رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى النكبة.. الشاطرى: اللوبى الصهيونى بواشنطن يحول دون قيام الدولة الفلسطينية

البدر الشاطري
البدر الشاطري

تحل غدًا الأربعاء، الذكرى الـ56 للنكبة الفلسطينية في وقت تواصل قوات الاحتلال قتل الفلسطينيين في قطاع غزة بانتهاكات ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية، منذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، ضمن سلسلة الكفاح لقيام الدولة الفلسطينية المتوقف عن التنفيذ لما يزيد على 7 عقود.

وقال الأستاذ بكلية الدفاع الوطني في الإمارات الدكتور البدر الشاطري، إن القضية الفلسطينية بعكس ما يظن الكثيرون لا تراوح مكانها، بل تزداد تعقيدًا، وعصية على الحل بشكل مطرد، والسبب يعود الى أن المشروع الصهيوني قائم على نفي الآخر الفلسطيني. فقد نشأت الحركة الصهيونية على أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

وأضاف الشاطري لـ"الدستور"، أنه قبل وبعد قيام دولة إسرائيل سعت الحركة الصهيونية لطمس كل ما له علاقة بفلسطين من حيث الأرض والشعب والتراث والقرى والبلدات. واحتلت المناطق الفلسطينية مثل الجليل، ووضعتها تحت الاحتلال العسكري.

وتابع بقوله: نجحت الصهيونية وإسرائيل في ربط مصالحها مع الدول الاستعمارية مثل بريطانيا، وكان ذلك جليًا من خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956، ومع وريثة الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية "الولايات المتحدة" والتي رمت بثقلها وراء إسرائيل والمشروع الصهيوني.

 

 

مبالغة أمريكية في حماية إسرائيل

وأشار الشاطري، إلى أنه بعد حرب 1967، توسعت إسرائيل عدة أضعاف حجم أراضيها، وأخضعت مزيدًا من الفلسطينيين العرب تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي. وشرعت في بناء مستوطنات في الأراضي العربية المحتلة من سيناء إلى الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أنه بسبب إغداق الولايات المتحدة على إسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية وأحدث تكنولوجيات القتال، والمبالغة في حماية إسرائيل دبلوماسيًا ومعلوماتيًا، أصبحت دولة الاحتلال قوة ضاربة في المنطقة. وتمددت وتضخمت بحيث إنها لا تحتاج لتقديم تنازلات للطرف الآخر. 

وواصل بالقول: نتيجة لكل هذا، تصاعد اليمين المتطرف في إسرائيل حتى أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية الداخلية الإسرائيلية، وعقبة في سبيل تحقيق حل للقضية الفلسطينية. بل إن التمدد الصهيوني جعل مسألة حل الدولتين بعيدة المنال. وكما ناقش مختصون في الصراع العربي-الإسرائيلي في مجلة الفورين آفيرز عن تبدد حل الدولتين وبروز حل الدولة الواحدة.

ونوه بأنه بفضل السياسة الداخلية الأمريكية وتوسع نفوذ اللوبي المساند لإسرائيل "إيباك"، استمرت السياسة الأمريكية في مساندة إسرائيل في كل الأحوال. وأصبح الدعم الأمريكي واضحًا للعيان. وما نراه اليوم من دعم لا محدود في الحرب على غزة مجرد غيض من فيض.

 

واشنطن مكبلة

وأكد أنه ما دامت واشنطن مكبلة بسياساتها الداخلية والتي ترزح تحت نير اللوبي المساند لإسرائيل، فإنه لن يكون هناك حل لهذه القضية حتى تنفك الولايات من اللوبي، أو تمنى إسرائيل بهزيمة كبيرة مثل ما حصل مع جنوب إفريقيا، وتضطر إلى تقديم تنازلات والقبول بدولة ثنائية القومية.

وحول عدم قيام الدولة الفلسطينية حتى الآن، قال الشاطري، إن التنظيمات العسكرية الصهيونية بدأت التطهير العرقي في المناطق التي خصصت للدولة اليهودية بعد قرار التقسيم في 1947، وما زالت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، أي قبل إعلان قيام دولة إسرائيل. واستمرت في التطهير العرقي بعد قيام الدولة وصادرت أموال وممتلكات الغائبين من الفلسطينيين. 

ومضى قائلًا: بعض أن أصبحت غزة تحت الوصاية المصرية والضفة تحت وصاية الأردن، قوبل اقتراح قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع بالرفض، على أن قيام دولة فلسطينية في هذه المناطق يعني القبول بقرار التقسيم الجائر.

وأكد الشاطري، أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وفرضتها على الأجندة السياسية. وأصبح إيجاد حل للقضية الفلسطينية أمر ملح على الأصعدة كافة. وباشرت المنظمات الدولية والحكومات الحديث عن حل الدولتين للشعبين.