رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا غاب شيخ الأزهر عن «المجتمعات المسلمة» في أبوظبي؟

د. أحمد الطيب، شيخ
د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر

غاب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين عن مؤتمر المجتمعات المسلمة - أو ما سمي في بادئ الأمر "الأقليات الإسلامية"- والذي ينعقد بالعاصمة الإمارتية أبو ظبي، ولم يحضره أحد من رجال وعلماء الأزهر الشريف ولا من أعضاء مجلس حكماء المسلمين.

وكشفت مصادر لـ"امان" ، أن السبب في ذلك هو عنوان المؤتمر الأول، الذي يخالف ما أقره الأزهر في مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي عقده الأزهر بالقاهرة نهاية فبراير ٢٠١٧ والذي تضمن النص على أصالة مصطلح "المواطنة" في الإسلام.

كان شيخ الأزهر الشريف، قد قال في كلمته بمؤتمر " الحرية والمواطنة"، إن الأزهر حين يدعو إلى نشر مفهوم «المواطنة» بديلًا عن مصطلح «الأقلية والأقليات»، فإنما يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه نبي الإسلام -ﷺ-على أول مجتمع مسلم في التاريخ، وهو دولة المدينة، حين قرر المساواة بين المسلمين من مهاجرين وأنصار، ومِن اليهود بكل قبائلهم وطوائفهم بحسبان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وقد حفظ لنا تراث الإسلام في هذا الموضوع وثيقة مفصَّلة في شكل دستور لم يعرفه التاريخ لنظام قبل الإسلام.

وأضاف الأمام الأكبر، أن مصطلح الأقليات المسلمة، مصطلح وافد على ثقافتنا الإسلامية وقد تحاشاه الأزهر في خطاباته؛ لأنه مصطلح يحمل في طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد الأرض لبذور الفتن والانشقاق، موضحًا أن ترسيخ فقه المواطنة بين المسلمين في أوروبا، وغيرها من المجتمعات المُتعَدِّدة الهويات والثقافات خطوةٌ ضرورية على طريق «الاندماج الإيجابي» فهو الذي يحفظ سلامة الوطن وتماسكه، ويرسِّخ تأصيل الانتماء، كما يَدْعم قبول التنوع الثقافي والتعايشِ السِّلْمي ويقضي على مشاعر الاغتراب.

وأكد شيخ الأزهر، أن فقهُ المواطنة إذا نجحنا في ترسيخه في عقول المسلمين وثقافاتهم فهو السد المنيع أمام الذرائع الاستعمارية التي دأبت على توظيف الأقليات في الصراعات السياسية وأطماع الهيمنة والتوسُّع، وجعلت من مسألة "الأقليَّات" رأس حربة في التجزئة والتفتيت اللتين يعتمد عليهما الاستعمار الجديد.

وجدد شيخ الأزهر، في ختام زيارته لإندونيسيا الأسبوع الماضي، رفض الأزهر استخدام مصطلح "الأقليات"، وتفضيل استخدام مصطلح "المواطنة"، لأن كلمة الأقليات قد تؤدي إلى التمييز والتشاحن، مؤكدًا إنّ المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدًا مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية.