رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية "جواب غرام" لـ أمينة رزق وسر المعجب الولهان

أمينة رزق
أمينة رزق

عرفت الفنانة القديرة أمينة رزق، بصرامتها وجديتها، وحتى أدوارها السينمائية أو المسرحية والتلفزيونية، فترتبط في ذهن المتلقي أو المشاهد بأدوار الأم، أو المرأة المكافحة التي وهبت حياتها على أولادها.

حكايات الرجال في حياة أمينة رزق

روت أمينة رزق لمجلة الكواكب الفنية، بعض من ذكرياتها مع الرجال في حياتها، في عددها 342 والمنشور بتاريخ 18 فبراير 1958. وتستهل حديثها قائلة: “إن ذاكرة حواء تعي عادة ذكريات طريفة من رجال عديدين، أول رجل طارحها الهوي، وأول رجل تقدم إليها بطلب يدها، وأول رجل أمسك بالقلم فكتب لها خطابا غراميا لعباراته لسع الجمر المتقد”.

يوسف وهبي “بوسطجي” الغرام 

وتضيف أمينة رزق عن ذكرياتها مع الرجال في حياتها: وذات يوم، وكنت ممثلة ناشئة في فرقة رمسيس، دخل يوسف وهبي وبين يديه مجموعة من الرسائل وجلس يفضها ويقرأها في انتظار موعد إجراء البروفات، وفجأة توقف عن قراءة إحدي الرسائل، وضحك ضحكته التقليدية، ورفع الرسالة بيده وهو يقول: "جواب لـ أمينة رزق من واحد معجب ولهان".

وشاركه الزملاء والزميلات الضحك، وكنت يومئذ في الثالثة عشرة من عمري، وكانت أمي تصحبني في غدواتي وروحاتي، كانت تأتي معي إلى المسرح وتنتظر انتهائى من العمل لتعود بي إلى البيت، ومضي يوسف وهبي يقرأ الخطاب، وكان كاتبه خبيرا باللغة فملأه بعبارات حارة كلها حب وكلها هيام، وصاحت أمي في غضب: "تعرفي الجدع ده منيني يا بنت؟"، وتطور غضبها فكاد يصل إلي حد الضرب، رغم أنني أقسمت لها أنني لا أعرف هذا الشخص ولم أره في حياتي، وتدخل يوسف وهبي ليخفف من غضبها قائلا إن كل فنانة معرضة لهذا اللون من إعجاب رجال لا تعرفهم ولم ترهم في حياتها.

أمينة رزق في نزهة غرامية بالدراجة

وتمضي أمينة رزق في حديثها: وكان ضمن فرقة رمسيس ممثل شاب دأب على أن يستلفت نظري إليه، ولكنني في الواقع كنت مشغولة بفني، ولم يكن عندي متسع من وقت للحب، كنت أتطلع إلي أدوار البطولة وإثبات وجودي في الفرقة، وتخلفت والدتي ذات يوم عن مصاحبتي إلي المسرح، ووجد الشاب الفرصة السانحة ليعرض على أن يوصلني بدراجته بعد انتهاء العمل، ولا يفوتني أن أسجل هنا أن كل الممثلين كانوا يركبون الدراجات في هذا الزمن، وأخذت الأمر ببساطة وركبت معه علي دراجته، وبالطبع حاول أن يثبت لي مهارته، فكان يحاول أن يسبق السيارات التي كانت قد بدأت تملأ شوارع العاصمة، وفي محاولة كهذه، أنقلبت الدراجة بي وبه، ووجدت نفسي أسقط علي الأرض بينما سقط هو في التراب الذي أفسد أناقة ثيابه، وآثرت أن أكمل الطريق إلي بيتنا علي قدمي خوفا من السقوط بالدراجة مرة ثانية.

لهذا السبب قاطعت أمينة رزق الرجال

وتضيف أمينة رزق: ولذت بفني حتي لم يعد في حياتي متسع لأي طارق، وذات يوم جاءني زميل، أحتفظ بسرية اسمه منعا للإحراج، وقال لي أنه زار شارع الهرم بالأمس وأدهشه أن يجد هناك جنة، فالمطاعم تعزف فيها الموسيقي والجو رائع جميل، ولم أكن قد ذهبت أبدا إلي شارع الهرم وكان حلمي أن أري الأهرام وأبو الهول، ووافقت علي الفور عندما دعاني إلي نزهة في شارع الهرم، وكان الزميل طوال نزهتنا يستعمل الاصطلاحات الإنجليزية ليدلل علي ثقافته الواسعة، ونعمنا بالنزهة ورأيت الأهرام وأبا الهول وقضينا وقتا طيبا مرحا.

على أنني فوجئت بثورة الزميلات في مسرح الفرقة في مساء اليوم نفسه، فقد كن ساخطات علي لأنني خرجت مع رجل غريب عني لا هو قريبي ولا هو خطيبي، ولم يشفع لي أنه أحد الزملاء في الفرقة، وبعدها انقطعت عن تلبية أي دعوة إذا كان الداعي إليها رجلا.