماء الحريديم بتنظيم احتجاجات واسعة النطاق وهددوا بمغادرة البلاد بشكل جماعي، وهم يواجهون بالفعل عقوبات: بمجرد انتهاء صلاحية قانون مؤقت يسمح بالإعفاءات يوم الأحد، قضت المحكمة العليا بأن الأكاديميات الدينية الحريدية، أو المدارس الدينية، ستشهد خفض تمويلها.

وبالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعتمد أغلبيته البرلمانية على الأحزاب الحريدية، فإن هذا الجدل يشكل تهديدًا خطيرًا وليس له مخرج سهل.

وكتب بيني جانتس، الزعيم الوسطي وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن بحاجة إلى جنود في وقت الحرب، ومجتمعنا يحتاج إلى الجميع للمشاركة في الحق في خدمة البلاد، لقد حان الوقت لكي تقوم الحكومة بما هو متوقع منها، لقد حان وقت العمل".

وأكدت الصحيفة أنه عندما تأسست إسرائيل عام 1948، كانت المجتمعات الحريدية أقلية صغيرة في البلاد، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي العلماني، ديفيد بن جوريون، على منح المواطنين الحريديم إعفاء من الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى يتمكنوا من دراسة التوراة بدوام كامل، وهي وسيلة لكسب تأييدهم للدولة الجديدة.

في ذلك الوقت، لم يكن لهذه السياسة تأثير كبير على أعداد الجيش: فقد حصل 400 رجل فقط على إعفاءات في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، لكن الحريديم يشكلون الآن ما يزيد على 10% من سكان إسرائيل- أكثر من 1،2 مليون نسمة- ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 16% في غضون عدة سنوات، وذلك بسبب ارتفاع معدلات المواليد.