جيروزاليم بوست
أزمة تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال يهدد بثورة محتملة في إسرائيل
اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن التهديد برحيل جماعي لليهود المتدينيين (الحريديم)، قد لا يكون تهديدا فارغا ويجب ألا يكون مقبولا، لأنه قد يشكل ثورة محتملة في الدولة الصهيونية.
وكان الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل يتسحاق يوسف، هدد يوم السبت، بمغادرة اليهود المتدينين البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية، وقال "إنه إذا ما قامت الدولة على إجبار اليهود المتدينين على الخدمة العسكرية "فإننا سنهاجر من إسرائيل".
تهديدات الحاخام يوسف تثير أسئلة مهمة حول الحرية الدينية والأمن القومي
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إن تهديدات الحاخام يوسف التي أثارت الجدل في إسرائيل، تثير أسئلة مهمة حول الحرية الدينية والأمن القومي في دولة إسرائيل وتشكل ثورة محتملة للأمة".
وأضافت: "أن النقاش المستمر حول التجنيد الإجباري للحريديم والتهديدات بمغادرة البلاد، إذا كانت كاذبة، فهي في نهاية المطاف تمثل "لفتة قاسية" لأنه إذا كانت حقيقيين، فقد أخطأوا في تفسير كلمة الله".
وتابعت: "أن هذا أمر فظيع. فالدفاع عن إسرائيل يساوي وجود إسرائيل، وتعليقات الحاخام لا ترفض هذه الحقيقة فحسب، بل إنها تهين أولئك الذين يكافحون للدفاع عن بلدهم، سواء في الخدمة الإلزامية أو الاحتياط".
المساهمات الروحية لليهود المتدينيين
وأشارت "جيروليزم بوست" إلى أنه الحاخام يوسف شكك في تقدير المجتمع العلماني للمساهمات الروحية في الأمن القومي، وسلط الضوء على التقليل من قيمة المدارس الدينية والجامعات.
وقالت: "إنه اقترح، كما قال العديد من رجال الدين من قبله، أن قيمة إسرائيل مستمدة فقط من إيمانهم، مما يلغي تمامًا أي فضائل تتجاوز اليهودية، سواء بشكل مباشر في الدفاع عن الدولة أو عن طريق الشخصية وحدها".
ونوهت بأن تعليقات يوسف تعكس أيضًا المشاعر التي أعرب عنها سابقًا داخل المجتمع الحريدي من قبل والده الراحل، الحاخام الرئيسي السابق عوفاديا يوسف، الذي أشار في عام 2013 إلى أن الحريديم قد يغادرون إذا أجبروا على الخدمة.
أوامر مشروطة تتحدى سياسات الحكومة بشأن تجنيد الطلاب الدينيين الحريديم
في أواخر فبراير، أصدرت محكمة العدل العليا في إسرائيل، أوامر مشروطة تتحدى سياسات الحكومة بشأن تجنيد الطلاب الدينيين الحريديم.
وتطالب الأوامر الحكومة بإلغاء قرار بعدم تجنيد طلاب المدارس الدينية بحلول 24 مارس، حتى يتم سن قانون جديد بحلول 31 مارس. بالإضافة إلى ذلك، في 24 مارس، يجب على الحكومة أن تشرح فشلها في تجنيد الطلاب.
وتطالب المحكمة كذلك بتفسير بحلول 31 مارس لاستمرار وزارة التعليم في تمويل مؤسسات التوراة على الرغم من عدم تأجيل الخدمة العسكرية للطلاب بشكل قانوني.
لابيد: إهانة وعار لجنود الجيش الإسرائيلي
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قال تعليقا على تهديدات الحاخام يوسف: إن "كلماته إهانة وعار لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن البلاد. يوسف موظف ويتقاضى أجرًا من الدولة. لا يمكنه تهديد الدولة".
وانتقد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، إعفاء الحريديم من الخدمة الوطنية عدة مرات في الأسبوع الماضي.
وشدد على أهمية توسيع قطاعات السكان الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش ويؤدون الخدمة الوطنية.
وقال: إن هذه الشمولية ضرورية لاستبدال الجنود الذين سقطوا في الحرب، وشدد على أن الوحدة الوطنية لن تستمر إلا إذا شاركت جميع شرائح السكان، بما في ذلك الحريديم، في الخدمة العسكرية أو الوطنية.
