رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يحيى مات".. طلعت شاهين يحكي قصة رسالة وحيدة من الأبنودي

يحيي الطاهر عبدالله
يحيي الطاهر عبدالله

صداقة وطيدة جمعت بين المترجم الكبير طلعت شاهين وبين القاص الكبير يحيي الطاهر عبدالله والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ويقول عنها شاهين “كانت لي معه ذكريات شخصية منها أنه شاركني غرفتي بشارع شيكولاني بشبرا مصر لثلاثة أشهر، وكان آخر لقاء بيننا في أوائل صيف عام 1980 قبل سفري إلى إسبانيا بأسابيع قليلة لتصفية خلاف (عادي ومتكرر) بينه وبين الشاعر أمل دنقل”.

وكتب شاهين، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "في إسبانيا وفي يوم من الأيام تلقيت الرسالة الوحيدة التي كتبها لي الراحل المبدع عبد الرحمن الأبنودي، وكانت مفاجأة لي لأنها كانت الأولى بل والأخيرة التي يكتبها لي لأننا لم نكن نتبادل الرسائل، سعدت بالجواب البريدي ولكني عندما فتحته وجدت فيه ثلاثة أسطر فقط:

"عزيزي طلعت

يحيى مات...

لا تحزن لأن الحزن في الغربة يولد الجنون.. عبد الرحمن".

كانت إجابتي هذه القصيدة المنشورة في ديوان "كتاب العشق والدم" وأعتقد أن أسماء ابنته لم تقرأها من قبل رغم انها تحمل عنوان إحدى قصص يحيى الطاهر عبد الله "جبل الشاي الأخضر".

جبل الشاي الأخضر

إلى يحيى الطاهر عبد الله

"حزينةُ" تلقم كوزَ الشاي

تحلبُ حزنَ القلب

وهناك على البعد

ترقبُ حرفًا

تكتُبهُ بلونِ الجمرِ القاتم

بين الأعمدةِ الفرعونية

  ***

في عينيك

يهيمُ الليلُ

ينزفُ في القلبِ بحيراتٍ

سَبَحتْ فيها

            زوجاتُ الفرعون

تاركةً حزنَ الشعبِ على الأبواب

النخلُ الطيبُ

           طاولَ وجهَ الليل

ينسجُ فيه ظلالَ الجدِ الجالسِ

يتحدى الزمنَ "المكتوب"

يرقبُ خطواتِ الطفل

***

"يحيى"...

تتجاذبهُ رائحةُ الموت

وقطارُ الأحرف

ينسجُ فوقَ اللوح

حروفًا تتلظى بالنار،

تتفجرُ من قلبِ الجسدِ الناحل،

حاملةً صوتَ الجد

 وتوابيتَ المعبد.