رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أمريكي: صراع روسيا وأوكرانيا أكبر أزمة أمنية في أوروبا

أرشيفية
أرشيفية

قال ديفيد دي روش، باحث غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وكبير باحثين في الشؤون الدولية في المجلس الوطني للعلاقات العربية-الأمريكية، أن روسيا غزت أوكرانيا قبل ثماني سنوات، وتواصل احتلال شبه جزيرة القرم، وتدعم الانفصاليين في دونباس، لذا فإن التهديدات الحالية بالغزو ليست جديدة، ومع ذلك، قال الغرب إنه لن يرسل قوات عسكرية لمحاربة القوات الروسية في أوكرانيا ولذلك سيواصل الغرب الدبلوماسية. 

وأضاف دي روش في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الأمر متروك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمعرفة ما إذا كان سيستخدم القوة.

وأشار إلى أن روسيا تتمتع بتفوق عسكري ساحق في أي صراع مع أوكرانيا ولديها القدرة على التحرك بسرعة في المدن الكبرى والاستيلاء عليها، ومع ذلك، لن تكون قادرة على حكمهم إذا كان هناك تمرد، ولن تكون قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية دون وقوع إصابات كبيرة، لافتا إلى أنه لطالما قال بوتين إن انهيار الاتحاد السوفيتي كان أكبر كارثة في التاريخ، وعزا ذلك جزئيًا إلى ضحايا الحرب السوفيتية في أفغانستان.

وتابع دي روش أنه خلال غزو أوكرانيا عام 2014، كانت هناك احتجاجات في موسكو ضد القتلى الروس في ساحة المعركة، ويشعر بوتين أن هذه الاحتجاجات يمكن أن تضعف حكمه لروسيا، لذا فإن احتمالات النجاح العسكري الروسي الأولي قد تكون مضللة.

وأوضح أن هذه أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة ولا تتمثل أهداف بوتين في أوكرانيا، بل تتمثل في إجبار الغرب على الموافقة على إعادة مجال نفوذ الاتحاد السوفيتي في أوروبا إلى ما كان عليه في عام 1977. 

وقال أن بوتين يريد  أن يرى الدول المستقلة في الاتحاد السوفيتي السابق وحلف وارسو يفقدان استقلالهما ويريد تقييد قدرتهم على الانضمام إلى التحالفات السياسية (مثل الاتحاد الأوروبي) والتحالفات العسكرية (مثل الناتو) واستضافة القوات. 

ولفت إلى أن بوتين قد اعتقد أنه كان لديه فرصة مع القادة الضعفاء أو المتضررين سياسيًا في واشنطن ولندن وباريس وبرلين، ومع ذلك، فإن ما يطلبه غير ممكن (الولايات المتحدة لا تملي على الناتو كما فعل الاتحاد السوفيتي في حلف وارسو)، لذا يبدو أن الوضع في غليان منخفض، مع قيام بوتين بتصعيد الإجراءات العسكرية لفرض تنازلات سياسية لن تأتي.

وأوضح أنه بتهديد روسيا لأوكرانيا، رفع بوتين مكانته في العالم والأهم بين شعبه، حيث إذا تمكن من إقناع الروس بأنهم في صراع من أجل أمن الأمة، فلن يشكو من سوء الاقتصاد ويمكنه أيضًا أن يُظهر لشعبه أنه بدلاً من أن يكون قائدًا للعالم الثالث بجيش عالمي أول، فقد أجبر الرئيسين الأمريكي والفرنسي والمستشار الألماني على التعامل معه كأقران.

وحول تأثيرات الغزو الروسي لأوكرانيا، قال دي روش إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستلحق الضرر بأسواق الغذاء العالمية و تعاني بريطانيا من انقطاعات في السوق بسبب عدد من العوامل، أبرزها مغادرة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي و لكن يمكن لبريطانيا أن تدفع أكثر مقابل الغذاء.