رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش المصري رجال


«الغلابة بس بيروحوا سينا».. كم مستفزًا ومهينًا وسطحيًا هذا! كم مؤلمًا أن يظن البعض أن المجندين الذين ليس لديهم واسطة وفقراء هم فقط من يخدمون فى سيناء!.. نغمة سخيفة ومهينة اعتاد الإخوان وبعض ممن يسمون النشطاء السياسيين ترديدها فى السنوات الأخيرة، البعض «فاهمين غلط» ويفكرون بسطحية ومراهقة سياسية شديدة، والبعض الآخر نواياهم سيئة وهم الإخوان، بلا تردد، لأنهم يريدون التفرقة والانشقاق، وهو الأمر المستحيل أن يحدث فى مصر. الجيش المصرى يضم خير أجناد الأرض وبه توليفة من أبناء الشعب المصرى كله، أغنيائه قبل فقرائه لا فرق بين غنى وفقير فى الجيش، كلهم جنود مصر وكلهم أبطال.



أشعر باستفزاز شديد عندما أقرأ ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى وعندما أسمعه.. وأقول: وماذا عن الضباط والقيادات الهامة التى تذهب إلى هناك.. تحارب وتنال الشهادة بجانب المجندين.. أليس لهم واسطة أو هل هم أيضا فقراء؟!

الخدمة فى الجيش المصرى شرف وعزة يفتخر بها كل من حارب فيه، أسمع دائما حكايات المحاربين وهم يصفون مشاعرهم التى كانت مختلطة بالحماس والرغبة فى الثأر والشعور بالفخر، وقد يكون أحيانا الخوف الذى يختفى سريعا بمجرد النزول إلى أرض المعركة، كما أن معاملة القيادة لا تختلف ولا تفرق بين شخص وآخر.

وفى أسبوع الآلام الذى أصبح كذلك بالفعل بعد سقوط الشهداء والمصابين وهم يؤدون الصلوات فى كنيستى «مار جرجس» بطنطا، و«مار مرقس» بالإسكندرية فى أحد السعف، اندهشت جدًا عندما رأيت تعليقات من هذه النوعية، أولا لأن ما حدث كان خارج سيناء، فما سبب إقحام سيناء فى هذه الكارثة، وثانيا لأن من واجب الجيش حماية الوطن، ولماذا الافتراء والكذب على الجيش المصرى، ما الداعى أن يطرح ذلك الآن؟!

ما سمعته من بعض الأصدقاء أنه بعد يوم الأحد الدامى كان يسيطر عليهم شعور حقيقى بالخوف من السير فى الشارع ومن ركوب المواصلات العامة، خاصة مترو الأنفاق، وأنه بمجرد أن شاهدوا عساكر من الجيش فى الشارع تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية الذى كلف القوات المسلحة بحماية المؤسسات والأماكن الهامة والحيوية، شعروا بالطمأنينة الشديدة والأمان، فإن رؤية جنود الجيش لها فعل السحر على المصريين، وأظن غير المصريين أيضا.

ففى أكتوبر ٢٠١٤ كنت فى زيارة «لفرنسا» وبمجرد أن وصلت إلى «باريس»، رأيت عساكر وضباط الجيش منتشرين فى كل الشوارع والحدائق كما رأيتهم ينظمون المرور مع الشرطة، وطبعا اندهشت لأن فى هذا التوقيت لم يكن قد حدث فى فرنسا أى حادثة إرهابية، وعندما سألت عن ذلك علمت أن هناك تهديدات لفرنسا من تنظيم «داعش» الإرهابى، ولذلك كان قرار الحكومة الفرنسية بنزول قوات الجيش للشوارع للتصدى لأى هجمات ولبث الطمأنينة فى روح الشعب الفرنسى، وبعدها بشهرين كانت أولى الهجمات وهى واقعة «شارلى إبدو».

وفى ديسمبر ٢٠١٥ كنت فى «إيطاليا»، وبمجرد أن دخلت إحدى محطات المترو فى «روما» شاهدت قوات الجيش، وبعد ذلك رأيتهم فى الشوارع موجودين فى كل مكان، ولم تكن إيطاليا تواجه أى أعمال إرهابية، وعلمت أن الحكومة الإيطالية بعد سلسلة الهجمات التى تعرضت لها دول مجاورة وعلى رأسها «باريس»، من تنظيم «داعش» - اتخذت قرارا بنزول الجيش إلى شوارع إيطاليا، ولحماية المناطق السياحية والحيوية والأماكن الهامة خوفا من تعرض إيطاليا لمثل هذه الأعمال ولحماية الشعب والسائحين.

فى فرنسا وإيطاليا كان الحال هكذا، ولم يصادفنى شخص من شعوبهما معترضا، بل إننى عندما كنت أتحدث إلى شخص عن وجود الجيش فى الشارع أجده مرحبا بذلك ويشعر بالأمان.

الجيوش فى كل مكان فى العالم رمز لطمأنينة وأمان شعوبهم، وجيشنا العظيم كلمة السر فى سلامنا ورأسنا المرفوع والحفاظ على كرامتنا وشعورنا بالأمان.

#الجيش_المصري_رجال