رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى مريم المصرية

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى مريم المصرية التي يحتفل بتذكارها أيضاً، في الأحد الخامس من الصوم. 

وعاشت مريم المصرية في براري الأردن، منقطعة إلى الله بالصلاة وإماتة الجسد، في أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس. وهي مثال الرجوع إلى الله بعد الخطيئة، والتنقية بالتوبة والتكفير.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة البيزنطية عظة احتفالية قالت فيها: 

"لقد كان يوحنّا الصوت، لكن "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة". كان يوحنّا صوتًا لزمنٍ محدّد؛ أمّا الرّب يسوع المسيح، فهو الكلمة منذ البدء، الكلمة الأزليّ. إن أُزيلَت الكلمة، ماذا ينفع الصوت؟ حيث لا يمكن فهم أيّ شيء، يكون هنالك ضجيجٌ فارغٌ. الصوت بدون الكلمة يزعج الأُذن ولا يبني القلب. مع ذلك، اكتشفوا كيف تترابط الأشياء في قلبنا فيما الذي ينبغي بناؤه. إن فكّرتُ فيما يجب أن أقوله، هذا يعني أنّ الكلمة أصبحت موجودة في قلبي؛ لكن عندما أودّ أن أكلّمك، أبحث كيف يمكنني أن أُدخِلَ إلى قلبك ما هو موجودٌ في قلبي. 

فإذا بحثتُ عن وسيلة تسمح للكلمة التي في قلبي من أن تتلاقى معكَ وتترسّخ في قلبكَ، أستعمل الصوت، وبهذا الصوت أكلّمكَ: هذا الصوت يوصلُ إليك الفكرة المتضمّنة في الكلمة. إذًا، صحيح أنّ الصوت يتبدّد؛ لكنّ الكلمة التي أوصلَها الصوت إليكَ أصبحَت الآن في قلبك بدون أن تتركَ قلبي.

حين تصل الكلمة إليكَ، أليس هو الصوت الذي بدا وكأنّه يقول مثل يوحنّا المعمدان: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" . تردّدَ دويّ الصوت كي يُتمّمَ مسعاه، ومن ثم اختفى قائلاً: "هُوذا فَرَحي قد تَمَّ" فلنحفظ إذاً الكلمة؛ ولا ندع الكلمة تتبدّد، تلك الكلمة التي كُوِّنَت في أعماق قلبنا.