رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهود فردية وجمعيات أهلية.. المصريون مستمرون فى تقديم المساعدات لغزة

مساعدات - أرشيفية
مساعدات - أرشيفية

أكثر من 6 أشهر مرت على الحرب في غزة، ذاق الفلسطينيون فيها الأمرين، وطوال هذه الفترة حاول المصريون، أفرادا قبل المؤسسات والحكومة تقديم يد العون، ليبقى الأشقاء هناك على قيد الحياة، فالجهود التي يقوم بها الجميع على اتساعها وانتشارها لم تف بالوصول إلى تأمين الحد الأدنى من الحاجات لجميع المواطنين هناك وما وصل منها بالفعل أكثر من النصف بقليل.

هذه المواد التي وصلت إلى القطاع ورغم اختلاف الصور والطريق الذي سارت فيه حتى تسلمت يد بيد لكن من يحتاج إليها، كانت لها رحلة شاقة بدايتها في مصر، وقوامها مصريون مخلصون لا مصلحة لهم سوى إنقاذ أرواح بريئة من الموت جوعًا في ظل الحرب.

يسرية جمال، شابة مصرية استطاعت من خلال صفحتها الشخصية على فيسبوك وعلى الرغم من أن قوام صفحتها لا يزيد على 800 شخص فإنها تمكنت من جمع مبالغ مالية في صورة تبرعات للأشقاء في فلسطين والأهم أنها وصلت جميعها بالفعل.

تقول يسرية لـ"الدستور" إنها لم ترغب في سلك الطرق السهلة بوقوف المساعدات العينية على الباب تنتظر صك المرور، مع خطورة السطو عليها، أو وصولها سليمة لتكون في النهاية بمثابة كمائن، يصل الفلسطيني إليها ليحصل على لقمة خبز يعود إلى أهله أشلاء، بعد أن استهدف العدو أماكن توزيع المساعدات.

في شهر رمضان المبارك حاولت جمال، التواصل مع الأشخاص المشهود لهم بالأمانة هناك الذين حازوا بشهرة واسعة وثقة المصريين أيضًا ومن بينهم الشيخ خالد أبوضياء، صاحب مقولة "روح الروح"، والشيخ باهي، صاحب مقولة "يا زلمة كلنا مشاريع شهداء"، ولكن كليهما اعتذر لوجود عدد كبير من الأموال إليهما مكلفين بتقديمها في صورة تبرعات للفلسطينيين خلال شهر رمضان بالتحديد، والخير في رمضان كان كثيرًا إلى الحد الذي جعلهم يتوقفون عن استلام التبرعات وحتى في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار هناك.

هذا الارتفاع يمكن أن نلمسه بصورة كبيرة عندما تمكنت يسرية في النهاية من الوصول إلى شخصين مختلفين للتبرع، وعملت أن سعر عبوتين من الأرز المصري الذي دخل القطاع بالأساس في صورة تبرعات، وقوام الواحدة فيهما 25 كليو تُباع بما يعادل 35000 جنيه مصري.

ويصل سعر الخروف إلى 160 ألف جنيه ولكن لا أحد يقدم على شراء الخراف، فقط يتم الاكتفاء بالأرز والخضار، أو الباذنجان، وفي أفضل الأحوال وأحسنها يتم توزيع المكرونة.

وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي فإن ما يقرب من 1.84 مليون شخص في فلسطين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وأن أربعة من كل خمسة أشخاص منهم يعتمدون على المساعدات الدولية.

على باب المعبر ومنذ الأيام الأولى للحرب، وقفت الشيماء إمام، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبشر، بشاحنتها ضمن المجموعة الأولى التي انتظرت المرور إلى قلب غزة ومساعدة الفلسطينيين العالقين هناك، هذه الشاحنة كانت محملة بالأدوات الطبية والمعقمات ففي الأيام الأولى لم تكن الحاجة إلى الغذاء قد ظهرت بعد.

وأشارت إمام في حديثها لـ"الدستور" إلى أن القافلة الثانية ارتفعت فيها أعداد الأشخاص المتبرعين وأموال التبرعات، ومن ثم ارتفعت أعداد الشاحنات إلى ثلاثة وأربعة وخمسة، مزودة بأكثر الأشياء احياجًا في القطاع ولم يهمل الجانب الخاص باحتياجات السيدات والأطفال والشيوخ من فوط صحية وحفاضات حفاضات لكبار السن.

وأوضحت رئيس مجلس إدارة أبشر أنه لم يكن مسموح بدخول اللحوم لتأكيد إفسادها قبل الوصول إلى أيدي المستحقين لها، ومن ثم تم الاتفاق مع أحد المصانع وتخصيص خط إنتاج كامل للحوم المعلبة التي ترسل إلى القطاع وبداخلها الحد اللازم للفرد من البروتين، وكذلك صمتت العلبة نفسها لتكون صالحة للطهي فيها مع افتراض عدم وجود أواني لطهي اللحم، أرسلت الشيماء آخر قافلة لها في أيام عيد الفطر الماضي، وفي انتظار إرسال أخرى بمساعدات التحالف الوطني الذي يدير الأزمة على أكمل وجه.