رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب سياسى للدستور يكشف أسباب زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى روسيا

الرئيس الصيني شي
الرئيس الصيني شي جين بينج

قال أشرف الصباغ الكاتب والأكاديمي، إن  زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو في الفترة من 20 إلى 22 مارس تأتي على خلفية عدة أحداث مهمة، على رأسها دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني، وإسقاط الولايات المتحدة المنطاد الصيني، وسقوط المسيرة الأمريكية في البحر الأسود بعد احتكاك مع مقاتلات روسية. 

 

وأضاف الصباغ في تصريحات للدستور، أن الأهم من كل ذلك، هو دور الصين في التقريب بين إيران والمملكة العربية السعودية، ومبادرة الرئيس الصيني للأمن العالمي التي تضم أيضا مبادئ لتسوية الأزمة الأوكرانية.

 

وتابع، على الرغم من محاولات روسيا جر الصين إلى الصراع العسكري- الجيوسياسي المباشر بين موسكو والغرب، إلا أن بكين تلتزم بموقف محايد (موضوعي) يخدم أهدافها الاقتصادية والتنموية والأمنية على الترتيب. 

 

ومع ذلك فوسائل الإعلام الروسية لا تكل ولا تمل من محاولاتها توريط الصين ودق الأسافين بينها وبين الغرب، إضافة إلى التصريحات الرسمية الروسية "الملتوية" التي تعطي انطباعات متناقضة.

أجندة الصين المعلنة

وفقا لوزير الخارجية الصيني تشين قانج، فإن "العلاقات الروسية الصينية ليست موجهة ضد أطراف ثالثة ولا تشكل تهديدا للدول الأخرى. فهي تتميز بعدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم توجيهها ضد أي أطراف ثالثة، ولا تشكل خطرا على أي دولة في العالم، ولا تتسامح مع تدخلات واستفزازات أطراف ثالثة".

وحرصت وزارة الخارجية الصينية على تأكيد مبدأ مهم للغاية، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانج ون بين" أن "زيارة الرئيس شي جين بينج لروسيا سلمية، وأن الجانبين سيناقشان "التعددية الحقيقية على أساس مبادئ عدم الانحياز" و"عدم استهداف أطراف ثالثة"، و"إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية"، و"بناء عالم متعدد الأقطاب"، وتحسين الحوكمة العالمية من خلال المساهمة في التنمية العالمية"، و"التزام الصين بشدة بموقف موضوعي وعادل بشأن الأزمة الأوكرانية ولعب دور بناء في دفع محادثات السلام قدما".

وعلى الجانب الآخر، قالت الخارجية الصينية أيضا إن "روسيا والصين منخرطتان في تعاون مفتوح لا يقبل التدخل أو الإكراه من قبل أطراف ثالثة. كما أن "التعاون بين الصين وروسيا نزيه وعادل ومنفتح، ويفيد شعبي البلدين ويعزز التنمية العالمية، ولا يخضع للتدخل والتهديد والإكراه من أي طرف ثالث". وأن "الصين تتخذ على الدوام موقفا مسؤولا فيما يتعلق بتصدير المنتجات العسكرية، وسيطرت دائما على تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج وفقا للقوانين واللوائح"، كما "تقوم الصين دائما بتعاون تجاري واقتصادي طبيعي مع جميع دول العالم، بما في ذلك روسيا، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة".

أما الأهم فهو تشديد بكين على أن "الصين وروسيا ملتزمتان دائما بنوع جديد من العلاقات بين القوى الكبرى، يتضمن الشراكة بدلا من الانضمام إلى الكتل، والحوار بدلا من المواجهة، وهو ما يفرض الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المتبادل"، وأن "تصريحات بعض السياسيين بأن العلاقات بين روسيا والصين هي تحد للنظام العالمي ليست سوى مظهر من مظاهر عقلية الحرب الباردة".



أجندة روسيا المعلنة

قال الكرملين إن "الطرفين سيناقشان قضايا الساعة المتعلقة بمواصلة تطوير الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي بين البلدين، وسيتم التوقيع على عدد من الوثائق المهمة عقب محادثات بوتين وجين بينج، وكذلك سيتم الاتفاق على تعميق التعاون الروسي الصيني على الساحة الدولية".


وهناك تصريحات أخرى صدرت عن الكرملين بأن "جزءا كبيرا من تقييم الصين للأوضاع في أوكرانيا يتوافق مع الرؤية الروسية"، وأن بوتين سيناقش مع الرئيس الصيني الصراع في أوكرانيا"، وأن "موسكو تقدر موقف الصين المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية"، وأن "الرئيسين سيناقشان التعاون العسكري بين البلدين".


واضاف الكاتب السياسي والاكاديمي، انه من الواضح أن موقفي وأجندتي موسكو وبكين بهما الكثير من التناقضات والتوافقات. فبكين تنظر بعين إلى مصالحها مع الغرب، وبعين أخرى على مساحة نفوذها الإقليمية والدولية. وتدخل روسيا ضمن النظرة الثانية باعتبارها "الدجاجة التي تبيض ذهبا" في الوقت الراهن ويجب استثمارها جيدا.