رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. اللاتينية تحتفل بالقدّيسِين المؤسِّسِين السبعة لرهبانيّة مريم البتول

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بتذكار القدّيسِين المؤسِّسِين السبعة لرهبانيّة مريم البتول، ففي حدود سنة 1233، سبع تجّار من مدينة فلورنسا انعزلوا في جبل سيناريو بهدف عيش الأخوّة وحياة التقشّف والتأمّل في الآلام المسيح برفقة مريم البتول. لذلك دُعووا «بخدّام مريم». واعترف الكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ بالرهبنة عام 1304.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما يُلزِم الربّ مَن يريد أن يتبعه بأن يزهد بنفسه، نجد مطلبه صعبًا وقاسيًا. لكن حين يقوم ذاك الذي يأمرنا بمساعدتنا في التنفيذ، يصبح مطلبه غير صعب وغير مضني... وهذا الكلام الذي تكلّم به الربّ هو صحيح أيضًا: "إِنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف" . في الواقع، إنّ الحبّ يخفّف من قساوة التعاليم. نحن نعرف الروائع كلّها التي يمكن أن يصنعها الحبّ... أيّة صعوبات لم يتحمّلها البشر، أيّة ظروف معيشيّة حقيرة وقاسية لم يتحمّلوا ليتمكّنوا من امتلاك ما يحبّونه! لماذا التعجّب من أن يقوم مَن يحبّ الرّب يسوع المسيح ويريد أن يتبعه، بأن يزهد بنفسه ليحبّه؟ فإذا خسر الإنسان نفسه بحبّه لذاته، فهو سيربحها بالتأكيد إن زهد بنفسه...

مَن تراه يرفض أن يتبع الرّب يسوع المسيح إلى حيث تسود السعادة الكاملة، والسلام المثالي والراحة الأبديّة؟ من المفيد أن نتبعه إلى هناك، لكن علينا أن نعرف الطريق الصحيح... قد يبدو لك أنّ الطريق وعرة، كما قد تشعر بالنفور منها فلا تريد من بعد أن تتبع الرّب يسوع المسيح. اقتفِ أثره! إذ إن الطريق التي رسمها البشر هي طريق وعرة، لكنّ الرّب يسوع المسيح سوّاها بصعوده إلى السماء. فمَن يرفض إذًا التقدّم نحو المجد؟

يحبّ الجميع الارتفاع بالمجد، لكن التواضع هو السّلّم التي يجب تسلّقه للوصول. لماذا ترفع رجلك أعلى منك؟ هل تريد السقوط بدل الصعود؟ ابدأ بهذا السلّم، فهو سيصعدك. فالتلميذان اللذان قالا: "اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ"، لم يُعيرا أيّ اهتمام لنسبة التواضع هذه. كانا يهدفان إلى بلوغ القمّة ولم يريا السّلّم. لكنّ الربّ أراهما الخطوة. فماذا قال لهما؟ " أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها، أَو تَقبَلا المَعمودِيَّةَ الَّتي سَأَقبَلُها؟"؟ أنتما اللذان تريدان أن تصلا إلى مناصب الشرف، أتستطيعان أن تشربا كأس التواضع؟" لذا، فهو لم يقل فقط: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه"، لكنّه أضاف: "فليَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني ".