رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تدعم قطر الإرهاب في القرن الإفريقي؟

أرشيفية
أرشيفية

يمثل القرن الإفريقي، بعدا استراتيجيا مهما للدول العربية والإفريقية على السواء، حيث يضم ثماني دول هى، الصومال وأريتريا وأثيوبيا والسودان وجنوب السودان وجيبوتي وأوغندا، وكينيا، ونظرا لأهميته فإنه يظهر بقوة على خريطة الصراع الدولي والإقليمي الذي بدأت دويلة قطر في تصدر المشهد خلال الأعوام الأخيرة من خلال دعم التنظيمات الإرهابية المختلفة.

باب المندب والقرن الإفريقي

ويمثل مضيق باب المندب وقناة السويس، أهمية استراتيجية كبرى للبلدان العربية والإفريقية، فإذا كانت "قناة السويس" تمثل بوابة لعبور الناقلات التجارية والنفطية، من البحر المتوسط إلي البحر الأحمر، فإن باب المندب يمثل هو الآخر، بابا لخروج تلك الناقلات من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.

ولذلك تبرز أهمية القرن الإفريقي بالنسبة للعالم "عامة" وللدول العربية والإفريقية "خاصة"، وهو ما جعل "القرن الإفريقي" منطقة سيطرة ونفوذ للدول الكبري، والتي سارعت لجعل بعض موانئ هذه الدول وأراضيها "قواعد عسكرية"لها.

وتعتبر"قطر" أحدي الدول التي ساهمت في إشعال المنطقة الإفريقية وزيادة احتقانها، بتمويلها لعدد من الحركات والتنظيمات الإرهابية، والتي كانت تعتمد في السابق على تمويلها على "القرصنة" وخطف السفن مقابل فدية مالية للإفراج عنها، كما كانت تفعل الجماعات الإرهابية في الصومال ومنها حركة الشباب الصومالية، والتي تلقت تمويلات مالية وعسكرية من قطر، بدلا من عملها السابق، بخطف السفن وتعريض الحركة الملاحية للخطر، وهو العمل، الذي لاقي معارضة دولية واسعة.

حركة الشباب الصومالية

أسس حركة الشباب الصومالية، أحمد عبدي جودان "أبوالزبير"، في عام 2004، والذي قتل في إحدي الغارات الأمريكية في الصومال، ويترأس الحركة في الوقت الراهن، أحمد عمر والملقب "أبو عبيدة".

تضم الحركة في صفوفها، ما بين 5 آلاف و9 آلاف إرهابي، بينهم حوالي ألف عربي، من الذين كانوا يعرفون بالمجاهدين "العرب" في حرب أفغانستان.

شهدت حركة الشباب انشقاقات متعددة، كان أبرزها انشقاق "أبو منصور"عن الحركة في أغسطس الماضي، والذي نقل الحركة من أفغانستان إلى الصومال.

وتسببت الأعمال الإرهابية لحركة الشباب في تهجير، نحو مليون صومالي، ومقتل ما يقرب من 20 ألف شخص، فضلا عن عشرات الآلاف من المصابين.

الدور القطرى في تمويل حركة الشباب

بدأت الحكومة القطرية في تمويل الإرهاب الصومالي لـ"حركة الشباب" بدعم غربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هدفت الأخيرة، إلى إبعاد"الحركة" عن عمليات "القرصنة" التي كانت تقوم بها، لتمويل عملياتها الإرهابية، بالاستيلاء على السفن المارة بالقرب من الشواطئ الصومالية والتي تمتد لنحو 1890 كيلومترا.

ودعمت دول الخليج الحكومات الصومالية المتعاقبة منذ بدء الحرب الأهلية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وكانت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة،على رأس دول الخليج في تقديم الدعم المالي والطبي والعسكري، من أجل مواجهة تلك الحكومات للجماعات المسلحة هناك.

خطف طائرة مدنية إماراتية

وقد شهد مطار مقديشيو الأسبوع الماضي عملا إرهابيا جديدا لحركة الشباب الصومالية، حيث احتجزت الحركة، طائرة إماراتية بمطار مقديشيو، كانت تحمل مساعدات مالية للجيش والشرطة الصومالية"رواتب" شهرية، وهو الدعم المالي الذي تقدمه "الإمارات" منذ 1993 حتى نهاية الأسبوع الماضي.

وبلغت المساعدات 277 مليونًا و553 ألف دولار، بالإضافة إلى 165 مليونا حصيلة حملة "لأجلك يا صومال"، التي أطلقت عام 2017، ليصل إجمالي المساعدات إلى 442 مليونًا و553 ألف دولار،
وكانت الإمارات، قد اتهمت "قطر" بمساعدة الإرهابيين في خطف الطائرة الإماراتية، والاستيلاء على ما بها من أموال، وتعريض طاقمها للخطر، وهو الاتهام الذي نفته "قطر" ولكنها لم تعلق على اتهامها بدعمها للتنظيمات الإرهابية الصومالية، ومن بينها حركة الشباب.

اتهامات قطر بتمويل العمليات الإرهابية، لم يتوقف على دولة الإمارات فقط، لكنه امتد ليشمل عددا من حكومات ودول القرن الإفريقي، الذين أكدوا أن"قطر" تواصل زعزعة استقرار دول القرن الإفريقي، بدعمها للتنظيمات المسلحة والإرهابية، في محاولة منها لإيجاد دور"سياسي" لها داخل القرن الإفريقي، فضلا عن رغبتها في مواصلة دورها بدعم تلك التنظيمات المسلحة والإرهابية.