رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقرب "أصدقاء إسرائيل" يرفض عملية رفح.. أمريكا ضد "جنون نتنياهو وحلفه"

رفح
رفح

يراقب المجتمع الدولي، وأصدقاء إسرائيل، الدولة الصهيونية عن كثب، وأصبحوا أكثر انتقادًا سرًا وعلانيًا لتكتيكاتها في غزة، خاصة فيما يتعلق بنيتها شن عملية عسكرية برية في رفح المكتظة بسكان القطاع النازحين، الذين يقدرعددهم بنحو 1.4 مليون فلسطيني.

ومن الممكن أن تؤدي المعارك البرية في رفح إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.. في هذا الإطار يلقي "الدستور" الضوء على أبرز تعليقات الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا، في ضوء أوامر الإجلاء الإسرائيلية لسكان رفح، وإبلاغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، واشنطن بأن حماس لم تترك لإسرائيل أي خيار سوى بدء هجومها على رفح.

 

الولايات المتحدة الأمريكية

خلال محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، الليلة الماضية، شدد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على ضرورة أن تتضمن أي عملية عسكرية في رفح خطة لإجلاء المدنيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية، حسب نص المحادثة التي قدمها البنتاجون.

ويوم السبت، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن هجوم إسرائيل على رفح الفلسطينية سيتسبب فى أضرار تتجاوز ما هو مقبول. ولفت إلى أن إسرائيل لم تقدم خطة لحماية المدنيين.

وكان "بلينكن" قد زار إسرائيل وأجرى محادثة "صعبة" مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن عملية رفح، حسبما قال مصدران مطلعان على الاجتماع. وقال بلينكن، لنتنياهو، خلال اجتماعهما، إن "عملية عسكرية كبيرة" في رفح ستؤدي إلى معارضة الولايات المتحدة علنًا لها وستؤثر سلبًا على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وبعد يوم واحد، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين، إن القادة الإسرائيليين يدركون أن الرئيس بايدن "مخلص" عندما يتحدث عن إمكانية إجراء تغييرات في السياسة الأمريكية فيما يتعلق بحرب غزة "إذا مضوا قدما في عملية برية ما في رفح.. لا يأخذ في الاعتبار اللاجئين".

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، في مؤتمر لصحيفة "فاينانشيال تايمز" في واشنطن يوم السبت: "إن إدارة بايدن أوضحت لإسرائيل أن الطريقة التي ستنفذ بها عملية في رفح ستؤثر على السياسة الأمريكية تجاه حرب غزة".

الاتحاد الأوروبى

من جانبه، قال كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين، إن أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين في رفح تنذر بالأسوأ والمزيد من الحرب والمجاعة. وهذا أمر غير مقبول.

وأضاف بوريل عبر منصة "إكس": "يجب على إسرائيل أن تتخلى عن الهجوم البري وتنفذ (قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة) رقم 2728. ويمكن للاتحاد الأوروبي، مع المجتمع الدولي، ويجب عليهما ذلك، التحرك لمنع مثل هذا السيناريو".

وسبق أن أعرب بوريل عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء خطط حكومة نتنياهو بشن عملية برية في رفح، وطالبها بعدم تنفيذ هذا الاجتياح، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل، ويمنع توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.

المملكة المتحدة

وانضمت المملكة المتحدة إلى حلفائها الآخرين في الضغط على إسرائيل لتجنب شن هجوم بري في رفح. وفي رسالة إلى لجنة الشئون الخارجية حول ضوابط تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في الثلث الأخير من فبراير، قال ديفيد كاميرون، وزير الخارجية، إنه "لا يستطيع أن يرى كيف يمكن أن يستمر الهجوم في رفح دون الإضرار بالمدنيين وتدمير المنازل".

وفي مجلس العموم، أكد وزير الخارجية البريطاني، أندرو ميتشل، أن الهجوم على رفح يمثل خطًا أحمر بالنسبة لحكومة المملكة المتحدة، وقال للنواب: إن المملكة المتحدة تحث الحكومة الإسرائيلية على عدم شن هجوم يمكن أن يكون له "عواقب مدمرة".

فرنسا

فيما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا، اليوم، جاء فيه: "تذكّر فرنسا أيضًا بأن التهجير القسري للسكان المدنيين يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".

وفي وقت سابق، أبلغ الرئيس الفرنسي. إيمانويل ماكرون، نتنياهو بأن فرنسا تعارض الهجوم الإسرائيلي على رفح. 

وحسب الإليزيه، أبلغ ماكرون، نتنياهو عن "معارضة فرنسا الصارمة الهجوم الإسرائيلي على رفح، والذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية بحجم جديد، مثل أي تهجير قسري للسكان".

وأضاف ماكرون، في المكالمة، أن العمل العسكري الإسرائيلي "سيشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وسيشكل خطرًا إضافيًا للتصعيد الإقليمي".

مجموعة السبع 

وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع، في 19 أبريل، إنهم ما زالوا يعارضون قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، على أساس أنها ستكون لها عواقب كارثية على السكان المدنيين هناك.

كما انتقد وزراء من إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا العدد "غير المقبول" من المدنيين الذين استشهدوا في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي.

كما انتقدت إسبانيا والبرتغال وأيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا تصرفات إسرائيل. وتجري أيرلندا وأعضاء الاتحاد الأوروبي، الذين يفكرون بنفس الطريقة، محادثات حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الصراع، وفقًا لتقارير إخبارية.

ودعت أيرلندا، الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة علاقاته التجارية الوثيقة مع إسرائيل، على الرغم من أن أي تغيير غير مرجح إلى حد كبير لأنه سيحتاج إلى موافقة جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 27 دولة.

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فاردكار، للبرلمان الأيرلندي، الشهر الماضي: إنه يعتقد أن إسرائيل "أعماها الغضب"، وشكك في أنها تستمع حتى إلى واشنطن.

وأضاف أن هناك خطر حدوث مذبحة في رفح، وأن الهجوم البري سيكون "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بالإضافة إلى جميع الانتهاكات الأخرى للقانون الدولي التي تتحمل إسرائيل المسئولية عنها"، كما أوردت قناة  RTE، وهي صحيفة أيرلندية عامة.