رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ربيع": قناة السويس تسمح بمرور 120 سفينة دون عائق.. والتطوير لا نهاية له

قناة السويس
قناة السويس

الفريق أسامة ربيع لـ«مركز المعلومات»: أصبحنا العميل الأول لعدد من الشركات العالمية
- لا يوجد أي عمالة أجنبية في قناة السويس "المصريين على أعلى كفاءة" 
- قناة السويس نجحت في تحقيق طفرة في العائد الدولارى لمصر.. وهذه هى الأسباب
- نعمل على تطوير أصول الهيئة وتعظيم الاستفادة منها
- التحول الرقمي وفر الكثير من الوقت على السفن المارة بالقناة
- حادث إيفر جيفن كشف قدرات مصر الحقيقية  
- في أزمة كورونا قدمنا تخفيضات وصلت لـ75% فحققنا 8% زيادة في عدد السفن وحصلنا على إشادات عالمية 
- الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر علينا بل زاد عدد السفن المارة بالقناة 
- قناة السويس مؤمنة بنسبة 100%.. والقوات المسلحة تحميها ليلاً ونهاراً
- نتابع كل الشكاوى التي ترد الينا وندرسها ونرد عليها

منذ حفرها قبل 152 عاماً، تشارك قناة السويس بقوة في تاريخ مصر الحديث، ومنذ تأميمها قبل 67 عاماً وهي تمثل شرياناً استراتيجيا واقتصادياً هاما للدولة المصرية.

ومنذ تأميمها شهدت القناة مرور أكثر من 31 مليار طن من البضائع محققة دخلاً تجاوز الـ143 مليار دولار، لكنها منذ العام الماضي تحلق منفردة بأرقام غير مسبوقة لتصل إلى 9.4 مليار دولار في السنة المالية 2022/2023 وهو أكبر دخل حققته القناة في تاريخها.

الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أشار في حواره مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أسباب هذا الإنجاز، إلى أن القناة حققت زيادة غير مسبوقة بلغت نحو 35% عن السنوات السابقة ، موضحاً أن حفر قناة السويس الجديدة كانت ضمن أهم الأسباب التي أدت لهذا الإنجاز.

ولفت إلى أن الخدمات التي تقدمها القناة للسفن المارة كانت ضمن الأسباب أيضاً، بالإضافة لتخفيض زمن عبور السفن والذي اصبح 11ساعة فقط بالإضافة لزيادة قدرة القناة على عبور عدد أكبر من السفن حيث أصبح لديها القدرة على السماح بمرور نحو 120 سفينة وبأحمال كبيرة، وفي حادث ايفرجيفن كان هناك أكثر 400 سفينة تنتظر المرور وبسب التطوير والقناة الجديدة عبرت جميعها في زمن قياسي وبمعدلات مرور لم تشهدها القناة من قبل.

 

وأوضح الفريق أسامة ربيع في حديثه لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن الخدمات المستحدثة التي قدمتها الهيئة العامة لقناة السويس للسفن عملت على جذب عملاء جدد للقناة، حيث يتم تقديم العديد من الخدمات مثل تموين السفن وجمع المخلفات وخدمة تغيير الأطقم التي بدأناها خلال أزمة كورونا وما زلنا مستمرين في تقديمها حتى الآن، وغيرها من الخدمات مثل خدمة الإسعاف، خدمات الإصلاح والصيانة داخل الترسانات التابعة للهيئة في السويس وبورسعيد.

 

وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أن الهيئة تقدم خدمات جديدة كل عام تصل في بعض الأحيان إلى 5 خدمات، وقال إن السفن عادة تحصل على نحو 20 خدمة بخلاف خدمة المرور من المعابر حول العالم.

وكشف خلال حواره مع مركز المعلومات عن أن الهيئة تمتلك مركز محاكاة لا مثيل له في العالم، يتدرب خلاله العاملين بالهيئة على كل المهام التي توكل إليهم، حيث يضعهم في أجواء مماثلة لأجواء العمل ويرفع قدراتهم الفنية والهنية، ولا يقتصر الأمر على التدريب فقط بل يتم ارسال المرشدين للتدريب في الخارج كما يتم تدريبهم على تجاوز المخاطر والأزمات والحوادث التي يشهدها العالم في المعابر الأخرى حتى يتمكنوا من المساعدة حال حدوثها في أي مكان.

وبعد تولي الفريق أسامة ربيع مهمة رئاسة الهيئة قدم استراتيجية متكاملة لتطوير الهيئة وعرضها على الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تضمنت عدة محاور أبرزها:
تطوير المجر ى الملاحي 
وتضمنت أعمال توسعة وإنشاء جراجات تلجأ إليها السفن لإصلاح أعطالها دون التأثير على مرور السفن، وحتى الآن تم إنشاء 10 جراجات في القناتين. 
كما تضمنت أعمال التطوير وضع قيسونات و"مرابط" على ضفتي القناة للسفن التي تشهد أعطالا بسيطة لإصلاحها بطول المجري الملاحي 
وشملت أعمال التطوير بالأساس العمل على زيادة عمق القناة لتصل إلى 24 مترا يتم مراجعتها بصورة دورية ومستمرة للتأكد من عدم تأثرها بأعمال التجريف التي قد تحدث من الأجناب. 

وكان تطوير القطاع الجنوبي من القناة ضمن أصعب الأعمال التي قامت وتقوم بها الهيئة بها في هذا القطاع الممتد لمسافة 30 كم – والذي لم يشهد هذا القطاع  تطويراً منذ عام 1990، لكن بعد وصول الكراكتين حسين طنطاوي ومهاب مميش بدأ العمل على تطويره حيث يعملان بقدرات غير مسبوقة "3600 قدرة تكريك في الساعة".
وبالفعل -يقول الفريق أسامة ربيع- تم العمل على توسعة عرض هذا القطاع من جهة الشرق وزيادة عمقه لـ27 م ما أدى لزيادة عامل الأمان الملاحي بنسبة ٢٨%.

وانتقل الفريق أسامة ربيع للحديث عن تطوير منطقة البحيرات المرة والتي شهدت أعمال تطوير بطول 10 كم عبر مضاعفة عرض المجرى في هذه المنطقة لتصل إلى 500 متر بدلاً من 250 مما أدى لرفع قدرات القناة.

وقال رئيس الهيئة خلال تصريحاته لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن الهيئة تنفق على كل مشاريعها من ميزانيتها المعلنة ولا تحمل الدولة أي أعباء إضافية بل تنفق على تلك المشاريع بالجنيه المصري ويكون العائد دائماً بالعمل الأجنبية.

وأوضح أنه بناء على توجيهات رئيس الجمهورية لم تؤثر أعمال التطوير على حركة الملاحة بل كان العمل يتم أثناء توقف حركة السفن في القناة.

وانتقل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس خلال حواره مع مركز المعلومات  للحديث عن تطوير الأسطول البحري للقناة مؤكداً أن الهيئة قطعت شوطا كبيرا نحو تنفيذ استراتيجيتها الطموحة لتطوير وتحديث أسطولها البحري من الكراكات والقاطرات والوحدات البحرية المعاونة وفق التكنولوجيا الأحدث عالميا بما يضمن الارتقاء بمستوى الخدمات البحرية والملاحية المقدمة للسفن العابرة.

أولاً: الكراكات:
ولعل أبرز أعمال تطوير الأسطول خلال الآونة الأخيرة انضمام كراكتين الأكبر بالشرق الأوسط وهما الكراكة "مهاب مميش" والكراكة "حسين طنطاوي، ويبلغ الطول الكلي لكل كراكة ١٤٧,٤متر، والعرض ٢٣مترا والعمق ٧,٧٠متر، والغاطس ٥,٥٠متر، والإنتاجية ٣٦٠٠ متر مكعب من الرمال/ الساعة على طول ٤كم، وتسهم الكراكتان في الحفاظ على أعماق القناة وتنفيذ المشروعات المستقبلية لاسيما مشروع تطوير القطاع الجنوبي.
وحرصت الهيئة منذ انضمام الكراكات الجديدة على توفير قطع الغيار اللازمة للكراكات من أسنان الحفار والتي تتطلب تغييرا دوريا نتيجة صعوبة وصلابة التربة بالقطاع الجنوبي للقناة والذي تعمل بها الكراكتان حالياً.

ثانياً: القاطرات:
تشمل استراتيجية التطوير في هذا الصدد إضافة 28 قاطرة لأسطولها من القاطرات، وذلك لمواكبة تزايد أعداد السفن المارة بالقناة، وانطلاقاً من حرص الهيئة على الارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية المقدمة ولتعزيز قدرات فريق الإنقاذ البحري.
وبدأ التطوير بضم 6 قاطرات صغيرة بقوة شد تتراوح ما بين 9 و15 طنا، ثم تم ضم 4 قاطرات بقوة شد 70 طنا تم بناؤها بترسانة بورسعيد وبالفعل شاركت هذه القاطرات في عملية إنقاذ السفينة Ever given، وأعقبهم 6 قاطرات أخرى بقوة شد 75 طنا يتم بناؤها بالتعاون مع ترسانة جوانزو الصينية، حيث تم بناء ثلاث منها بالصين وتم استلامها بالفعل، فيما يتم تصنيع الثلاث الأخرى بترسانات الهيئة، وبلغت نسبة الإنجاز بها 50% ومن المتوقع اكتمال بنائها في نوفمبر من العام الجاري.
واستكملت الهيئة تعزيزها لأسطول القاطرات، بإبرام شراكة مع ترسانة جنوب البحر الأحمر لإنشاء 10 قاطرات بقوة شد 90 طنا، فيما تم التعاقد على قاطرتين عملاقتين بقوة شد 190 طنا بترسانة الإسكندرية.

ثالثاً: أسطول الوحدات البحرية المعاونة:
استلمت الهيئة ثلاث وحدات جديدة لمكافحة التلوث من طراز Multi cleaner 128، بعد اكتمال بنائها بترسانة  EFINOR الفرنسية المصنفة كأكبر الترسانات العالمية المتخصصة في مجال بناء وحدات مكافحة التلوث، وتعد الوحدات الجديدة المصنعة من الألومنيوم (كاشط ١، كاشط ٢، وكاشط٣) هي الوحدات الأولى من نوعها في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وهي مصممة طبقاً لأعلى المواصفات العالمية للوحدات المعتمدة التي تعمل في مجال مكافحة التلوث البترولي.
وتناسب الوحدات الجديدة احتياجات العمل بالقناة وتتماثل في خصائصها ومواصفاتها، فيبلغ طول الوحدة الواحدة  ١٣,٥ متر، وعرضها ٥ أمتار، فيما يبلغ غاطسها ١,٥ متر، وتصل سرعتها ٩ عقدات خلال الإبحار فيما تتراوح بين ٤ و٥ عقدة خلال مناورات مكافحة التلوث.
ويتواكب حصول الهيئة على لنشات مكافحة التلوث مع حرص قناة السويس على الوفاء بالالتزامات البيئية للحفاظ على البيئة البحرية طبقاً للخطة القومية لمكافحة التلوث بالتعاون مع وزارة البيئة.
وأشار رئيس الهيئة الى أن توجيهات الرئيس كانت واضحة بأن يكون كل ما يعمل في المجري الملاحي من قاطرات وكراكات وخلافه على أعلى مستوى ويليق بمصر أما العالم.

كما تحدث الفريق أسامة ربيع عن محور تطوير أصول الهيئة قائلاً: -
لدينا 7 شركات تابعة للهيئة بينها شركات موجودة منذ 152 عاماً أي منذ إنشاء القناة بالإضافة لشركات تم إنشاؤها لاحقا منذ التأميم وحتى الآن وقمنا بتعظيم القيمة المضافة منها عبر رفع قدرتها وتطوير أدائها في تقديم خدمات للسفن المارة بالقناة بالإضافة لمشاركتها في مشاريع تنموية في مختلف محافظات مصر حتى إننا نشارك في مشاريع حياة كريمة وغيرها من المشاريع التنموية.

وكشف الفريق أسامة ربيع خلال حواره مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عن تحول الهيئة الرقمي منذ 2021 والذي ساعد في إنهاء الكثير من العمال في زمن قياسي مثل حجز مواعيد مرور السفن في القناة وهذا وحده وفر نحو 4 أيام على السفن المارة بالقناة وكذلك حجز مواعيد الصيانة وحجز خدمات الإسعاف وتغيير المرشدين بالإضافة إلى أن التحول الرقمي ساعد في وضع خطط صارمة لعمليات القطر وساعد في تنفيذ خطط الإنقاذ بسرعة وكفاءة.

ونظر الفريق أسامة ربيع لحادث إيفرجيفن من زاوية مختلفة كاشفاً عن أن أعمال الإنقاذ تمت بأياد مصرية ولم تحصل القناة على أى مساعدة من الخارج رغم العروض التي قدمت للهيئة من دول عديدة، خاصة السعودية والإمارات اللتين عرضتا المساعدة الفورية لكن كان لدينا ما يكفينا من قدرات وإمكانيات وشكرناهما على عروضهما.
وقال رئيس الهيئة قبل الحادث كان الجميع يتحدث عن بدائل للقناة لكن الحادث كشف عن أن قناة السويس لا بديل لها وأن مصر لديها قدرات وعقول تستطيع التغلب على أعظم المصاعب وإن بدت مستحيلة.. فكانت فكرة مهندس صغير السن جديرة بالاستماع لها وباستخدام الكراكات لأول مرة في تاريخ إنقاذ السفن يتم إنهاء الأزمة في أقل من أسبوع وكان المتوقع لإنهائها حسب خبراء عالميين نحو 6 أشهر.

هنا ظهرت قدرات مصر وأهمية قناة السويس – يقول الفريق أسامة ربيع - وقد شاهد العالم كل شيء لحظة بلحظة في بث مباشر.

وانتقل رئيس الهيئة في حديثه مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أزمة أخرى وهي أزمة كورونا التي أصابت العالم كله بالشلل كاشفاً عن تحقيق الهيئة زيادة في عدد السفن المارة بالمجرى الملاحي بلغت نحو 8% وهو ما أبهر العالم والذي شهد كساداً وانخفاضاً في التجارة العالمية وبعض الممرات حققت خسائر كبيرة، إلا أن القناة جذبت عملاء جددا من الساحل الشرقي الأمريكي وغرب أوروبا وبعضهم أصبحوا عملاء دائمين، حيث قدمنا لهم حوافز وتخفيضات تراوحت بين 17 و75% للمرور عبر القناة حيث وضعنا حلولًا غير تقليدية للتعامل مع الأزمة مثل الإرشاد عن بعد وهذا لم يحدث من قبل.
وكشف عن أن كل أعمال الهيئة متاحة للاطلاع من قبل الجميع وأن الهيئة تطبق قواعد الحوكمة والشفافية بمنتهى الصرامة والشفافية في ذات الوقت، موضحاً أن ميزانية الهيئة وأعمالها تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات ووزارة المالية ومجلس النواب.

وأكد رئيس الهيئة في نهاية حواره مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن كل من يعمل بالقناة من المصريين منذ عام 1956 وأكد على أمن القناة بنسبة 100% بفضل تأمين القوات المسلحة للمر الملاحي الأهم في العالم.