رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يستقبل عددًا من السفراء الجدد ويشدد على أهمية العمل الدبلوماسي

بابا الفاتيكان خلال
بابا الفاتيكان خلال اللقاء

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان صباح اليوم الخميس السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي لكل من بليز، جزر البهاما، تايلند، النرويج، منغوليا، النيجر، أوغندا والسودان، وذلك تزامنًا مع تسليم أوراق اعتمادهم.

وفي بداية كلمته رحب بابا الفاتيكان، بضيوفه سائلًا إياهم أن ينقلوا إلى قادة دولهم مشاعر التقدير، هذا إلى جانب تأكيده الصلاة من أجلهم ومن أجل جميع مَن يقدمون لهم خدماتهم. 

بدون النشاط الدبلوماسي لا يمكن حماية كرامة البشر جميعًا

وأشار البابا إلى الأشكال المختلفة لإسهام الدول التي يمثلها السفراء الجدد في الخير العام لا فقط لمواطني هذه الدول بل وللعائلة البشرية بأسرها.

وأضاف أن كلا منهم يتقاسم الاهتمام ببناء الجماعة الدولية، وهو ما تثبته مشاركة دولهم في المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة التي هي التعبير العملي عن الحاجة الضرورية إلى التضامن والتعاون بين الشعوب. 

وشدد بابا الفاتيكان في هذا السياق على الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى العمل الملموس لعائلة الأمم بكاملها وإلى العمل الدبلوماسي، وذلك من أجل القيام بهذا الواجب الحيوي والجماعي الساعي إلى حماية وتطوير خير رجال ونساء العالم، وخاصة في أيامنا هذه التي تطبعها مشاكل مستمرة ترتبط بالأزمة الصحية العالمية والنزاعات العنيفة الدائرة في مناطق العالم المختلفة.

وأكد البابا فرنسيس أنه بدون هذا العمل والنشاط الدبلوماسي لا يمكن حماية كرامة البشر جميعًا وحقوقهم وتعزيز العدالة والمصالحة والحوار من أجل سلام دائم والعناية ببيتنا المشترك باعتباره عطية ثمينة لنا ولأجيال المستقبل.

وتابع بابا الفاتيكان، إن  للسفراء الجدد يبدأون مهامهم الدبلوماسية في لحظة تتعاظم فيها الحساسية السياسية إزاء تزايد انتهاكات القانون الدولي، أي ما وصفه قداسته من قبل بالحرب العالمية الثالثة المجزأة.

 وأكد البابا في هذا السياق أننا إذا كنا نريد أن تكون هناك فرصة للسلام ولآفاق مستقبل أفضل للفقراء، وخاصة في تلك المناطق من العالم التي يهددها خطر أن تؤدي نزاعات طويلة إلى تخدير الوعي العام، فجميعنا مدعوون إلى إبراز يقظة أكبر والاستجابة إلى الدعوة إلى أن نكون بناة سلام في زمننا. 

وقال للسفراء إن بلدانهم، سواء كانت قديمة أو شابة، يمكنها لمواجهة مثل هذه التحديات الاستلهام من الإرث التاريخي والفكري والتكنولوجي، الفني والثقافي الذي يمثل الإسهامات المميزة والفريدة لشعوب هذه البلدان.

وأراد البابا الإعراب من جهة أخرى عن نظرته إلى الموارد الوطنية لهذه الدول لا باعتبارها مجرد قدرات وكفاءات يجب الاحتفاء بها وإنماؤها، ولا فقط معايير مرتفعة تدعو إلى الفخر، فمهاراتكم ومواهبكم، قال الأب الأقدس، هي أيضًا عطايا يمكن وضعها في خدمة العالم بأسره سواء في أطر ثنائية أو متعددة الأطراف.

 وشدد على أن الدول حين تقدم بسخاء مواردها المادية والبشرية والأخلاقية والروحية فإنها تجيب على دعوة نبيلة وجوهرية، ففقط من خلال مواجهة مشاكل البشرية بشكل دائما أكثر تكاملا وتضامنا يمكن التوصل إلى حلول.

وأراد قداسة البابا الإشارة إلى مشاكل أخرى إلى جانب تلك التي تحدث عنها في البداية، فتطرق إلى ضرورة لفت الانتباه إلى أوضاع منتشرة تتعلق بالحقوق الإنسانية الأساسية. 

وأشار على سبيل المثال إلى توفير إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب، الغذاء، الرعاية الصحية الأساسية، وضرورة ضمان التعليم لمن يُستبعدون منه غالبًا، هذا إلى جانب توفير فرص عمل كريم للجميع.

وواصل البابا فرنسيس متحدثًا عن تفكيره أيضًا في المرضى والمعاقين والشباب، وخاصة الفتيات، الذين لا تتوفر لهم فرص لتحقيق ما لديهم من كفاءات، وأيضًا من يأتون من أوساط فقيرة ويتعرضون لخطر أن يبقوا في الخلف منسيين، بل وحتى مستبعدين من المشاركة الكاملة في جماعاتهم.