رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار افكسنديوس ومارون الناسك

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الأربعاء، بذكرى البار افكسنديوس وهو من مواليد سورية في أواخر القرن الرابع. 

وعاش منقطعاً إلى الله، وناضل عن الإيمان القويم ضد أضاليل عصره وانتقل إلى الله قبل سنة 473، في عهد الإمبراطور لاون.

وتذكار البار مارون الناسك، الذي عاش في القرن الرابع والخامس في ضواحي حماة. ولا شك انه هو الذي كتب إليه القدّيس يوحنا الذهبي الفم من منفاه سنة 405. 

وانتقل إلى الله فقبل سنة 423. في القرن السادس، نرى بين حمص وحماة ديراً على اسمه، وهو دير قد امتاز بتمسّكه الشديد بما حدّده المجمع الخلقيدوني، ومناهضته للأضاليل التي حرمها المجمع المذكور. 

وتُعيد الكنيسة المارونية أيضاً، للقديس يوحنا مارون، رئيس هذا الدير والذي رفعه شعبه إلى الكرسي البطريركي الإنطاكي، أثناء الشغور الطويل الذي عاناه هذا الكرسي بين سنة 636-742، فكان أول بطريرك للطائفة المارونية.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: في الإنجيل، يدعونا الرّب يسوع إلى الصلاة: "اسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا، اقرَعوا يُفتَحْ لكُم" إن كلمات الرّب يسوع هذه ثمينة جدًا، لأنها تعبّر عن العلاقة الحقيقية بين الله والإنسان، ولأنها تجيب عن معضلة أساسية في كلّ تاريخ الديانات وفي حياتنا الشخصية. هل هو حقّ وحسن أن نطلب شيئاً من الله؟ أم أن الإجابة الوحيدة الملائمة لسمو وعظمة الله تكمن في تمجيده وعبادته، في تقديم الحمد له، في صلاة تكون إذًا مترفّعة؟...

إن الرّب يسوع يجهل هذا الخوف. فهو لا يُعلّم إيمانًا للنخبة، إيمانُ مترّفع كليّاً. إن فكرة الله التي يعلّمنا إياها الرّب يسوع هي مختلفة: فهو يرينا إيّاه إلهًا كثير الإنسانية؛ إله محبّ وقادر. 

ديانة الرّب يسوع كثيرة الإنسانية، بسيطة جداً – إنه إيمان البسطاء: "أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار" إن الصغار الذين هم بحاجة إلى عون الله ويعبّرون عن ذلك، يفهمون الحقيقة بشكل أفضل من الأذكياء الذين، في رفضهم صلاة الطلب وفي عدم اعترافهم إلا بالتسبيح المترفّع لله، يبنون اكتفاءً ذاتياً للإنسان لا يوافق فقره.

كما تعبّر عنها كلمات أستير: " أَغِثْني أَنا الوَحيدة" خلف هذا التصرّف النبيل الذي لا يريد إزعاج الله بمآسينا الصغيرة، يختبئ الشكّ التالي: هل لله القدرة على تلبية واقع حياتنا؟ هل يمكن لله أن يغيّر أوضاعنا وإدخالنا في واقع حياتنا الأرضية؟...

لو أن الله لا يفعل، وإن لم تكن لديه السلطة على الأحداث الحقيقية لحياتنا، فكيف يبقى الله إلهاً؟ وإذا كان الله محبّة، ألا تجد المحبّة إمكانية لتلبّي رجاء من يحبّ؟ إذا كان الله محبّة، ولا يمكنه مساعدتنا في حياتنا المحسوسة، ألا تصبح المحبة السلطة الأخيرة في العالم؟