رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية رفح وتعليق شحنة الأسلحة الأمريكية.. هل يتراجع دعم واشنطن المطلق لـ إسرائيل؟

بايدن
بايدن

أدت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف شحنة أسلحة كانت متجهة إلى إسرائيل، والتلويح بوقف التسليلح الكامل حال اجتياح رفح، إلى عاصفة من التكهنات حول الموقف الأمريكي من استمرار حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في العداون على غزة ومواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

وفي تصريحات لشبكة CNN، استخدم بايدن أقوى لهجة حتى الآن في سعيه لردع الاجتياح الإسرائيلي واسع النطاق المخطط له لمدينة رفح. كما اعترف بأن القنابل الأمريكية قتلت فلسطينيين أبرياء.

وقال بايدن: لقد أوضحت أنهم إذا ذهبوا إلى رفح فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة.

وأوقفت الولايات المتحدة شحنة تضم أكثر من 3 آلاف قنبلة بسبب مخاوف من إمكانية استخدامها من قبل إسرائيل في رفح.

ضغط الجامعات الأمريكية

وقال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان، إن تصريحات بايدن انطلقت من ضغط الرأي العام الداخلي في الشاراع الأمريكي، والمتمثل حاليا في حراك طلبة الجامعات، وهي أهم الأماكن الحساسة التي تمثل رأي عام ظاهر وحراك علني فاعل.

وأضاف الوزان في تصريحات لـ"الدستور"، أن الجامعات تمثل كل الشعب الأمريكي، ومن مصلحة الولايات المتحدة أن تتوقف الآن عن دعم المجازر، وخوفا على الانتخابات المقررة نهاية العام، وهي كروت ضغط اضطر بايدن للاستجابة إليها، إضافة إلى الرأي العام الدولي الرافض لكل جرائم الاحتلال التي يرتكبها أمام العالم.

وأوضح المحلل العراقي أن لهجة بايدن تمثل ضغطا على إسرائيل، وسوف تؤثر على القرار الإسرائيلي، فإذا نظرنا للمسألة من البداية فإنه لم يكن من الممكن أن تتمادى إسرائيل لهذه الدرجة لولا الدعم والرضا الأمريكي.

وشدد الوزان على أن أي إضرار بإسرائيل هو إضرار بالمصالح الأمريكية، وحرب غزة طالت مدتها وكثر ضحاياها، والإدارة الأمريكية تسعى اليوم للحفاظ على المصالح، وتلافي أي خسائر متوقعة لبايدن في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

الانتخابات الأمريكية على الأبواب

من ناحيته، قال المحلل السياسي الإماراتي الدكتور جاسم خلفان، إن تصريحات الرئيس بايدن فيما يتعلق بوقف شحنة الأسلحة التي كانت في طريقها لإسرائيل تمثل نوعا من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.

وأضاف خلفان في تصريحات لـ"الدستور"، أن واشنطن أحيانا تبدي شيئا للرأي العام لكن من خلف الكواليس تكون هناك أمورا أخرى، والشاهد أن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانب حكومة نتنياهو منذ السابع من أكتوبر وهو أمر لا أعتقد أنه تغير.

وأشار إلى أن لهجة بايدن التي تحدث بها فيما يتعلق بتعطيل إرسال الأسلحة لـ تل أبيب فهي لدفع النائب الأمريكي ليسمع ما تقوله الإدارة، ودفع الناخبين للتصويت لصالح الرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة.

وتابع أن اجتياح رفح تم رغم كل التحذيرات الدولية، وهي أمور معروفة عن نتنياهو وعناده، وعدم استماعه لأي طرف يريد وقف الحرب، لافتا إلى أن المفاوضات التي ترعاها القاهرة تحتاج إلى تأني.

واستطرد: حماس وافقت على الرؤية المصرية لوقف الحرب، لكن نتنياهو وحكومة الحرب يتجهون عكس الواقع، ولا يعيشون إلا على جملة القضاء على حماس وإبادة الفلسطينيين.

واختتم تصريحاته: نحن أمام حكومة حرب صهيونية تريد التخلص من الفلسطينيين، ولو كانوا يسمعون لرأي العرب والعالم فيما يتعلق بقيام دولة فلسطينية ذات حدود لكانت الأمور وصلت لطريق آخر، لافتا إلى أن الحكومة المتطرفة لا تريد أي شيء يخص فلسطين، وهو ما يترجم استمرار العدوان، إلا إذا قام الشعب الإسرائيلي بإسقاط هذه الحكومة وانتخاب قادة يسعون للصلح والسلام الحقيقي.

انتقد مسئولان إسرائيليان كبيران، الرئيس الأمريكي،  جو بايدن، اليوم الخميس، لتهديده بوقف إمدادات أسلحة معينة لإسرائيل إذا غزت رفح، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

تخييب آمال إسرائيل

وتحدت إسرائيل الاعتراضات الدولية بإرسال دبابات وشن غارات على المناطق الشرقية من رفح، وتدعي أن رفح هي موطن آخر كتائب حماس المتبقية، لكن المدينة الواقعة على الحدود مع مصر مكتظة بالمدنيين الفلسطينيين النازحين.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، للإذاعة العامة في أول رد فعل على تحذير بايدن: هذا بيان صعب ومخيب للآمال للغاية أن نسمعه من رئيس كنا ممتنين له منذ بداية الحرب.

وأضاف إردان، أن تصريحات بايدن ستفسر من قبل أعداء إسرائيل، إيران وحماس وحزب الله، على أنها شيء يمنحهم الأمل في النجاح. وإذا كانت إسرائيل ممنوعة من دخول منطقة مهمة ومركزية مثل رفح فكيف يفترض بنا أن نحقق أهدافنا بالضبط.

العدوان على رفح

ودخلت إسرائيل إلى رفح الثلاثاء بعدما أمرت بإجلاء 110 آلاف مدني فيها، وشنت غارات جوية على أهداف على أطراف المدينة، وأرسلت دبابات واستولت على معبر رفح الحدودي من الجهة الفلسطينية، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها عملية محدودة.