رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسلام جمال: «السلطان ملك شاه» دور صعب وتحدٍ كبير وفرصة لا تُفوَّت أيضًا

الفنان إسلام جمال
الفنان إسلام جمال

- استخدمنا «العامية» لتبسيط الموضوع وتقريب الأحداث للمشاهدين

- حلقة معركة الليل «مبهرة».. و«خضتنى» من قوة وروعة المشاهد

- أتمنى أن أشارك ثانية فى الدراما التاريخية لأن مصر لديها تاريخ عظيم

وصف الفنان إسلام جمال تقديم شخصية «السلطان ملك شاه» فى مسلسل «الحشاشين» بأنه فرصة لا يمكن تفويتها، خاصة أن العمل اجتمعت فيه كل عوامل النجاح، من مخرج متميز وكاتب عبقرى ونجوم كبار، بالإضافة إلى شركة منتجة وفرت كل ما يمكن من أجل خروج العمل فى أفضل صورة، ما جعله قادرًا على المنافسة عالميًا. وأرجع «جمال»، فى حواره مع «الدستور»، استخدام «العامية» المصرية فى المسلسل إلى محاولة تبسيط الموضوع، وتقريب الأحداث إلى المشاهدين، مشيدًا بالتعاون مع الفنان فتحى عبدالوهاب فى معظم مشاهد العمل، واصفًا إياه بأنه «أخ» و«أستاذ»، مؤكدًا أن الجمهور سيراه معه قريبًا مرة ثانية، فى عمل سينمائى جديد بعنوان «الميثاق».

■ بداية.. كيف رأيت ردود الأفعال حول مسلسل «الحشاشين»؟

- ردود الأفعال على المسلسل أسعدتنى جدًا، سواء اختلفت أو اتفقت معها، لأنى أعتبر أن النقد تصحيح لما سيأتى ولا يضايقنى ما دام نقدًا بنّاءً، وليس مجرد محاولة للتشويه.

ومسلسل «الحشاشين» استطاع فى النهاية أن يحقق صدى كبيرًا، حتى لو كانت لدى بعض المشاهدين اعتراضات أو تحفظات، لكن فى النهاية كانت هناك إشادات كبيرة بالمجهود الجبار الذى بُذل فى العمل.

وبالنسبة لبعض الاعتراضات على استخدام العامية فى العمل، فإن القصد من ذلك كان التبسيط، وجاء بقرار من المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج بيتر ميمى، لتكون الأحداث قريبة من الجمهور لفهم الأحداث والشخصيات.

■ ما العوامل التى جذبتك للمشاركة فى هذا العمل؟

- منذ البداية كان لدىّ إيمان بأن العمل سيخرج فى أفضل صورة ممكنة، بعد أن اجتمعت فيه كل عوامل النجاح، فهناك مخرج مبدع له رؤية فنية هائلة مثل بيتر ميمى، ومؤلف عظيم مثل عبدالرحيم كمال، ونجم كبير مثل كريم عبدالعزيز، الذى سعدت جدًا بالتعاون معه، ومع كل فريق العمل، بالإضافة إلى الشركة المنتجة، التى سعت لتوفير كل ما يحتاجه العمل من إمكانات ضخمة وديكورات ملائمة للعصر الذى تدور فيه الأحداث.

وكل هذا شجعنى على المشاركة فى العمل دون تردد، خاصة أن الدكتور بيتر ميمى هو من رشحنى لدور السلطان ملك شاه، وهو دور صعب ويمثل تحديًا كبيرًا، كما أنه فرصة لا يمكن تفويتها.

■ كيف حضرت لشخصية السلطان ملك شاه؟

- المؤلف عبدالرحيم كمال كاتب عبقرى بمعنى الكلمة، وحرص على تسهيل الكتابة عن الشخصيات وتفاصيلها، وبذل جهدًا كبيرًا لتخرج بصورة أقرب لما كتب عنها فى كُتب التاريخ، كما أن المخرج بيتر ميمى كان متعاونًا جدًا، وعمل على تسهيل تجسيد جميع شخصيات المسلسل.

ومن جهتى، فقد استعنت بمراجع تاريخية من على مواقع الإنترنت، وجمعت معلومات كثيرة عن الشخصية، وانتقيت المعلومات التى اتفقت عليها الآراء، لأن هناك معلومات متضاربة بشكل كبير عن هذا العصر القديم، وكونت ملامح الشخصية من المراجع التاريخية الموثقة عن تلك الحقبة الزمنية.

وساعدنى كل ذلك على فهم طبيعة شخصية «ملك شاه»، وحاولت أن أقدمه باعتباره شخصية من لحم ودم، تغلب عليه المشاعر الإنسانية، وعلاقته بأسرته، بالإضافة إلى فهم طبيعة الصراع مع شخصية مثل «حسن الصباح»، ودعوته المتطرفة.

■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك أثناء تجسيد هذه الشخصية؟

- شخصية «السلطان ملك شاه» ليست سهلة أبدًا، وبذلتُ جهدًا كبيرًا لتجسيدها بشكل صحيح، كما ذكرت، حسب ملامح الشخصية وتكوينها وفق المراجع التاريخية، لأن طبيعة وانفعالات شخص بمثل قوة هذا السلطان تختلف عن أى شخص عادى، وهذا ما كنت أتناقش فيه دائمًا مع المخرج والمؤلف.

ويظهر هذا التعقيد مثلًا فى مشهد وفاة «مُضحك السلطان»، الذى كان دائمًا مقربًا منه رغم بساطته، ويصاحبه ويضحكه فى كل مكان، لذا فقد تأثر جدًا بوفاته، كما يظهر أيضًا فى مشهد قتل السلطان لعمه الخائن، فهو كان يشعر بالحزن أثناء قتله، لكنه اضطر إلى قتله بيده لأنه كان من تقاليد تلك الفترة أن يكرم مثل هذا الشخص بالقتل على يد أحد من عائلته، وليس على يد الحرس أو الجنود. 

وكل تلك التفاصيل احتاجت لاهتمام واجتهاد لتجسيدها أمام الشاشة، خاصة أن الشخصية لملك مقاتل كانت حياته مليئة بالصراعات والحروب، لكنها تشهد أيضًا تقلبات وتحولات ونهايات تختلف عن البدايات.

كما أننا تدربنا أيضًا لعدة أشهر على ركوب الخيل والمبارزة بالسيوف، وكنا فيها نرتدى الملابس الثقيلة المميزة لتلك الفترة، فضلًا عن أن العمل استمر لمدة عام كامل، واصل فيه المخرج بيتر ميمى مذاكرته للعمل وتدريبنا وعمل بروفات مكثفة، لنصل إلى مستوى عالٍ من الاحترافية داخل لوكيشن التصوير، خاصة فى مشاهد الحرب والسيطرة على العدد الكبير من المجاميع، وهو ما ظهر فى حلقة «معركة الليل»، التى جاءت مبهرة بكل المقاييس، سواء من حيث كادرات التصوير أو الديكورات أو الجرافيك، حتى إننى عندما شاهدت الحلقة «اتخضيت» من قوة المشاهد وروعتها.

■ كيف كان تعاونك مع المخرج بيتر ميمى؟

- الدكتور بيتر ميمى مخرج كبير ومجتهد ويهتم بأدق التفاصيل، ويحب أن يطور فى قدراته ويعمل دائمًا على تقديم كل جديد، وعلى مستوى عالمى، وشخصيًا استفدت منه كثيرًا، وأتمنى أن أرى ابنى مثله، وقد سبق لى أن تعاونت معه فى أكثر من خمسة أعمال من قبل، وما زلت أتمنى تكرار التعاون معه.

■ ماذا عن الفنان فتحى عبدالوهاب الذى يجمعك به العديد من المشاهد خلال العمل؟

- فتحى عبدالوهاب أستاذ كبير، أُكن له كل الحب والتقدير، وأعتبره بمثابة أخ لى، وسعيد بأن كل مشاهدى تقريبًا كانت معه، لأنه يجسد شخصية «الوزير نظام الملك»، وهى شخصية صعبة وعظيمة، وفى اعتقادى لم يكن هناك أحد يمكنه أن يجسد الدور بهذا المستوى الرائع مثله، وقد أحببت العمل معه جدًا، وقريبًا سيشاهدنى الجمهور معه ثانية فى عمل سينمائى.

■ ما رأيك فى تقديم الدراما التاريخية؟

- أحب جدًا هذه النوعية من الدراما، لأنها حالة جميلة يعرف من خلالها المشاهد معلومات جديدة ومفيدة، خاصة إن كانت مصنوعة جيدًا، ومن جهتى أتمنى تقديم أعمال كثيرة من هذه النوعية، لأن مصر لديها تاريخ عظيم لا ينتهى، وبها مبدعون كثيرون، سواء من الممثلين أو من صناع الأعمال، كما أن لديها إمكانات عالية تستطيع بها منافسة الأعمال العالمية بجدارة، مثلما حدث فى مسلسل «الحشاشين» الذى صُنع على أعلى مستوى، على يد مخرج يعى ما يفعله، ويبذل جهدًا يُحترم لمدة عامين أو أكثر ليخرج على هذه الصورة.

■ ما رأيك فى التطوير الدرامى الحالى والمنافسة الرمضانية هذا الموسم؟

- المنافسة قوية لأن الموسم يمتلئ بالأعمال المحترمة والموضوعات المتنوعة، وأرى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نجحت فى تطوير الصناعة الفنية بشكل ملحوظ، وجعلت الدراما التليفزيونية موجودة بشكل مستمر على مدار العام، ما يوفر متعة للمشاهدين، كما وفرت فرصة للممثلين للعمل دون توقف وسمحت بتقديم أعمال جديدة، كما أنها توسعت فى إنتاج مسلسلات الـ١٥ حلقة، التى أجدها تجربة رائعة ومتميزة، نجحت فى جذب انتباه الجمهور، الباحث عن المضمون المركز فى عدد قليل من الحلقات.

■ أخيرًا.. ماذا عن أعمالك الفنية المقبلة؟

- كما قلت مسبقًا، أتعاون مع الفنان فتحى عبدالوهاب فى عمل سينمائى جديد، بعنوان «الميثاق»، ينتمى لنوعية التشويق والدراما، وقد انتهينا من تصويره خلال الفترة الماضية، وإن كنت لا أعلم موعد طرحه بالسينمات، لكنى متشوق لرؤية رد فعل الجمهور بعد مشاهدته.

كما انتهيت أيضًا من تصوير مسلسل «الوصفة السحرية»، مع المخرج خيرى سالم والفنانين بسمة داود وشيرى عادل وعمر الشناوى، وهو مسلسل لطيف ومبهج، استمتعت بكواليسه كثيرًا، وأظهر خلاله بشكل مختلف، وقد انتهيت من تصويره قبل بدء الموسم الرمضانى، وسيعرض بعد انتهاء الشهر الكريم، وهو عمل اجتماعى خفيف، مكون من ٤٥ حلقة، يناقش مشاكل العلاقات الزوجية بشكل طريف، عن طريق تناول حياة مجموعة الأصدقاء الذين يسكنون فى «كمباوند» واحد، ويجمعهم العديد من المواقف الطريفة، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.