رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المغرب: مخططات تهجير الفلسطينيين تزج المنطقة فى دوامة لا متناهية من الفوضى

ناصر بوريطة
ناصر بوريطة

قال وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء، إن أحداث غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، فرضت في المنطقة تحديات حقيقية ومصيرية على الأمن القومي العربي بمختلف تجلياته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستدعت متابعة مستمرة من مجلس وزراء العرب بمستوياته الثلاثة على مدى خمسة أشهر، لتدارس سبل التحرك السياسي والدبلوماسي لوقف دوامة العنف وتحقيق السلام والأمن، واحتواء مخاطر القضاء على ما تبقى من آمال للتعايش السلمي في المنطقة.  

وأضاف بوريطة في كلمته بالمجلس العربي الوزاري 161: "في هذا الإطار، دعت المملكة المغربية بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصـره الله، وبتنسيق مع أشقائنا في دولة فلسطين، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بتاريخ 11 أكتوبر 2023، شددنا فيه على ضرورة وقف إطلاق النَّار وتجنب استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ومنع محاولات التهجير القسري".

اقرا ايضًا: أبوالغيط: ما يحدث فى غزة عار على البشرية ومجازر متعمدة

ولفت إلى أنها نفس الأولويات التي جدد القادة التأكيد عليها في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية، بالرياض بتاريخ 11 نونبر 2023، إلا أن التعنت الإسرائيلي، الموسوم بدافع الانتقام، وفشل مجلس الأمن، حالا دون تحقيق تلك الأولويات.

وتابع وزير خارجية المغرب: "إن إمعان إسرائيل في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بفرضها حصارًا كاملًا على قطاع غزة يشمل قطع المياه وحظر دخول الغذاء والوقود والأدوية، فضلًا عن إقدام قواتها البرية بالتوغل داخل القطاع، أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، استوجبت تحركًا عربيًا ودوليًا عاجلًا من أصحاب الضمائر الحية، للتخفيف من وطأة ذلك الحصار على سكان غزة، فكان من الطبيعي أن تبادر المملكة المغربية، إلى إرسال كميات مهمة من المساعدات الإنسانية العاجلة شملت مستلزمات غذائية وطبية"، مقدمًا الشكر للدولة المصرية على تكفلها بإدخال المساعدات عبر معبر رفح.

السلام الحل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة

أردف: "مخطئ من يعتقد بأن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط سيتحقق عبر الحلول العسكرية أو مخططات تهجير الفلسطينيين، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تكريس نزعة الاستعداء والانتقام والتطرف، والزّج بالمنطقة في دوامة لا متناهية من الفوضى والعنف"، مؤكدًا أن السلام سيبقى هو الخيار الاستراتيجي لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها.

وأشار إلى أنه ومن هذا المنطلق، تم التأكيد خلال الدورة 160 لمجلسنا الموقر على ضرورة الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تنطلق منه عملية سلام حقيقية ذات مصداقية ضمن إطار زمني محدد وبضمانات دولية.

وقال بوريطة: "لقد أفرزت الحرب على غزة بآثارها الإنسانية الوخيمة على الشعب الفلسطيني الشقيق، تداعيات سلبية على أمن الملاحة في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية العالمية، وأضحت تنذر بالانزلاق نحو توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، وفتح المجال أمام دول معروفة بتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية ودعمها للحركات الإرهابية والانفصالية، للتمادي في سلوكياتها بانتهاك سيادة الدول العربية لتصفية الحسابات وتحقيق مكاسب إقليمية مزعومة".