رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبات المثقفين 12

الناقد سيد الوكيل: تكنيز الكتب في البيوت لا يفيد أحدا (حوار)

سيد الوكيل بين كتبه
سيد الوكيل بين كتبه

تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم قد تحولت إلى مكتبات يعيشون فيها.

 

وحول مكتبات الكُتاب، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور، يقدم "الدستور" سلسلة حوارات عن مكتبات المثقفين

 

وفي الحلقة الــ 12 من حلقات سلسلة مكتبات المثقفين، يحدثنا الكاتب الناقد سيد الوكيل، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، والكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك.

 

 

ما أول كتاب اشتريته؟

 

قبل أن أعرف شراء الكتب، كنت أحرص على شراء مجلتي سمير وميكي، كان فيها صفحة خاصة بالشعر باسم سمير عبد الباقي، فوقعت في غرام الشعر، وظننت أنه سمير عبد الباقي هذا صاحب مجلة سمير. وبدأت أكتب الشعر في كراسة، بالطبع كنت أقلده، وذات يوم وقعت على كتاب للشاعر محمود حسن إسماعيل، وكان هذا أول كتاب اشتريه، فأسهم في تطور علاقتي بالشعر، وما زلت اقرأه وأقف على أسراره وأكتب عنه، ولكني لا أكتبه. وبعد أكثر من 25 عاما على الأقل التقيت الأستاذ سمير عبد الباقي في أتيليه القاهرة، ظننت أنه مجرد تشابه أسماء، وحكيت له قصتي مع مجلة سمير فدمعت عيناه، وأخبرني أنه الذي كان يكتب الشعر في مجلة سمير، وأن فرح بكلامي هذا، دهشت وقبلت رأسه، وربت عليه.هذه واقعة لن أنساها.

 

ما أهم الكتب في مكتبتك؟

 

طبعا كتب محفوظ، ويحيى حقي. وأيضا كتب أمين معلوف، ورواية البومة العمياء لصادق هدايت، ورواية الأشياء تتداعى لتشينو اتشيبي، والحارس في حقل الشوفان لسالينجر، واسم الوردة لإمبرتو إيكو، والعطر لباتريك زوسيكند ومن أقدم الكتب التي تعلقت بها وما زلت احتفظ بها رواية  “سنوحي المصري”  لمايكا وولتاري، وهذا الكتاب أغراني بتجميع كتب سليم حسن وثروت عكاشة عن المصريات وطبعا أحتفظ بكتبي التي أصدرتها.

 

 

ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟

 

جزئين من كتاب (الفن المصري القديم) لثروت عكاشة، واحتفظ بهما ليس فقط لقيمتها المعرفية، بل لأنهما طبعتين نادرتين وملونتين تستعرضان ثروة من الفنون المصرية القديمة، والطريف أني لم أشتريهما، ولكني وجدتهما في كومة من الكتب، يحاول أمين مكتبة كلية العلوم بجامعة عين شمس أن يتخلص منها أثناء الجرد السنوي للمكتبة، ولما سألته لماذا تلقى بهذين الكتابين، قال ببساطة: "لأنهم مش عهدة".

 

ما الكتاب الذي لديك منه أكثر من نسخة؟

 

بالطبع احتفظ بنسخ من كتبي، ولدي نسخة واحدة فقط من كتابي (أيام هند، وأفضية الذات) وهما من أقدم ما صدر لي، وأتعشم أن أتمكن من إعادة طبعهما ولكني عانيت من دور النشر، وأفكر أن أحول كل كتبي لبي دي أف وأطلقها على الإنترنت.

 

هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك؟

 

نعم.. فكرت في هذا كثيرا، ولكني كنت مترددا، خصوصا عندما أتذكر أمين مكتبة جامعة عين شمس وما فعله، ومع ذلك تبرعت بما اعتبرته فائضا عن الحاجة، ولكن تبقى مئات الكتب، لم أتجرأ على التخلص منها، كما أني لم أعد اقرأ كتبا ورقية، حتى لو أهداني أحد الأصدقاء كتابا، أقول له أرسله لي “بي دي أف” أو “وورد”. عيني تتعب من قراءة الورق، لكن الإليكتروني أعرضه على شاشة كبيرة واقرأ براحتي.. كان عندي مكتبتين كبيرتين، وزعتهما على ابنتي وابني واحتفظت بما يهمني فقط في مكتبة صغيرة. والآن لدي مكتبة رقمية تحتوى أكثر من ألفي كتابا متنوعا..

 

ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟

 

ربما تمنيت هذا في الماضي، أما الآن فرأسي مكتظة بالكتب، ولدي سبع كتب أعكف على الانتهاء منها، وقد انتهيت بالفعل من كتابين، الأول بعنوان (حدود النقد وطموح الإبداع) وقد صدر عن دار الحكمة، والثاني عن توظيف المكان في الرواية، وأنا على وشك الانتهاء منه.

 

هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

 

أعتقد أن هذا يحدث مع الجميع، ولدي عشرات الكتب لم أفتحها بعد، ربما لأن التجربة الطويلة مع القراءة، وصلت بي إلى حد الإشباع، حتى أن دماغي أصبح يفكر ويصل إلى أفكار جديدة وحده.

 

 

هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

 

لم أعد في حاجة إلى هذا، لكن أحيانا أجد كتابا يتناسب مع موضوع أعمل عليه، ويفيدني في كتبي التي أعكف على كتابتها الآن ومقالاتي النقدية التي احتفظ بها على الكمبيوتر فحسب، وأنشرها على صفحتي وموقع صدى ذاكرة القصة المصرية.

 

 

هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟

 

نعم.. أعير الكتب التي قرأتها وانتهيت منها، ولا أفكر في استعادتها، وبطبيعة الحال فالبعض يرجعها، والبعض لا يفعل ذلك، ولكني لا أبالي. أنا أؤمن بضروة التفاعل المعرفي بين المثقفين، وطالما أنا انتهيت من قراءة كتاب ما، فالأولى أن يذهب لمثقف آخر، فتكنيز الكتب في البيوت لا يفيد أحدا.. في النهاية سنترك كل هذا ونرحل.