رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز الوقائع التي كشفت عن أبرياء داخل السجون الأمريكية

ابرياء
ابرياء

تقع الكثير من الأخطاء في المجتمع القضائي ونظامه، ويذهب الشخص الملتزم بالقانون الي السجن على الرغم من وجود الأخطاء القضائية، والذي كان السبب الذي دفع أغلب دول العالم للتخلي عن عقوبة الإعدام. 

وهزت واقعة امريكية خلال اليومين الماضيين، العالم، عقب اعتذار كاتبة أمريكية اتهمت رجل بالخطأ باغتصابها بعد قضاء 16 عامًا في السجن. 

وترصد “الدستور” في التقرير التالي أبرز الوقائع الأخيرة التي كشفت عن أبرياء داخل السجون ومنهم من حصل على تعويضات عن مدة سجنه. 

بعد قضاء 16 عامًا في السجن

بعد ما يقرب من 40 عامًا على حادث اغتصاب، وتوجيه اتهام لرجل أمريكي أسود بإدانته وسجنه وخروجه من السجن، انقلبت وقائع القضية تمامًا، لتبرئه المحكمة من الاتهام المشين بعد قضائه 16 عامًا خلف القضبان وسعيه لأكثر من 20 عامًا على إثبات أنه لم يكن الفاعل.

القصة عادت لدائرة الضوء عندما اعتذرت الكاتبة الأمريكية أليس سيبولد يوم الثلاثاء الماضى للرجل الذي تمت تبرئته من جريمة اغتصاب عام 1981، والتي تحدثت عنها فى مذكراتها وتحمل عنوان "محظوظة"، وقالت “سيبولد” إنها عانت من الدور الذى لعبته من غير قصد داخل نظام أرسل رجلًا بريئًا إلى السجن.

الرجل هو أنتونى برودووتر، البالغ من العمر 68 عامًا، وأدين عام 1982 باغتصاب سيبولد، عندما كانت طالبة جامعية، وقضى 16 عامًا فى السجن. 

وتم إلغاء الإدانة الأسبوع الماضى بعد أن وجدت السلطات أنه كانت هناك عيوبًا خطيرة في عملية الاعتقال والمحاكمة.

وفى اعتذارها الذي نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، قال سيبولد لرودواتر، إنها كانت فى هذا الوقت ضحية اغتصاب عمرها 18 عامًا مصابة بصدمة، اختارت أن تضع ثقتها فى النظام القانونى.

وقالت إن هدفها فى عام 1982 كان هو العدالة، وليس استمرارية الظلم. وبالتأكيد تغير حياة شاب لنفس الجريمة التي غيرت حياتي.

وتعود وقائع الاتهام عندما توجهت سيبولد، لأحد مراكز الشرطة للتعرف على الجاني المحتمل، بعد أن رأت "برودواتر" فى الشارع وأبلغت الشرطة عنه، وعرض عليها خمسة من الرجال السود واختارت “برودواتر” معتقدة خطأ أنه الفاعل.

الغريب فى الأمر أن برودواتر قبل اعتذار سيبولد، وقال إنه يشعر بالارتياح والامتنان. وقال فى تصريحات لـ"نيويورك  تايمز" إن الأمر تطلب كثير من الشجاعة، وأعرب عن اعتقاده بأنها شجاعة وتتغلب على العاطفة مثله. فالإدلاء بهذا البيان أمر شديد بالنسبة لها، تفهم أنها كانت ضحية وأننى كنت ضحية أيضًَا.

بعد سجنه 30 عامًا.. تبرئة أمريكي أدين ظلما بجريمة 

وفي يوليو الماضي، أطلقت السلطات الأمريكية سراح مواطن أدين “ظلمًا” بارتكاب جريمة قتل، بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة عقود خلف القضبان.

وأفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن كورتيس كروسلاند من ولاية بنسلفانيا تم إثبات براءته بعدما تراجع الشاهدان الرئيسيان في القضية عن أقوالهم، والتي كانت تشير إلى تورطه في جريمة قتل.

وأعرب كروسلاند (60 عامًا) عن سعادته البالغة للشبكة، قائلًا: “أخيرًا بعد 30 عامًا أو أكثر، وبعد دق جميع الأبواب حتى يسمعني أحدهم، جاء ذلك اليوم أخيرًا”.

وعقب إطلاق سراحه، عاد كروسلاند إلى منزله ليجتمع بأبنائه الخمسة وأحفاده البالغ عددهم 32 حفيدًا.

وأدين كروسلاند في عام 1991 بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية، والسرقة وحيازة أداة للجريمة، في قضية مقتل صاحب متجر في فيلادلفيا عام 1984.

وجاءت تبرئته بعد شهور من العمل من قبل وحدة “نزاهة الإدانة”، التي أنشأها مكتب المدعي العام لمنطقة فيلادلفيا لاري كراسنر، عام 2018؛ للتحقيق في مزاعم البراءة والإدانة الخاطئة.

وأفادت وحدة “نزاهة الإدانة” في بيان صحفي أن المستندات التي كان من الممكن أن تساعد في تبرئة كروسلاند، كانت موجودة في ملفات في قسم شرطة فيلادلفيا ومكتب المدعي العام للمدينة منذ بداية القضية.

بعد قضاء 5 سنوات في السجن

وفي مارس الماضي، بعد قضاء قرابة 5 سنوات في السجن على خلفية جريمة قتل لم يرتكبها، قرر مواطن أمريكي في الـ47 من عمره مقاضاة شركة لتأجير السيارات نظرًا لأنها استغرقت 3 سنوات من أجل تقديم إيصال خاص بسيارة كان قد استأجرها والذي أثبت أنه كان على بعد 20 دقيقة من مسرح الجريمة وقت وقوعها.

كان "هربرت ألفورد"، وهو من ولاية "ميشيجان"، قد أُدين بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية في عام 2016، بعد اتهامه بإطلاق النار على رجل في الـ23 من عمره ويُدعى "مايكل آدامر" عقب مشاجرة نشبت بينهما في ساحة لانتظار السيارات بمدينة "لانسنج" بالولاية الأمريكية عام 2011.

وتبين في أعقاب ذلك أن "ألفورد" كان متواجدًا على بعد 8 أميال عن مسرح الجريمة، إذ كان يستأجر سيارة في مطار "كابيتال ريجيون الدولي" في ولاية "ميشيجان"، ولم يتبين السبب الذي أدى لتوجيه تهمة القتل إليه.

وطلب محامو الدفاع عن "ألفورد" من شركة تأجير السيارات تقديم الدليل على استئجاره سيارة في نفس توقيت جريمة القتل، وذلك عقب إلقاء القبض عليه عام 2015، لكن الشركة لم تتوصل إلى السجل سوى عام 2018، وتمت تبرئته أخيرًا عام 2020؛ وقرر الآن مقاضاة الشركة قائلًا إنه كان في إمكانها الحول دون دخوله السجن بسبب جريمة لم يرتكبها.

من جانبها، أعربت شركة تأجير السيارات، ومقرها ولاية "فلوريدا" الأمريكية، عن بالغ أسفها حيال ما حدث لـ"ألفورد. 

براءة رجل قضى 20 سنة بالسجن

وفي عام 2019، بريء رجل أمريكي، سجن منذ عقدين بتهمة القتل، إثر ظهور أدلة جديدة استندت إلى الحمض النووي وشجرة العائلة الوراثية، وهي أول نتيجة من هذا القبيل باستخدام تقنية ثورية في مجال التحقيقات.

وكان كريستوفر تاب (45 عامًا) قد أنهى 20 سنة من مدة عقوبته البالغة 30 عاما بتهمة اغتصاب إنجي دودج وقتلها في 1996، ونقضت محكمة في ولاية أيداهو حكم إدانته بناء على أدلة جديدة عثر عليها باستخدام “علم الأنساب الوراثي”. 

وجاءت تبرئة "تاب" بعدما ألقت الشرطة القبض على مشتبه به آخر، وهو براين دريبس في مايو الماضي، واعترف "دريبس" الذي تم التعرف عليه باستخدام هذه التقنية أيضا بالجريمة.

ففي عام 1998، حكم على "تاب" بالسجن لمدة 30 عامًا بناء على اعترافه فقط الذي تراجع عنه، وفي عام 2017 أطلق سراحه بموجب اتفاق مع المحكمة، لكن لم يتم إسقاط تهمة القتل.