رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاقتصاد والسياسة

حالة من التفاؤل شعر بها المصريون بعد الإعلان عن صفقة استثمارية كبري في منطقة (راس الحكمة )في الساحل الشمالي..سبب التفاؤل هو إحساس المصريين ان مصر لديها من الإمكانات والخطط والبدائل ما يجعلها قادرة علي الانتصار علي أزماتها العابرة،وأنه في الوقت الذي يحاول فيه الشامتون اثارة جو من الانهزامية والتشاؤم والشماتة والاتجار بمعاناة الناس يكون هناك من يخطط في الظل لإيجاد الحل،والخروج من الأزمة بطريقة لا يتوقعها أحد..الملامح المعلنة من الصفقة -حتي كتابة هذا المقال -تتحدث عن استثمارات مباشرة بالعملة الصعبة يتم تحويلها لمصر من مستثمرين عرب لبناء مدينة سياحية ضخمة في الساحل الشمالي،تنمية هذه المنطقة سيقوم بها تحالف ضخم يضم شركات مقاولات مصرية كبري،والناتج سيكون منطقة سياحية عالمية لا مثيل لها علي شواطئ المتوسط يأتي لها السائحون علي مدار العام ليشكلوا دخلًا مستمرًا بالعملة الصعبة لعشرات الأعوام القادمة او مئات الأعوام بإذن الله..ان هذا هو افضل أنواع التمويل الممكنة بالعملة الصعبة التي نحتاجها لسداد التزاماتنا..فهذا التمويل ليس قرضًا علينا سداده..وليس ناتجًا عن بيع شركات ناجحة يختلف الخبراء حول تقدير قيمتها وأسعار أسهمها..ولكنه تمويل ناتج عن استثمار مباشر،وعملية تمويل مستمرة لعشر سنوات قادمة علي الأقل وفق مراحل المشروع،وتشغيل لآلاف العمال والمهندسين والفنيين ومصانع الحديد والاسمنت...الخ وكافة الصناعات المتعلقة بالبناء..ثم ان المشروع بعد بناء فنادقه ومشروعاته هو نقطة جذب للسياحة العالمية واليخوت والطائرات وكافة أنواع السياحة..ثم هو مصدر دخل دائم لخزينة الدولة من خلال الضرائب علي الأرباح..لذلك فهو جدير بإثارة سعادة كل من يحب هذا البلد،وجدير بإثارة حقد كل أعداء مصر،وكل من كانوا ينتظرون -واهمين -انباء معاناة أهلها،او سقوطها لا قدر الله،اذ سرعان ما انطلقت سموم من حسابات مزيفة..اما للتشكيك في جدوي الصفقة في انعاش الاقتصاد المصري.او للادعاء الكاذب ان الصفقة مرتبطة بترتيبات سياسية لا وجود لها سوي  في اذهان أصحابها،فالتاريخ يثبت ان مصر اكثر من يلتزم بثوابت القضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا،وان مؤسساتها لا تفرط في ثوابت امنها القومي حتي بحبة خردل،ولا يتعارض هذا ابدًا مع وعيها ووعي العالم بحجمها السياسي،وانها اكبر من ان تسقط واعز من تعاني،واخطر من يتصاعد غضبها وغضب شعبها تحت ضغط الأزمات...من يحب مصر سيري الجانب المشرق في علاقة سياسة مصر باقتصادها..ومن يكره مصر سيري الجانب المظلم بلون نفسه لا بلون الحقيقة..وسيتضح -كما في كل مرة -انه واهم وكاذب ومضلل..مثل كل مرة ايضًا