رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى هدنة الحرب فى غزة يغتالها العناد الإسرائيلى

وسط ضبابية المواقف بين وسطاء جولة المفاوضات فى الدوحة بمشاركة أمريكية ومصرية وقطرية، إضافة إلى وفد دولة الاحتلال الإسرائيلى، ومع إصرار السفاح نتنياهو وجيش حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، على تصعيد عدوانها وإبادتها للمدنيين، سكان قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، قال الاحتلال الإسرائيلى إنه تم اعتقال وتوقيف أكثر من 800 شخص وقتل 170 فلسطينيًا بمجمع الشفاء الطبى ومحيطه بمدينة غزة، مع رفع مستوى التهديد بقصف وهدم وتدمير مجمع الشفاء على من فيه من المرضى وجرحى الحرب، ومن معهم من الكوادر الطبية.

* التسريبات المتضاربة تهدد المفاوضات
كشفت مصادر عن رد الاحتلال الإسرائيلى، على صفقة تبادل الأسرى، وجاء فيه:
يأتى ذلك، وفق التسريبات المتضاربة من العاصمة القطرية الدوحة، مع ما يبدو أنه «عرض دولة الاحتلال» بعودة مقيدة لـ٢٠٠٠ نازح يوميًا لشمال القطاع بعد أسبوعين من بدء التنفيذ، كما قدم نقاطًا مفصلة فيما يتعلق بتبادل الأسرى وشروط وقف العمليات.
إطار الاتفاق، إذا كان واضحًا، يقف على 3 مراحل، تختلط بينها ردود الأفعال الإسرائيلية، مع رد حركة حماس، وهى حسب التسريبات المتباينة:
* 1:
اشترط الإفراج فى المرحلة الأولى عن ٤٠ أسيرًا إسرائيليًا حيًا من كل الفئات.
*2:
رفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط.
*3:
الحق فى إبعاد أسرى الأحكام المؤبدة الذين سيفرج عنهم وفق الصفقة إلى خارج فلسطين، وطلبت مقابل الإفراج عن أسرى أُعيد اعتقالهم من صفقة شاليط الإفراج عن الجنديين جولدن وآرون.
*4:
رفض الاحتلال الإسرائيلى طلب حماس بالإفراج عن 30 من أصحاب المؤبدات مقابل كل مجندة وعرضت فقط 5 هى من تحددهم.
وفى تحليل ذلك، نقلت مصادر لقناة «الجزيرة» أن: الرد الإسرائيلى، قدم للوسطاء: برفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط. وأضافت: «إسرائيل اشترطت الإفراج فى المرحلة الأولى عن 40 أسيرًا إسرائيليًا حيًا من كل الفئات».
يبدو أن حركة حماس قالت إن موقف دولة الاحتلال، الذى تم نقله عبر الوسطاء الأمريكان والقطريين والمصريين، كان سلبيًا جدًا ويهدف لعرقلة الاتفاق، وهو ما يتعارض مع ما قيل إنه «عرض أمريكى»، يصطدم مع تعنت وتعقيدات إسرائيلية حول مفاصل تنظم عملية التوصل إلى اتفاق الهدنة، وليس وقفًا للحرب. 
*
لا يمكن التكهن بمجريات المفاوضات الصعبة، التى اصطدمت برفض قرار مجلس الأمن الدولى، الداعى إلى وقف الحرب، بالطريقة التى عرضتها فى نص القرار الولايات المتحدة الأمريكية، ولقى الفيتو الروسى والصينى، ورفض الجزائر، من هنا، يعيد الوضع حقيقة أن نوايا ورغبات الأطراف فى مفاوضات الدوحة تجعل محادثات الهدنة وتبادل الأسرى بين حركة حماس ودولة الاحتلال صعبة وقد لا تصل إلى تحقيق اختراق حقيقى، الوصف الأمريكى للتفاوض، وسط استمرار مساعى التفاوض فى الدوحة، التى بدأت السبت بحضور وفد إسرائيلى يدعى أنه يحمل صلاحيات واسعة غير محددة، رغم أن مرجعيتها السفاح نتنياهو وموافقة حكومة الحرب، الكابينت.
الإعلام الإسرائيلى، عبر هيئة البث العام، نقل ان «أجواء من التفاؤل» تسود فى الدوحة، وقالت فى تصورات استباقية لطبيعة مسار التفاوض بين الأطراف الوسطاء، وإن الأمور تراوح بين عدة مسائل جوهرية منها:
* أولًا:
المفاوضون يسعون إلى التوصل لحل مسألة عودة أهالى شمالى قطاع غزة إلى المناطق التى نزحوا منها، وهى إحدى القضايا الخلافية المركزية فى المحادثات، بين حركة حماس والوفد الإسرائيلى الأمريكى، عبر الوسطاء.
* ثانيًا:
واشنطن طرحت تسوية فى محاولة للتوصل إلى حل وسط بين عدد الأسرى الذى تطالب به حركة حماس والعدد الذى تعرضه إسرائيل خلال محادثات الدوحة.
وكانت القناة «12» حللت الموقف الأمريكى بالقول: «الأمريكيون طرحوا على الطاولة مقترحًا للتسوية يتعلق بمفاتيح الإفراج، أى النسبة بين عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. ردت إسرائيل بشكل إيجابى على الاقتراح الأمريكى، وهى الآن تنتظر رد حماس».
* ثالثًا:
مداولات أمنية ستُعقد فى تل أبيب لاحقًا، فى حال تعقد أو اختلاف وجهات النظر، لاتخاذ قرار بشأن إبقاء الوفد المفاوض فى قطر أو استدعائه.
فى ذات الوقت حمّل القيادى فى حركة حماس محمود المرداوى، السفاح نتنياهو مسئولية إفشال التفاوض حول صفقة تبادل أسرى.
* رابعًا:
فى إطار تشاورى، حددت المسائل الخلفية مدار البحث فى المفاوضات هى: عودة النازحين إلى شمالى قطاع غزة، هوية الأسرى الذين ستشملهم صفقة التبادل، انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وتقديم ضمانات لإنهاء الحرب.


* طبيعة وشخصيات الوفود الوسطاء
يترأس رئيس «الموساد» ديفيد برنياع الوفد الإسرائيلى، ويدير التفاوض عبر الوسطاء عن الجانب الأمريكى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» ويليام بيرنز، وعن قطر رئيس الوزراء القطرى وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، وعن مصر رئيس جهاز المخابرات المصرى عباس كامل.
عمليًا، مصادر أمريكية وغربية تشير بشكل مبدئى إلى أن المفاوضات، برغم حساسيتها الأمنية، تتقدم؛ وهناك الكثير من نقاط الاختلاف بين الطرفين، وأن جهود الوسطاء تضغط نحو اتفاق هدنة قد تصل مدته لأكثر من شهر ونصف الشهر، دون إيضاح المسألة إيقاف الحرب، وفى أى مرحلة يجرى خلالها الإفراج عن نحو 40 محتجزًا من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين فى سجون إسرائيل، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما رفضت إسرائيل الالتزام بإنهاء الحرب، ورفضت الانسحاب من شارعى صلاح الدين والرشيد لتمكين النازحين من العودة إلى شمال القطاع، كما رفضت مطالب متعلقة بعدد الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد الذين يجب إطلاق سراحهم مقابل 5 مجندات.
بالطبع، يتوقع أن تظهر نتائج مفاوضات الدوحة، حسب مصادر دبلوماسية غربية، لـ«الدستور» قبل منتصف الأسبوع، وقبل سفر الوفد الحكومى الإسرائيلى إلى واشنطن، بشأن وضع وخطط السفاح نتنياهو فى المراحل القادمة، التى يهدد خلالها باجتياح رفح، وبالتالى، إبادة أكثر من مليون لاجئ من القطاع، وإجراء خطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مهددًا المنطقة بالمزيد من التصعيد العسكرى والأمنى المفتوح دون قيود.