رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسين متوديس وكيرلّس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسان متوديس وكيرلّس المعترفان، وولد كيرلس في تسالونيقي، وحصل في القسطنطينية على ثقافة عالية. سافر الى مورافيا مع أخيه ميتوديوس للتبشير بالأنجيل. وقد نشر كلاهما النصوص الليتورجية باللغة السلافية وبالأحرف التي عرفت باسم كيرلس "الأحرف الكيريلية". مات كيرلس في روما في 14 من شهر شباط فبراير عام 869. أما ميتوديوس فقد عين أسقفاً وارتحل الى بانونيا حيث بشر بالإنجيل بغيرة كبيرة. تحمل الكثير من المتاعب بسبب الحُسَّاد، ولكن الأحبار الرومانيون ساندوه ودافعوا عنه. توفي في 6 نيسان أبريل عام 885 في فالهرادي في تشيكوسلوفاكيا. 

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد أمَرَنا المسيح بأن نتجنَّبَ المجد الباطل بعناية حين قالَ: "إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس". إنّ قلبَنا هو الذي يجب أن يكونَ موضع هذا العنايّة، لأنّ الحيّة التي يُطلَب منّا أن نُراقِبَها تكون عادةً غير مرئيّة، وهي تَتسلَّل إلى نفوسِنا بطريقة سريّة لإغوائنا. لكن إن كانَ القلب الذي يتسلَّل إليه ذاك العدو طاهرًا، سرعان ما يكتشف الرجل البارّ أنّ مَن يحاول إغراءَه هو الشرّير. لكن إن كانَ القلبُ فاسِدًا، فهو لا يستطيع أن يميِّز بسهولة إيحاءات الشيطان. 

لذا، بدأ ربُّنا يسوع المسيح كلامَهُ قائلاً: "لا تغضَبْ، لا تطمَعْ"، لأنّ الرجل الخاضِع لأهوائه يكون عاجزًا عن السهر على قلبِه. لكن كيف يمكننا ألاّ نعملَ البِرَّ بمرأى من الناس، وفي هذه الحالة كيف يمكننا أن نبقى غير مبالين؟ فإن تقدّم منّا فقير أمام شخص آخر، كيف يمكن أن نتصدّقَ عليه بطريقة سريّة؟ وإن أخذناه على انفراد، ألن يتسبَّبَ ذلك بفضح صدَقَتِنا؟ 

فلنُلاحظْ أنّ ربَّنا لم يقلْ فقط: "إيّاكُم أن تَعمَلوا بِرَّكُم بِمَرأى مِنَ الناس" لكنّه أضافَ قائلاً: "لكي يَنظروا إليكم". إنّ الذي لا يَعمَلْ بِرَّه بهدف أن يَراه الناس، رغم أنّه يعمل في حضورِهم، لا يكون بهذه الحالة يقومَ بتلك الأعمال أمام الناس؛ لأنّ ذاك الذي يعمل للربّ، لا يرى في قلبِهِ سوى الربّ الذي يعمل من أجلِه؛ كما يرى العامِل دائمًا أمام عينَيه ذاكَ الذي أمَرَه بتنفيذ العمل.