رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مثل هذا اليوم.. لماذا هرب على بك الكبير من مصر أثناء حكم الدولة العثمانية؟

على بك الكبير
على بك الكبير

في مثل هذا اليوم؛ هرب على بك الكبير من مصر إلى الشام أثناء حكم الدولة العثمانية بعد فشل حركته في الخروج عليهم.. ما الذى دفعه للقيام بذلك؟ وما تكوينه وهو مثل غيره من آلاف المماليك يُشترون صغارًا ويُجلبون إلى تركيا حيث يعتنقون الإسلام، ويخضعون لتربية عسكرية صارمة، ويبدأون رحلتهم في الصعود إلى النفوذ والسيطرة.

بالنظر إلى تكوين على بك الكبير؛ يكشف المؤرخ الأوروبي ستافرو لانسبان وكان معاصرًا وملاصقًا له، أنه ابن قسيس رومي أرثوذكسي من قرية أماسيا في الأناضول، وأنه ولد في سنة "1140 هـ - 1728 م" ثم خطفه في الثالثة عشرة من عمره، وبيع في القاهرة للأمير إبراهيم كتخدا، وبدأت معه رحلة التعليم والتدريب التي يمر بها المماليك، لما توفي أستاذه إبراهيم كتخدا سنة "1167 هـ - 1754 م" خلفه في مناصبه.

ومع الضعف الذي ساد الدولة في القرن "الثاني عشر الهجري- الثامن عشر الميلادي" ظهر عدد من زعماء المماليك الذين كانوا يتولون منصب شيخ البلد "أي حاكم" القاهرة وكان هذا المنصب أعلى المناصب التي يتقلدها المماليك البكوات، وكان لا يعتليه إلا أكثرهم عصبية وأشدهم بأسا، وأوفرهم جندا، وكان أبرزهم في هذه الفترة علي بك الكبير.

وفي سنة 1763 م اعتلى على بك الكبير كرسي مشيخة البلد بالقاهرة، لكنه لم ينجح في الاحتفاظ بمنصبه وأجبره خصومه على الفرار من القاهرة إلى الصعيد تارة وإلى الحجاز تارة وإلى الشام تارة أخرى؛ إلا أنه عاد لمنصبه مرة أخرى، الدولة العثمانية في حربها مع روسيا، ولم تكن نتائجها في صالح العثمانيين الذين منوا بخسائر فادحة، فاستصدر أمرا من الديوان بعزل الوالي العثماني، وتولى هو منصب القائمقام بدلًا من الوالي المخلوع، وذلك في "غرة شعبان 1182 هـ - 11 من ديسمبر 1768 م".

لماذا هرب علي بك الكبير من مصر إلى الشام أثناء حكم الدولة العثمانية؟

بحسب المراجع التاريخية فإن كلمة السر وراء هرب على بك الكبير تعود إلى فرصة انشغال الدولة العثمانية في حربها مع روسيا، والتي لم تكن نتائجها في صالح العثمانيين الذين منوا بخسائر فادحة، فاستصدر أمرا من الديوان بعزل الوالي العثماني، وتولى هو منصب القائمقام بدلًا من الوالي المخلوع، وذلك في "غرة شعبان 1182 هـ - 11 من ديسمبر 1768 م".

وعندما نجح على بك الكبير في أن يسيطر على أحوال مصر، في الوجهين البحري والقبلي، وأن يقضي على الفتن هناك ويضرب بيد من حديد على الخارجين عليه في الشرقية والقليوبية والبحيرة، ثم قضى على نفوذ شيخ العرب همام بن يوسف الهواري زعيم الصعيد، وكان يلجأ إليه كثير من منافسي علي بك الكبير طالبين حمايته وإمدادهم بالمال والسلاح، ولم يلبث أن توفي شيخ العرب همام وزالت دولته من بلاد الصعيد كأن لم تكن، وخلصت مصر بوجهيها البحري والقبلي لعلي بك وأتباعه.

مع اعتماد على بك الكبير على أحد رجاله محمد بك أبو الدهب والذى تمكن من تحقيق انتصارات داخل وخارج مصر بدأ في محاربة سيده على بك الكبير والالتجاء إلى صديقه ظاهر العمر ومعه ثروته الضخمة وسبعة آلاف من فرسانه ومشاته، وبدأ في تنظيم قواته والاتصال بقائد الأسطول الروسي الذي راح يمنيه بقرب وصول المساعدات، لكن هذه الوعود تمخضت عن ثلاثة مدافع وبضعة ضباط وعدد من البنادق.

وعندما وصل على بك الكبير الصالحية بالشرقية، التقى بجيش أبي الدهب في "15 من صفر 1187 هـ - 26 أبريل 1773 م" في معركة كان النصر فيها حليف الأخير، وأصيب علي بك في هذه المعركة بجراح، ونقل إلى القاهرة، حيث قدم له مملوكه أبو الدهب الرعاية الطبية، لكن ذلك لم يغنِ عن الأمر شيئًا فلقي ربه في "25 صفر 1187 هـ- 8 من مايو 1773م".