رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك يونان: الحرب المدمرة فُرضت على سكّان الأراضى المقدسة

البطريرك مار اغناطيوس
البطريرك مار اغناطيوس يوسف

احتفل البطريرك ماراغناطيوس يوسف الثالث يونان بـطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الحبري الرسمي، لعيد القديس مار أفرام السرياني وذلك في كاتدرائية مار جرجس التاريخية، في الباشورة ببيروت.

وخلال كلمته، قال البطريرك "نجتمع معًا في هذا اليوم المبارك، لنحتفل معًا بعيد شفيع كنيستنا السريانية وملفان الكنيسة الجامعة، القديس مار أفرام السرياني"، مرحّبًا بحضور الجميع، ولافتًا إلى أنّ "سرورنا يزداد إذ نُحيِي هذا الاحتفال السنوي للمرّة الثانية على التوالي في هذه الكاتدرائية التاريخية العريقة، المسمّاة على اسم القديس جرجس الشهيد العظيم، شفيع العاصمة بيروت العزيزة، هذه الكاتدرائية التي رمّمناها بعدما نالت منها يد التدمير والتخريب، فهُدِمت بالكامل خلال سنوات الحرب المشئومة التي حلّت بلبنان، وبقيت مدمَّرةً لسنوات طويلة، إلى أن أعاننا الرب وأنجزنا إعادة بنائها، محافظين على طابعها الكنسي الأصيل، لتبقى شاهدةً لحضورنا السرياني المتجذّر في عمق لبنان الغالي وفي قلب عاصمته الصامدة". 

كنّارة الروح القدس

 وأشار غبطته إلى أنّ "مار أفرام السرياني الذي أضاء في سماء الكنيسة متلألئًا ببرارته وقداسته، يُعَدُّ بلا منازع أحد أعلام السريان عبر العصور، وقد أُطلِقت عليه تسمية "كنّارة الروح القدس"، ولم يجارِه في هذا اللقب سوى القديس مار يعقوب السروجي في القرن السادس، وكلاهما تتغنّى الكنائس السريانية بكتاباتهما شعرًا ونثرًا، وترنّمها في صلواتها صباحًا ومساءً. ولأهمّية تعاليم مار أفرام وتأثيرها في حياة الكنيسة والمؤمنين، أعلنه قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر عام 1920 ملفانًا للكنيسة الجامعة، بناءً على التماسٍ من سلفنا الأسبق المثلَّث الرحمات البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني رحماني". 

الحرب في الشرق الأوسط

 وتوقّف البطريرك عند "الأوضاع العصيبة التي نتخبّط فيها في لبنان وبلدان عدّة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تسود لغة العنف والحرب والقتل، بدلًا من المحبّة والسلام. فها هي الحرب المدمّرة قد فُرِضَت على سكّان الأراضي المقدسة، ولا سيّما قطاع غزّة، والذين يعانون الأمرَّين ويدفعون ثمن هذه الحرب الظالمة. نجدّد مناشدة جميع المعنيين من حكومات وشعوب، للعمل الجادّ على إحلال السلام والأمان في أرض السلام، بإطلاق سراح جميع الرهائن والوقف الفوري للحرب والعنف، وتأمين المساعدات والمقوّمات الأساسية لحياة السكّان، من إنسانية وطبّية".

 وتناول  الأوضاع الراهنة في لبنان: "نرى أنّ الأعمال العسكرية في المناطق الحدودية في الجنوب تتزايد وتيرتها بصورة تصاعدية مخيفة، منذرةً بحربٍ وشيكةٍ تشمل مناطق لبنانية عدّة، لا سمح الله. إنّنا نهيب بكلّ الجهات المعنيّة، من محلّية وإقليمية، التعالي عن الصغائر والمصالح الشخصية والحزبية لدرء خطر الحرب عن لبنان الذي لم يعد يحتمل".