رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يشدد على ضرورة رؤية الجميع بعينَي الله

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ظهر، اليوم السبت، أطفال وفتية جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين. 

وعقب ترحيبه بالجميع وشكره لهم، وصف بابا الفاتيكان هذا اللقاء بالخاص لأنكم أنتم الصغار، قائلا: “مَن تمثلون جماعة القديس يوحنا الثالث والعشرين، وأراد قداسته بالتالي توجيه الشكر للرب وللأب أوريستي بينسي الذي أسس الجماعة". 

وأشار البابا إلى أمر وصفه بالهام وتأثَّر به، ألا وهو أن الأطفال والصبية في التقديم الذي أرسلوه إلى قداسته يُذكرون كلُّ باسمه، وقال إن هذا أمر يعجب الله الذي يعرف كلاً منا باسمه، فنحن لسنا مجهولين ولسنا نُسخا، نحن أصليون وهكذا علينا أن نكون دائما، لا نُسخا، وهذه عبارة كان يستخدمها الطوباوي كارلو أكوتيس، فتى مثلكم، قال البابا لضيوفه الصغار. 

وتابع أن لدينا جميعا محدوديات ولبعضنا محدوديات ثقيلة الحمل، إلا أن هذا لا يقلل من قيمة الشخص، فكل شخص هو فريد، هو ابن الله أو ابنته، هو أخ أو أخت ليسوع”.

كما تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن أن جماعة مسيحية تستقبل مثل هؤلاء الأشخاص تساعد على رؤيتهم كما يراهم الله، أي بنظرة المحبة.

وقال قداسته إن الله يرى أيضا حدودنا ويساعدنا على تحملها إلا أنه ينظر في المقام الأول إلى القلب ويرى كل شخص في كماله. يرانا الله على صورة يسوع ابنه ويساعدنا بمحبته على أن نشبه يسوع، فهو كمال الإنسان، وتجعلنا محبة الله نكبر نحو هذا الكمال.

وتوقف بابا الفاتيكان بعد ذلك عند ما وصفها بعلامات تجعلنا نفهم متى يتم استقبال شخص بمحبة، سواء كان طفلا أو فتى أو بالغا، أي حين يُنظر إليه بنظرة الله. وقال قداسته إن هذه العلامات كثيرة إلا أنه سيتحدث عن واحدة منها، ألا وهي الابتسامة.

وأضاف أن هذا ما أشار إليه الأطفال والفتية أنفسهم فيما رووا له من قصص، حيث هناك من الأطفال مَن يبتسم دائما رغم ما لديه من مشاكل، ما هو السبب؟ إنه شعوره بأنه محبوب وبأنه يتم استقباله هكذا كما هو. وتابع الأب الأقدس مذكرا بأن الطفل المولود للتو يبدأ بالابتسام ما أن تحمله أمه بين ذراعيها وتنظر إليه مبتسمة، فالابتسامة تشبه زهرة تتفتح بدفء المحبة.

وانتقل البابا فرنسيس بعد ذلك إلى الحديث عن خبرة بيوت العائلات التي تستقبل الأطفال والفتية، فقال إنها وُلدت في عقل الأب أوريستي بينسي وقلبه.

وذكّر قداسته بأن مؤسس الجماعة كان كاهنا ينظر إلى الأطفال والفتية بعينَي الله، بقلب يسوع، وخلال قربه ممن كانوا يسيئون التصرف وغير متوازنين أدرك أنهم كانوا يعانون من غياب محبة أب وأم ومشاعر الأخوة. وهكذا، وبفضل قوة الروح القدس وبإشراك أشخاص منحهم الله هذه الدعوة، بدأ الأب بينسي خبرة الاستقبال وتقاسُم الحياة، فتأسس ما يطلِق هو عليه اسم بيت العائلة، ثم تكاثرت في إيطاليا وفي بلدان أخرى هذه الخبرة المميَّزة باستقبال أشخاص يصبحون بالفعل أبناءً أنجبتهم المحبة المسيحية. تمثلت هذه الخبرة في آباء وأمهات يفتحون أبواب بيوتهم لمنح عائلة لمن لا عائلة له.

وتحدث بابا الفاتيكان هنا عن عائلات حقيقية وعن خبرة ليست وظيفية الطابع بل هي اختيار حياتي. وأضاف أن في هذه العائلات هناك مكان للجميع، القاصرين، الأشخاص ذوي الإعاقات، المسنين، الإيطاليين والأجانب وجميع مَن يبحثون عن نقطة ثابته للانطلاق منها مجددا، عن عائلة يجدون أنفسهم فيها مجددا. 

وواصل البابا فرنسيس حديثه إلى الأطفال والفتية فقال إنه يريد التوجه بشكل شخصي إلى بعضهم، فوجه التحية إلى طفل يدعى فرنشيسكو في السادسة من العمر لم يتمكن من المشاركة في هذا اللقاء، وأكد صلاته من أجل أم هذا الطفل المريضة.