رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحشاشين».. نعم نقدر نعملها

على مر العصور كانت مصر منارة الفن والثقافة وهوليوود الشرق، ودائمًا ما كانت الأعمال المصرية بداية من دخول صناعة السينما إلى مصر هى الوجهة وهى المقصد، وتربى عليها أجيال وأجيال فى المنطقة بشكل كامل، وخلال الفترة الماضية ظهرت مجموعة من الأشرطة السينمائية والتليفزيونية التى استطاعت أن تلعب على عامل الإبهار البصرى، وأصبح لها مكان فى الخريطة الجماهيرية.

تعددت اهتمامات صناع الفن المصرى على مدار العقدين الماضيين وخفت بريق الدراما التليفزيونية إلى حد ما حتى عادت الشركة المتحدة لتحمل الراية من جديد وتضع استراتيجية لعودة الريادة، وبالفعل، وعبر خطواتها المدروسة، تطورت الأعمال عامًا بعد الآخر، وخلال السنوات الماضية قدمت الدراما التليفزيونية مواسم متعددة حملت القوة والبريق وتكررت عامًا بعد عام حتى جاء الموسم الدرامى الحالى الذى أثبت، وبقوة، أن الدراما المصرية فى عز قوتها وفى مكانتها الطبيعية، فكيف تحقق ذلك؟

كانت انطلاقة مسلسل «الحشاشين» خلال أول أيام شهر رمضان الكريم إثباتًا وبرهانًا على ما وصلت إليه صناعة الدراما التليفزيونية المصرية، من الوهلة الأولى هو عمل عالمى من إنتاجات هوليوود وكبريات الاستوديوهات العالمية بمشاهده الخارجية المصورة فى عدد من دول العالم والمجاميع والملابس والديكورات، فكل العناصر تعزف فى سيمفونية الإبهار البصرى لتتضافر كل تلك العوامل مع الأداء التمثيلى المميز للطاقم التمثيلى بداية من النجم الكبير كريم عبدالعزيز، صاحب الأداء المميز، والمتفرد المتلون أحمد عيد الذى أبهر الجمهور بأدائه، وكذلك كل من ظهر خلال الحلقة الأولى.

الجمهور تساءل ما هذا الإتقان الذى شاهدوه فى المشاهد الأولى من عمل وصف بـ«الملحمى»، الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعى اعترف بكل أريحية بأن لدينا الإمكانات الجبارة للخروج بأعمال مميزة، و«الحشاشين» أثبت أننا قادرون على أن نفعلها ونكررها، فنحن «ملوك الصنعة» ونحن من علّمنا دولًا بأكملها الصناعة.

«الحشاشين» مشروع درامى حقيقى استطاع صناعه أن ينفذوه على فترة قاربت عامًا ونصف العام، وهى المدة التى يجب أن تمنح لكل عمل من تلك النوعية من الأعمال فكانت الفترة كافية لاختيار كل عناصر العمل من أجل تنفيذ المسلسل الجديد والإتقان دون الرضوخ لضغط الوقت أو غيره من الضغوط التى تجعلنا نتنازل أحيانًا عن الجودة.

الشركة المتحدة أثبتت قدرتها وحرصها الدائم على صناعة الفن المصرى وعلى عودة الريادة والوصول إلى مراحل كبيرة وتخطيطها الغزو العالمى والانتشار فى عدد كبير من الدول بما يتماشى مع أهمية الفن المصرى الذى كان من مصادر الدخل القومى المصرى فى فترة من الفترات.. المسلسل يُعرض حاليًا وننتظر فى النصف الثانى من رمضان ملحمة درامية أخرى اسمها «جودر» بطولة ياسر جلال وخلال السنوات المقبلة ستخطو الدراما المصرية خطوات قوية وفعالة وسيعود البريق والرونق.. نعم «المتحدة عملتها».