رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عطا الله حنا: لا يجوز الصمت أمام هول المأساة المروعة فى غزة

المطران عطالله
المطران عطالله

قال المطران عطا الله حنا،  رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم، إن حالة الصمت عند البعض أمام هول المجازر والمآسي المروعة في غزة لا يمكن تفسيرها وتبريرها بأي شكل من الأشكال.
 
وتابع: نتفهم الهواجس الأمنية ومظاهر الملاحقة، ولكن هذا لا يجوز أن يؤدي بالبعض إلى أن يكونوا في حالة خوف وتردد من أن يعبروا عن موقف إنساني بالدرجة الأولى رافض للحرب ومندد بها ومطالبا بوقفها.
 

وأضاف: هناك مسألة إنسانية بالدرجة الأولى إضافة إلى أبعادها الأخرى والصمت أمام معاناة أهلنا في قطاع غزة، إنما هى ظاهرة غير صحية، وهؤلاء الصامتون المتخوفون أقول لهم اكسروا صمتكم وعبروا عن موقفكم، فأهلنا في غزة يستحقون أن نكون إلى جانبهم، وأن نطالب بأن تتوقف الحرب وهذه المأساة المروعة التي يتعرضون لها.
 

وأوضح: خمسة أشهر من الحرب والدمار والدماء والمعاناة، وأضعف الإيمان- وهذا ما أقوله للخائفين والصامتين- الدعاء من أجل أهلكم في غزة، وأضعف الإيمان أن طالبوا بأن يتوقف العدوان حقنا للدماء ووقفا للدمار.
 

وتابع: لم يعد مقبولا أن يكون البعض في حالة صمت بعد كل هذه المآسي الإنسانية، فالواجب الأخلاقي والإنساني والروحي والوطني يدعونا جميعا لكي نقول كلمة حق في هذا الزمن العصيب وهي المطالبة بوقف هذه المأساة المروعة التي تستهدف أهلنا في غزة الأبية.

ولفت إلى أن مجزرة الطحين واستهداف المدنيين الأبرياء وهم ينتظرون بعض المواد الغذائية إنما هى مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم والمجازر المرتكبة بحق شعبنا.
 

وتابع: وما أكثر المظالم التي تعرض لها هذا الشعب منذ النكبة وحتى اليوم، ولكن وبالرغم من كل ذلك سيبقى الفلسطينيون متمسكين بانتمائهم وثوابتهم وقضيتهم العادلة والتي هي أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.
 

وأضاف: المسيحيون في هذه الديار لا يجوز على الإطلاق أن يكونوا حياديين أمام هذه المأساة فالبعض يريدنا أن نكون صامتين دون أن نولي أهمية للاحداث المأساوية الراهنة ولكننا لن نقبل بذلك، ولن نستسلم لهذه المشاريع المشبوهة التي تهدف لجعل المسيحيين متقوقعين ومنعزلين وبعيدين عن هموم وهواجس شعبهم وهم مكون أساسي من مكونات هذا الشعب.
 

وتابع: نحذر من خطورة ما يبث عبر بعض المنصات الإعلامية في وسائل السوشيال ميديا من تحريض وسموم وبث لثقافة الكراهية، وبعض هذه المنصات تستهدف المسيحيين الفلسطينيين بهدف غسل أدمغتهم وتوجيههم  في اتجاهات غير صحيحة وحرف بوصلتهم.
 

واختتم: كم نحن بحاجة إلى الوعي في هذا الزمن، وكم نحن بحاجة إلى الحكمة والرصانة في هذه الحقبة الزمنية العصيبة لكي يتمكن البعض من التمييز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود.