رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ينجح داعش في وضع الصومال عاصمة لخلافته؟ (تقرير)

جريدة الدستور


تبنى تنظيم داعش الإرهابي، عملية استهدافه لأحد عناصر الشرطة الصومالية، مساء أمس الخميس، وذلك ضمن الخطة الجديدة التي بدأ التنظيم في الانتشار عبر منافذ جديدة، وذلك في ظل الخسائر الكبرى التي تلقها في السنوات الأخيرة.

بهذا النبأ العاجل الذي تداولته وسائل الإعلام الناطقة باسم التنظيم الإرهابي، وتُدعى وكالة أعماق الإعلامية، ليبدأ البعض يتسأل منذ متى وأصبح التنظيم الإرهابي، داخل إفريقيا السوداء وبالتحديد في دولة الصومال؟

هنا بدأنا نبحث عن بداية القصة، حيث بدأت الرواية الأولى منذ منتصف يوليو 2017، وذلك بعد الهزيمة الساحقة والتي قضت عليه في أكبر معاقله والتي كانت تسمى بعاصمته الأم في مدينة الموصل العراقية، ليبدأ بعدها في خريطة الانتشار بعدة مناطق، كان من بينها إفريقيا وآسيا.
وبدأ نجم داعش في البروز، داخل الصومال بعد اغتيال أحمد عبدي غوداني، الزعيم الروحي لـ"حركة الشباب"، في غارة جوية أمريكية، في سبتمبر 2014.

وتوقع وقتها خبراء في الحركات الإسلامية، بأن تكون تحركاته تجاه بعض المناطق فى إفريقيا وآسيا، التى من المرشح أن يوجه عناصره خلال الفترة المقبلة إليها، لتعويض الخسائر التى تلقاها فى أماكن تمركزه فى سوريا والعراق، كما أننا نعرض خلالها أسباب وتبعيات كل اختيار على حدة، التى من المتوقع أن يتحول إلى مناطق صغيرة يسيطر على قطع صغيرة فيها.

أما عن اختيار الصومال بالتحديد في إفريقيا لتعويض خسائره، فإن ذلك يعود إلى عدة أسباب أبرزها الاعتماد على سحب عناصر حركة الشباب الصومالية، إلى منطقته والسيطرة على التنظيم الأم، وهو ما كشف كشف تقرير الأمم المتحدة، الصادر في نوفمبر من العام الماضي، والذي أكد عن بدأ التنظيم بناء تواجده في الصومال، ليخرج وجوده من دائرة الوهم إلى الحقيقة، ويزيد من المخاوف على الحكومة الصومالية، التي تقاتل، منذ قرابة عقد من الزمن، "حركة الشباب"، المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وحسب التقرير الأممي، فإن أتباع فرع تنظيم داعش بالصومال زاد عددهم من بضع عشرات، عام 2016 إلى 200 مسلح هذا العام، في شمال شرقي الصومال، البلد العربي الذي يعاني حرباً أهلية منذ عام 1991.

يعتبر اغتيال أحمد عبدي غوداني، الأب الروحي لـ"الشباب الصومالية"، متابعًا سياسة القبضة الحديدية في إدارة شؤون الحركة، وحرص في الفترة الأخيرة من حياته على منع حدوث انشقاقات في الحركة، أو أن تتسرب إليها أفكار التنظيمات الأخرى المنافسة لتنظم القاعدة.

رحيل غوداني، بجانب تراجع نفوذ "الشباب" في أقاليم صومالية أمام القوات الحكومية والإفريقية، صعّدا من وتيرة الانشقاقات داخل الحركة، من رأس إدارتها إلى قياديين ميدانيين.

وتسود الحركة تصفية حسابات داخلية دموية، طالت أجانب، منهم "أبو منصور الأمريكي"، رئيس التدريبات العسكرية في الحركة، من أجل حفظ صف "الشباب".

وبعدها تصدعت الحركة بالكامل، ليبدأ بعدها الشيخ عبد القادر مؤمن، الإعلان عن الانشقاق عن "الشباب" لإعلان مبايعته هو وعشرات من المقاتلين المنشقين لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي.

ومهدت هذه الخطوة الطريق أمام استقطاب داعش مزيداً من قيادات "الشباب" كانوا بحاجة إلى التمويل، بعد خسارتهم المدن الرئيسة أمام القوات الحكومية،

ومنذ ذلك الحين وبدأ التنظيم الإرهابي في بناء نفسه داخل الأجواء الصومالية، ويقول في ذلك الخبير في شئون الحركات الإسلامية، محمد عمر ، إن "فكر داعش كان موجوداً أصلاً في الصومال، خاصة داخل جسد حركة الشباب؛ كون الصومال بؤرة صراعات، وبيئة مناسبة لتنامي الجماعات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي، ذات الأهمية الاستراتيجية".

وأوضح عمر في تصريحات صحفية سابقة له، أن التنظيم يبقي بين مطرقة عدوته اللدودة حركة الشباب، التي لا ترغب في وجود فكر جهادي مغاير لأفكارها، وسندان الحكومة الصومالية، بالتعاون مع القوات الإفريقية؛ ما يعزز فرضية عدم صموده طويلاً.

وعن استمرار التنظيم أو انهياره خال الفتر ة الماضية، قال عمر : إن "بقاء فرع داعش بالصومال كتنظيم ناشط في المنطقة مرهون ببقاء التنظيم الأم في العراق وسوريا، كونه مصدر الدعم الوحيد له، وفي حال انحسار نفوذه بالدولتين حتمًا سينال نصيبه من التقوقع والتراجع، ففرع الصومال بلا مصادر دخل محلية، ويختفي فقط خلف جبال عيل مدو".