رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمي مصري: جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي منحتني الثقة في مهارتي البحثية

الدكتور أيمن بكر
الدكتور أيمن بكر

أعرب الأكاديمي المصري، الأستاذ بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت، الدكتور أيمن بكر، عن سعادته بفوزه بجائزة الشارقة في نقد الشعر العربي، في دورتها الأولى، بدراسة عنوانها: "الطقوسية السردية المبالغة: نحو نظرية للشعر العربي الحديث".

وقال الدكتور أيمن بكر لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الفوز بجائزة كبيرة يطمئن الباحث والمبدع على أن تصوراته عن نفسه وعما يفعل ليست وهما خالصا، مضيفا " أنا أعمل دون النظر لجوائز، لكن هذه المرة انتهزت فرصة كورونا وما سببته من سكون إجباري لسكان الكرة الأرضية لاستعادة المشاريع المؤجلة".

وأشار الدكتور أيمن بكر إلى أن موضوع هذه الدورة (انتقال النقد من البلاغة القديمة إلى المناهج النقدية الحديثة)، كان ضمن مشاريعه المؤجلة تلك، موضحا أنه لا يكفي أن تكون لاعبا جادا يمارس تمارينه العقلية والمعرفية بمفرده، إذ من الضروري أن تنزل إلى أرض الملعب من حين إلى آخر لاختبار ما تظنه في نفسك من مهارات؛ يتم هذا خلال المؤتمرات الدولية وعبر فرصة جائزة مهمة مثل هذه.

وإلى جانب الكتب البحثية التي أصدرها، منذ تخرجه في كلية الآداب في جامعة القاهرة، صدرت له العام الماضي رواية أولى بعنوان "الغابة".

وعما إذا كان ينوي تكرار هذه التجربة قال: "نعم، كانت اللعبة مع السرد ممتعة، والنتيجة كانت مشجعة؛ إذ كانت ردود الفعل على رواية "الغابة" أفضل من توقعاتي، وتناولها أكثر من ناقد ومبدع بالتحليل مثل الروائيين محسن يونس وهشام علون والناقدين المغربي بوزيد الغلى والمصري عادل ضرغام".

واستطرد قائلا: "أعمل الآن على رواية جديدة أمارس فيها اللعب المستمتع نفسه الذي استشعره في البحث أو في كتابة الشعر وخصوصا الرباعيات، ولا أتعجل نفسي في الانتهاء منها".

وردا على سؤال عما إذا كان يتفق مع من يرى أن قصيدة النثر لا تزال هي التجلي الأحدث للشعر، أم أنه قد جرى تجاوزها عبر إنتاج جيل الألفية الثالثة من الشعراء، أو أن هذا التجاوز وارد على أية حال بما أن التجديد هو أمر حتمي؟ قال الدكتور أيمن بكر "هذا جزء من البحث الفائز بالجائزة"، مشيرا إلى أنه حاول في هذا البحث اقتراح أدوات نقدية تتصل بأفكار الطقوسية والسردية والمبالغة في الشعر، بوصفها بذورا محتملة لبناء نظرية نقدية تخص الشعر العربي الحديث بالتحديد.

وقال "أصبحت بعد هذا البحث أقرب لإهمال فكرة التاريخ الخطي للشعر؛ ليس الأمر مشابها لمسار الفيزياء التي غالبا ما يلغي فيها القانون الجديد ما يسبقه، الشعر، والفن عموما، حضور مراوغ ومتمرد على التصانيف الراغبة في التثبيت، وجمالياته ليست قابلة لأصفاد التصانيف المدرسية، ولا سبيل سوى محاولة رؤية تاريخ الشعر بوصفه مسارات متزامنة، تتوازى أحيانا وتتقاطع غالبا".

وتابع: "قصيدة النثر هي إحدى تجليات الشعر العربي المعاصر، وتقاطعاتها مع قصيدة التفعيلة العربية هي أمر مثير للانتباه ويدعو لمزيد من البحث، ومن الأنسب بداية أن نعيد التفكير عربيا في تسمية (قصيدة النثر)، إذ يبدو الأقرب اصطلاحيا لها في تاريخ الشعر العالمي هو اسم (قصيدة الشعر الحر)، وهو ما ناقشه عدد من الباحثين بصورة أكاديمية رصينة مثل سيد عبد الله السيسي في كتابه المهم (ما بعد قصيدة النثر)، وأن نقتصر في وصف القصيدة السطرية الموزونة على مصطلح (قصيدة التفعيلة)، بعدها أحسب أن قراءة الملامح الفنية والتفاعلات ضمن الأطر الثقافية وبأدوات نقدية مبتكرة سيكسر الانسداد النقدي الذي نشكو منه".

واختتم الدكتور أيمن بكر بالقول إنه بالمعنى السابق ستكون مسألة التجاوز في الشعر معقدة جدا، وتسير بطرق غير متوقعة، وغالبا غير مفهومة إن لم نربط تشكل الحركات الفنية والأدبية والفكرية جميعا بالسياق الثقافي، ونحرر البحث المعرفي حولها من أية قيود وخطوط حمراء.

يشار إلى أن الدكتور أيمن بكر أصدر من قبل في إطار جهوده البحثية والنقدية كتب "في مقامات الهمذاني"، و"الآخر في الشعر العربي"، و"قالت أميمة"، و"مقدمات الثورة المصرية"، و"أصداء الشاعر القديم"، و"المفكر الرقاصة"، و"متون الساحر"، و"انفتاح النص النقدي"، و"قصيدة النثر العربية".

يذكر أن الدكتور أيمن بكر سيشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يفتتح يوم 30 يونيو الجاري بديوان في شعر العامية بعنوان "رباعيات"، وهو من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب.