رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز: قيمة كتاب "عاصمة الخلود" أنه يشرح فترة مهمة من عمر مصر.. والسيسي بعث الروح في مشروع العاصمة الإدارية

 الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز

قال الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة الدستور: "أريد أن أبدأ كلمتي بالشكر لكتاب "عاصمة الخلود" ومؤلفه محمد ابراهيم على إصراره على ظهور الكتاب بهذا الشكل الجميل، ورحلة إعداد الكتاب التي بدأت منذ فترة طويلة وهي الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية أواخر عام ٢٠١٤ حين كان هناك قرار بالعاصمة الإدارية، والحقيقة أن هناك موضوعات ضمنت في هذا الكتاب ونشرت على مدار هذه الأعوام وكانت الموضوعات موزعة في رحلتنا الصحفية معا منذ أن بدأ محمد إبراهيم العمل في جريدة البوابة ثم انتقلنا معا إلى جريدة الدستور أول عام 2017".

وأضاف الباز خلال ندوة مناقشة كتاب "عاصمة الخلود.. حكايات من دفتر الجمهورية الجديدة" للكاتب الصحفي محمد إبراهيم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب قاعة فكر وابداع بلازا 1: “في ذلك الوقت كنا مهتمين بالتغطيات الإخبارية للعاصمة الإدارية، ولكنني خلال هذه الفترة لم أكن أعلم أن محمد إبراهيم لديه مشروعه الخاص بتوثيق العاصمة والحقيقة كان يمدنا بتقارير وحوارات ويذهب لجولات ميدانية أيضًا، كان لديه فكرة أحييه عليها، وهي أن يوثق هذا المشروع خطوة بخطوة وكان هو من اختار العنوان الخاص بالكتاب”.

وتابع: “أريد القول إن قيمة الكتاب ليس مجرد التوثيق لمشروع كبير ولكن هناك إشارة كبيرة لأنه يشرح حال هذا البلد منذ 2014 وحتى الآن، وكيف ملكت الدولة زمامها، وكيف قاومت كل الأخطار والعثرات التي مرت بها لتنهض وتختار إرادتها وتكون مستقلة والتحديث في كل مشروعاتها بدلا من الركون الي جماعة تحاول جرنا للخراب”.

وواصل: “كانت هناك الكثير من الآراء الغريبة لأهل مصر، وأسئلة تبقى مثل علكة في ألسنة المعظم، وكانت من نوعية ما حاجتنا إلى عاصمة إدارية، وأن هناك أمور أولى، ورحنا نحاول الرد على تلك الدعاوى التي تتحدث عن الأولويات وهم لا يدركون أنهم يتحدثون عن حجم بلد مثل مصر، وغيرها”.

وأكد: “كنا طوال الوقت نمشي هامشا وليس متنًا، ويجب أن نتجه في سيرنا للتحديث، وحالة التحديث هذه تستلزم حالة بناء، والحقيقة أن ما كتبه محمد إبراهيم في كتابه هو شكل معلوماتي ومساحة للتنظير لمشروع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والتي هي في رأيي ليست رملًا أو زلط أو أسمنت وإنما تعكس الإرادة السياسية لدولة 30 يونيو وأنوه هنا أن المشروع فعليا لم يكن جديدا والحقيقة أنه كان مطروحا ولكنه بالفعل كان في حاجة إلى إرادة سياسية”.

ولفت الباز إلى أن المشروعات في ذلك الوقت ما قبل 30 يونيو كانت تدار بطرق غريبة كان يقال على كل شئ ينفذ "خليهم يتسلوا"، والحقيقة كان لا بد من تخطيط لكل الامور، وما حدث واعتبره هو النقلة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعث الروح في موت المشروع، لأنه مشروع دولة وليس مشروع لفترة حكيم، مشروع يعيش أجيالا قادمة ويخص أجيالا قادمة تماما مثل السد العالي، بما يؤكد تماما أنه كان لا بد من البدء فيه والمضي قدما.

وشدد الباز على أن من يذهب للعاصمة الإدارية الآن ستختلف وجهة نظره تماما بعد كل هذه الصروح والأبنية، وكل الألسنة تتوقف وتظل في أماكنها لا تقدر على التلوي بشئ، وهناك بخلاف كتاب محمد برامج أخرى تظهر مثل هذه الأمور مثل برنامج هنا العاصمة، هنا تكتشف أنك في مكان يليق بك ويليق بأرض مصر، لان الكثيرين حين يرون الأهرامات والمعابد يقولون هل هؤلاء هم أحفاد الفراعنة، وحين يرون العاصمة وما تم فيها سيعرفون إنه بالفعل من بنى كل هذا مصريين وأنهم أحفاد الفراعنة، وهذا يجرنا لسؤال آخر، هل كل ما كان يحدث من عشوائيات وازدحام وتكدس وتصدع في الأبنية يليق باسم مصر؟، هل كل هذا الزحام يليق باسم مصر؟، لان كل شئ من هذا ينعكس على الناس وتصرفاتهم وأمورهم.

وتابع الباز: “ذهبت بنفسي للعاصمة الإدارية، ورأيت مباني الوزارات، وقارنتها بالمباني في القاهرة وجدت أنه حتى لو ظن أحدهم أن هناك مبالغة في الإنفاق، فالمبالغة هنا لمن وبالنسبة لمن، وهل مصر لا تستحق كل هذا!، الشخص نفسه يذهب للمرآة حتى يرى مظهره مهما فكيف بحال البلد ومظهرها وهي المعاني التي لا ينظر إليها آخرون”.

وأكمل: “سأقول شيئا عن تجربة شخصية، كنت أسافر إلى دمياط لمدة خمس ساعات متواصلة ناهيك عن مشقة الطريق والكسور في جسمه والمطبات وغيرها من الأمور التي تجعلك تسير بطريقة معينة، الآن بعد أن تم رصف الطريق الجديد ودفعت فيه النقود اختصر لي نصف المسافة، الآن أسافر إلى دمياط وأصل في ساعتين ونصف، وهذا مثال على ما يحدث، كلنا سنستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من أي اضافة للدولة، لانها تصب في نمو البلد وفي جذب الاستثمارات ويكون هناك حراك قوي بعد كل حركة في البناء، ومن يقرأ الكتاب سيعرف انه يترجم العاصمة الادارية وكيف أن هذا المشروع العظيم قام بشحن بطارية الثقة للمصريين”.

واستطرد: “بالتأكيد هناك الكثير من المحاولات لإفقاد الناس الثقة في نفسها، ولكن اثبتنا للجميع اننا نقدر،وما حدث هو شاهد عيان على المسألة برمتها، والرئيس مثلا حين أمر بطرح شهادات قناة السويس كان يريد إشراك المصريين في الفعل وفي المشروعات الخاصة بالدولة، وكلنا رأينا كيف تكاتف الجميع وتم جمع 64 مليار جنيه في أقل من شهر، وراهن على الناس الذين كانوا على قدر رهان الرئيس ولم يخذلوه”.

وأكمل: "أنت تعمل ولكن هناك معاول تحاول الهدم، وما قيل قبل ذلك عن هذا المشروع، أنا ضحكت جدا حين سمعت عبارة : "هل سيبنون عاصمة في الصحراء؟"، ضحكت لأننا هل سنبني عاصمة وسط أماكن مبنية بالفعل، لا بد من البناء في الصحراء وتعميرها، جامعة المنصورة مثلا حين تم بناؤها كانت بعيدة عن العمار، وظلت الناس تزحف بالمباني حتى حاوطتها وأصبحت داخل المدينة، وكانت هناك الكثير من العراقيل في تلك الفترة داية دولة 30 يونيو مثل حالات الاستقطاب السياسي والخصومات السياسية والفصيل الذي يشوه كل شئ منذ اللحظة الاولى".

وتابع:" الجميع كانوا يقولون لا بد أن نرد بالمعلومات، ولكن نرد بالمعلومات على من؟ نحن لسنا أمام ناس لا يفهمون ولكننا أمام ناس يصرون على تكبيلنا بالخطأ، هؤلاء لن يتفهموا الردود، ولن تحصد شيئا بإطلاعهم على معلومات موثقة، وسيشككون في كل شئ، كانت هناك حالة من الإصرار على الرأي بدون وعي أو معرفة.

وواصل: “لابد أن نضع الأمور في إطارها الصحيح، نحن بلد ناهضة في ظل ظروف صعبة  منها محاربة الارهاب وغيرها وكان يمكن ان نوجه الاقتصاد إلى تلك الحرب الضروس بين الدولة والارهاب والتفجيرات وقتها كانت في قلب المدن كما رأينا جميعا وعشنا، كانت هناك سيارات تنفجر وعمليات اغتيال تدبر وكان يمكن للرئيس التفرغ لهذه الحرب لكنه قام بعمل مهم جدا وهو البناء وتنفيذ المشروعات ولأن الموارد قليلة لجأنا للاقتراض وغيرها ولكن كان يجب البناء بشكل لحوح وحاسم”.

وتابع: "منذ أيام هاتفتني سيدة وقالت إن اسمها "مواطنة مصرية" وقالت لي: "إلى أين نتجه؟"، فقلت لها لا أعرف، فقالت: "وأين الحل؟"، فقلت لها لو قلت لك الحقيقة هل تقتنعين، وذكرت لها أننا في بلد مر بجائحة كورونا كانت مصر في ذلك الوقت تبشر بمستقبل جيد يلوح في الأفق، لكن الجائحة أغلقت الدولة تماما، لا سياح، ولا عوائد، وندفع أيضًا لمواجهة الوباء، وبعدها جاءت الحرب الروسية الاوكرانية، ونحن نستورد القمح من كلتاهما، وبعدها جاءت حرب غزة، وهناك تقارير من أمريكا تقول أن مصر خسرت في حرب غزة ما قيمته 6 ملايين دولار".

وأكمل: "كنت في جولة منذ أسبوع مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي قال بكل صراحة إن كل ما تقوم به الدولة عمل بشري، ولابد لكل عمل بشري من نسبة خطأ، لكن ماذا عن إجمالي الصورة، أنت في بلد تمشي في مسار تأخرت عنه كثيرا، وأود الإشارة إلى أن هناك ثلاث مستويات، الملصلحة الشخصية والمصلحة العامة والمصلحة الكلية المرتبطة بالأمن القومي، وغلبة المصلحة الخاصة تؤثر في الأزمة التي حدثت وهي كورونا وكيف يرونها مبالغ فيها وهناك فساد من داخلنا من تجار وغيرهم وكيف قاموا بعمل شوشرة وهناك جزء في ثقافتنا ضد التحديث والتطور هذه الثقافة الشعبية التي يقول أحد أمثالها "أحيني اليوم وأمتني غدا"، لماذا لا أحييك اليوم وأحييك في الغد أيضًا".

واختتم: "هذا الكتاب وثيقة لأجيال قادمة، سوف تقرا وتعرف ما تم، وسيرون أن بدلنا لم تقصر، وأن هناك إنجازات عظيمة يجب أن يشار إليها، هذه النقلة التي وثقها محمد إبراهيم في كتابه "عاصمة الخلود" لا يشرح وإنما يقرأ، وهو يحتوي على تفاصيل كثيرة، لأن محمد التقي بكل من حضر، والحقيقة هذا نوع من الكتب التي تستحق وكل مشروع في بلدنا يستحق كتابا، لأن هذا إنجازنا الذي دفعنا ثمنه، العاصمة الإدارية ملك لمصر، وكل المشروعات ولذا يجب أن نتحدث عن الوعي طيلة الوقت ولا بد من القاء الضوء علي الكتاب بشكل كبير وفي النهاية أحيي محمد وأحيي أنفسنا بمشروعنا وكيف كنا حريصين علي توثيق ما حدث وهذا تتويج كبير".