رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة إسبانية: المعايير المزدوجة والنفاق يفقد الغرب نفوذه فى العالم والأمم المتحدة

مأساة غزة
مأساة غزة

أكدت مجلة "إل باييس" الإسبانية أن موقف الدول الغربية المثير للجدل بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى انتقادات دولية كبرى بشأن المعايير المزدوجة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. 

وأوضحت أن العديد من قادة دول الشرق الأوسط قارنوا بين ما يحدث في غزة وأوكرانيا، والحجج التي استخدمها الغرب لتبرير الجرائم الإسرائيلية في غزة، لتكشف حرب غزة الأخيرة عن نفاق القوى الغربية وفقدان مصداقيتها الدولية ونفوذها في الأمم المتحدة، كما أضرت كثيرًا بقضية أوكرانيا التي يبدو أنها ستفقد زخمها وتعاطف العالم.

انقسامات غربية كبرى بسبب غزة.. ماذا يحدث في أوروبا؟

وتابعت المجلة أنه بطبيعة الحال، فإن الموقف الغربي ليس متجانسًا، وكذلك موقف الجنوب العالمي- وهو التعريف الذي يجمع مجموعة غير متجانسة- كما أن الصراعين ليسا متماثلين، ولكن هناك الكثير من العناصر الواقعية التي تدفع هذا الشعور بالازدواجية الغربية في بقية أنحاء العالم (وداخل مجتمعاتهم). 

وأضافت أن هذا الاتجاه حقيقة ملموسة- بغض النظر عن مدى تبريره- ويمثل انتكاسة خطيرة للغرب الذي يسعى منذ فترة طويلة إلى توثيق العلاقات مع دول الجنوب العالمي، وسط منافسة متزايدة بين القوى التي تناور أيضًا للفوز.

وأشارت المجلة الإسبانية إلى أن الموقف الغربي ليس ثابتًا ولا أحاديًا، وعلى مدار الأسابيع، ومع تسبب الرد الإسرائيلي في إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين في غزة، غيّر الغربيون لهجتهم وموقفهم، وسمحت الولايات المتحدة، الداعم الكبير لإسرائيل، بتمرير قرار للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة دون إدانة هجوم حماس، وهناك دول– مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا– أعربت عن انتقادات واضحة لحكومة بنيامين نتنياهو.

التغير في مواقف الدول الكبرى متأخر وغير كاف

كما أدلى الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بتصريحات واضحة، ولكن بالنسبة للكثيرين فإن التحول من جانب البلدان الرئيسيةــ مثل الولايات المتحدة، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وإيطالياــ يأتي متأخرًا للغاية وغير كاف، ومن الصعب جدًا محو صور أخرى، مثل صورة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وهي تسافر إلى إسرائيل وتعرب عن دعمها غير المشروط عندما كان القصف وحشيًا بالفعل، ولا تبدي أي اهتمام بالاجتماع مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت "إل باييس" أنه حتى لو كانت إسرائيل ترد على عملية طوفان الأقصى، فإن القانون الدولي يطالب بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، فالعقاب الجماعي جريمة، كما أن حجم الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي والحصار العشوائي الذي قطع المياه والكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية، مع استثناءات قليلة فقط، يرسم صورة يعتقد العديد من الخبراء أنها إجرامية، هناك أيضًا الكثير من العناصر التي تجعل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين غير قانوني.

ازدواج معايير الإدانة ما بين أوكرانيا وغزة

وأضافت المجلة أن الأوروبيين على حق في إدانة تصرفات روسيا في أوكرانيا، ومع ذلك، عندما ترى مشاهد مماثلة من حيث معاناة المدنيين في غزة ورد الفعل ليس هو نفسه، فإن ذلك يغذي تصور المعايير المزدوجة ويضعف أوروبا، التي تعرف نفسها كمدافع عن قيم إنسانية معينة.

وأشارت إلى أن الصراع الحالي يكتسب أهمية خاصة في ضوء التاريخ الذي يدور في ظله، فهو ليس حدثًا معزولًا، حيث لقد أعطت الحرب في غزة مادة جديدة للمعايير الغربية المزدوجة، لكن ذلك لم يبدأ بهذه الأزمة، في حين أن الغزو غير القانوني للعراق بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003 وبدعم من دول غربية أخرى- وإن لم يكن كلها- هو المثال الأكثر الاستشهاد به، إلا أن هناك جذورًا تاريخية أعمق تلعب دورًا في الوقت الحاضر، وهذه تتعلق بالعلاقات المشتركة.