رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا الفنان أول من أداها بصوته.. كواليس أغنية «محسوبكم داس فلستو خلاص»

على الكسار
على الكسار

من الأغاني التي مازال الناس يرددها حتى الآن "محسوبكم داس فلستو خلاص" التي لحنها الراحل سيد درويش، وغناها الكثير من المطربين على مدار التاريخ، وعلى الرغم من شهرتها إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون كواليس تلك الأغنية ولا أول من قام بغنائها.

وبحسب ما جاء في كتاب "القاهرة وما فيها من حكايات" للكاتب مكاوي سعيد، قال: “إنه خلال الفترة من عام 1915 كان أهل الفن يعاملوا معاملة سيئة، وأن هذه الطبقة لا يتزوج منها المجتمع وكانوا يرون أنهم طبقة أقبل من الناس، ولا يقبل عليها إلا الذين لا مهنة لهم، ولكن مع الوقت تطور الأمر وأصبحوا من الطبقات العليا للمجتمع ويحصلون على الجوائز والأوسمة نظرًا للدور الريادي الذي يقومون به”.

وأضاف الكتاب، وخلال الفترة التي كان الفن فيها يزدري، تاقت روح طفل صغير من مواليد حي البغالة بالقاهرة عام 1887 للعمل في الفن بعد فشله في امتهان مهنة والده "السروجي" وكذلك فشل في العمل كمساعد طاه لحداثة سنه آنذاك، فكان 9 سنوات أنه الفنان الراحل علي الكسار.

ولانشغاله بمراقبة عالم النوبيين المرتبطين بتلك المهنة من سفرجية وطباخين وبوابين حاول تقليدهم في السلوك والحركة واللهجة، بالإضافة إلى عشقه للأراجوز الذي كان يصنعه من الورق المقوى، وهو يقلد الأصوات ويقدم عروضه أمام أترابه وينال بسبب ذلك العلقة تلو العلقة من أبيه لعدم تفرغه للعمل.

لكن الكسار استمر بدأب يسعى إلى الفن شغفًا به حتى التحق بدار التمثيل الزينبي بالسيدة زينب وعمره 19 عامًا، ومنها عمل على مسرح الكلوب العصري بالحى الحسيني، ثم أعجب به الممثل الكوميدي مصطفى أمين وعينه فى فرقته وابتكر له شخصية "البربري" ثم التحق بفرقة جورج أبيض التي انطلق منها ليصبح خلال سنوات قليلة من أشهر فناني شارع عماد الدين أنه الفنان على الكسار. الفنان الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.

وكان الكسار يقيم حفلتين في اليوم، وأصبحت مسرحياته في تنافس مع مسرحيات نجيب الريحاني، وكان هو المخرج الوحيد لكل مسرحياته، وكان يستمر عرضها لشهور طويلة.

وقدم الكسار على مدار مسيرته الفنية 160 مسرحية، على مسرح "كازينو دي بارى" و190 مسرحية غنائية على مسرح "كابيتول" ولحن فى مسرحياته عباقرة الملحنين مثل داود حسني، وكامل الخلعي، وسيد درويش، ولم يتبق من مسرحياته مسرحية واحدة أو فصل واحد، وبقى من تراثه بعض أفلامه.

ولم يكن الكسار نوبيًا ولا جنوبيًا وكانت بشرته بيضاء، لكن علاقته بالجنوبيين في طفولته اختزنها وأخرجها فنيًا وكان يدهن وجهه بصبغة من صناعته ليتقن الدور، والأغنية الشهيرة "محسوبكم داس صبح محتاس" هو أول من أداها بصوته في مسرحية "ولسه".