رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتورة نيفين الكيلانى: مَن يقول إن الثقافة ليست من أولويات الدولة عليه أن يزور معرض الكتاب.. والإبداع الفنى من مكونات الشخصية المصرية

الدكتورة نيفين يوسف
الدكتورة نيفين يوسف الكيلانى

قالت الدكتورة نيفين يوسف الكيلانى، وزيرة الثقافة، إن كل من يشكك فى دعم الدولة ملف الثقافة، عليه أن يحضر إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب، ويشاهد حجم الدعم غير المسبوق الذى توفره الدولة، والذى لولاه لما أمكن تنظيم مثل هذا المعرض.

وخلال حوارها مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، كشفت الوزيرة عن أنه يجرى العمل على إحداث رقمنة كاملة لأغلب أنشطة «الثقافة»، وتوسيع عملية النشر الإلكترونى لمخاطبة النشء والأطفال بلغتهم الجديدة.

وذكرت أن الوزارة تقدم عروضًا مسرحية عن القضايا المهمة التى تؤرق المجتمع، مثل الهجرة غير الشرعية فى القرى والنجوع، التى تشهد أو تعانى تلك الظواهر، وهى العروض التى تحقق نتائج رائعة، لأنها تغير من وعى وثقافة الناس.

وإلى نص الحوار..

■ بداية.. حدثينا عن ذكرياتك الخاصة مع معرض الكتاب؟

- ذكرياتى مع المعرض تبدأ من دار الأوبرا المصرية، وهى المكان الأول الذى كان يقام فيه المعرض، وهذا هو سبب اختيارى الدار مكانًا للمؤتمر الصحفى للإعلان عن انطلاق المعرض. وكان المعرض يقام فى دار الأوبرا القديمة قبل بناء الجديدة، وذلك منذ عام ١٩٦٩، ولدىّ رؤية لمعرض الكتاب هذا العام نابعة من فكرة هوية الحدث، والتركيز على الهوية بمثابة تذكرة للناس، لأن الكثير منهم لا يعرف تاريخ المعرض، ولا بد من تعريفهم بذلك، وتعريفهم بفكرة النهضة وكيف جاءت، لنؤصل فى المجتمع الهوية الثقافية الممتدة منذ زمن بعيد جدًا وتتناقلها الأجيال.

فوالدتى كانت تأخذنى وتذهب بى إلى المعرض، وتشترى لى الكتب، وكانت توجد به سينما أطفال، والقبة السماوية، وكانت لى ذكريات خاصة مرتبطة بهذه الهوية الممتدة.

والمعرض ليس مجرد سوق كتاب، ولذلك يجب أن تكون له رؤية، وتم اختيارى لتولى حقيبة الوزارة قبل الدورة الماضية من المعرض بشهرين، وكانت هناك خطوات موضوعة قبل مجيئى، وتم وضع بعض الخطوات الجديدة.

كما تم العمل خلال هذه الدورة، بشكل أوضح وأكثر تركيزًا، واختيار الدكتور سليم حسن، عالم المصريات شخصية للحدث، لأن لديه اكتشافات مصرية كثيرة وتراجم للآثار والكتب التى كتبها، وقدم للبشرية وللثقافة المصرية إنتاجًا مهمًا جدًا، وكان مثل دليل للأجيال الجديدة المهتمة بدراسة الآثار. لا نستطيع أن نغفل الآثار والتاريخ داخل الهوية المصرية، لأنهما يمثلان عمق الهوية، وانطلقت منهما أشياء مفيدة للبشرية كلها.

■ الكتاب المصرى كان فى وقت من الأوقات مصدرًا من مصادر الدخل القومى.. هل ما زال محتفظًا بقيمته وقدره أم يعانى من أزمات؟

- ظروف الكتاب المصرى اليوم اختلفت تمامًا عن ذى قبل، فقد كانت صناعة النشر رائدة جدًا فيما سبق، أما اليوم فدخل الكتاب الإلكترونى منافسًا قويًا للورقى والطباعة.

ويظل الكتاب الورقى منافسًا قويًا، بدليل نسب الشراء وحجم المبيعات الموجودة بالمعرض من أيامه الأولى، التى تخطت قيمتها فى ٣ أيام فقط القيمة التى تم البيع بها خلال أكثر من ١٠ أيام فى المعرض الماضى، وتوجد متابعة لكل الأرقام، لأنها مؤشرات وإحصائيات يتم العمل وفقها.

ولدينا أرقام ومؤشرات جيدة للدورة الحالية، وهى تقودنا لبعض السياسات والرؤى لنكمل الطريق، لأن العمل يتم لتنمية الكتاب على مدار العام، والهيئة العامة للكتاب عليها حمل وضغط كبير جدًا، وهى تعمل بطاقة وحماس، وأوجه التحية لها ولرئيسها الدكتور أحمد بهى الدين.

ومنذ انتهاء الدورة الماضية للمعرض، ويتم العمل على ٣ محاور لتطوير معارض مصر الخارجية، لأنها تقدم صورة لمصر، ونحن حريصون على عدم تغييرها، وكذلك نعمل على معارض مصر الداخلية، وتنمية دورها فى بناء الإنسان، وتمت إقامة ٢٢ معرضًا على مدار العام فى محافظات مصر، إلى جانب التحضير لمعرض القاهرة للكتاب.

وشارك فى معرض الكتاب السابق، ٥٤ دولة كضيوف، والعام الحالى ٧٠ دولة، وهذا يدل على أن هذه الدول لديها ثقة فى معرض الكتاب المصرى، لأن لدينا مؤسسات ودور نشر وأجنحة خاصة للدول.

والعلاقات الدولية الثقافية لها دور مهم، لأنها تربى قوى ناعمة وتنشئ ثقافات بيننا وبين الدول الأخرى.

■ فى معرض أبوظبى المقبل تحل مصر ضيف شرف ونجيب محفوظ شخصية المعرض.. ماذا جهزنا لذلك؟

- يتم تحضير الملف الآن، والوزارة تلقت الدعوة يوم افتتاح معرض الكتاب، وهى دعوة مقدرة جدًا، لأن معرض أبوظبى من المعارض المهمة ووجودنا كضيف شرف فخر لنا، ونشكر الإمارات على الدعوة الكريمة، والهوية المصرية موجودة وحاضرة فى أى مكان، والأديب نجيب محفوظ، هو شخصية المعرض، لأنه الأديب المصرى الحاصل على «نوبل»، وهو تراث إنسانى مصرى وأصيل جدًا، وفى النهاية اللغة العربية لغتنا وهى فخر لكل الثقافة العربية.

■ مصطلح العدالة الثقافية.. كيف تعمل الوزارة على تطبيقه فى المحافظات؟

- تمت إقامة ٢٢ معرضًا للكتاب بمحافظات الجمهورية، ويوجد حرص شديد من الوزارة على أن يكون نصيبها من المعارض متساويًا مع العاصمة، كما تتساوى فى أغلب الأنشطة من باب العدالة الثقافية.

توجد نوادٍ للأدب فى الأقاليم تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، كما يتم تنظيم مسابقات فى «قصور الثقافة» بالمحافظات، ومن يفوز فيها تتم طباعة كتابه، وكذلك توجد فرق فنون شعبية لأبناء المحافظات، ويتم استقبال الأطفال أصحاب المواهب، وتوجد فرق للكورال بكل محافظة.

والوزارة حريصة على الانتشار بكل المحافظات وفى كل قرى «حياة كريمة»، كما أنها تخطت فكرة المبانى التى تكلف الملايين، عبر نشر المسارح المتجولة والفرق المتجولة التى تعمل فى ساحات القرى والأقاليم، ويتم اختيار الموضوعات المستلهمة من البيئة، ويتم ذلك بالتعاون مع وزارات أخرى.

ومن ضمن المشروعات التى عملت عليها وزارة الثقافة بالمحافظات، موضوع الهجرة غير الشرعية، التى كانت تمثل أزمة كبيرة، والعمل الفنى أقرب للوجدان من الرسائل المباشرة.

وتم عرض مسرحيات مباشرة عن الهجرة غير الشرعية، لأن العمل الدرامى عندما يعرض فى مدة تصل لنصف الساعة، يجذب الناس ويتحدثون عنه ويكون تأثيره أقوى.

ونحن نتحدث عن العدالة الثقافية والاستقامة، ونعمل على الوعى وبناء الإنسان، وهذا يحتاج إلى وقت وتظهر نتائجه على المدى البعيد، والوزارة تجرى عملية تذوق فنى، وهذا يؤثر فى شخصية الإنسان ويهذبها، ويجعل لديه حسًا فنيًا ولو موهوبًا، سنكتشف موهبته وننميها، ويكون لدينا جيل من الموهوبين فى الفن التشكيلى والغناء والتمثيل.

ولغة الخطاب تغيرت بصورة كبيرة، ولهذا تسعى وزارة الثقافة جاهدة إلى تغيير لغة الخطاب بما يتوافق مع الأجيال الحديثة، وبالتالى الحديث مع الأطفال عبر الإنترنت يكون سريعًا وهادفًا عن الحديث معهم بالصور التقليدية، التى كان يتم اتباعها مع الأجيال السابقة. ووزارة الثقافة لديها بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات، لرقمنة أغلب المنتجات الثقافية، وكانت البداية مع دار الأوبرا المصرية وهيئة الكتاب، وجار الآن إدخال الرقمنة فى عروض الندوات والفعاليات الثقافية والهيئة العامة للكتاب، من أجل تفعيل خاصية الكتاب الإلكترونى وتوسيع فكرة النشر الإلكترونى. وتم فتح مجال التسويق الإلكترونى فى هيئة الكتاب، من أجل تسهيل عملية شراء الكتب عبر الإنترنت، وإيصال هذه الكتب إلى القارئ عبر البريد، علاوة على أن الوزارة تريد تفعيل خاصية القراءة عبر الإنترنت من خلال اشتراكات، لذا نحن نسير فى كل المسارات لنقل التراث الثقافى إلى الأجيال، بما يتوافق مع أسلوبهم وتفكيرهم وطبيعة العصر الحالى.

■ هل هناك استعانة بمنتجى محتوى من الوجوه الجديدة لترويج الإنتاج الثقافى؟

- الاستعانة بالمؤثرين وصناع المحتوى فكرة مطروحة للدراسة داخل الوزارة بشكل فعلى وجدى، وهناك تعاون بين الوزارة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى هذا المجال، ويمكن القول إن الوزارة حصلت على دعم غير مسبوق إعلاميًا لكل أنشطتها، لذا الاستعانة بالمؤثرين من ضمن لغة العصر الحالى، لذا مع احترامى الشديد لكل القامات الفكرية والأدبية المصرية، لا بد أن يتم النظر للغة الشباب الحالية، لأن هذه الفئة هى القطاع المستهدف لدينا، لهذا تسعى الوزارة جاهدة، بالتعاون مع الشركة المتحدة، للعمل على هذا الملف.

■ الرئيس أول من أطلق شرارة إعادة بناء الشخصية المصرية، وهناك بعض التفاصيل تمت الإشارة إليها، لكن هناك تفاصيل أخرى لم تذكر بعد، والمتعلقة بمقاومة الأجنحة المتطرفة.. كيف ترى الوزارة هذا الملف؟

- مرحلة الابتدائية وما قبلها من سنوات الطفولة، من أكثر المراحل المهمة فى بناء شخصية الإنسان، لذا تسعى الوزارة أن تعلم الطفل البحث والاستكشاف، وليس مجرد التلقى مما حوله، لأنه من المهم أن تكون لدى الطفل وجهة نظر فى المعلومات التى تطرح عليه، لذا نؤكد أن الطفل الذى تتم تربيته على الخضوع، لا تكون لديه شخصية أو رأى تجاه الأحداث التى يمر بها، لذا تسعى الوزارة جاهدة إلى بناء الإنسان، على أن يكون قادرًا على التفكير السليم والإنتاج، وهذه التربية تحتاج إلى تضافر كل الجهود، منها الأسرة، والوزارة، والمكتبة، والمدرسة، وغيرها من الأماكن التى تؤثر على شخصية الطفل فى مرحلة التكوين.

والطفل المبدع تكون لديه شخصية مميزة، لذا تهتم وزارة الثقافة باكتشاف الأطفال المبدعين، لأنهم ثروة قومية لا بد من الحفاظ عليها.

وهناك فرق بين اكتشاف الموهبة ورعايتها وتنميتها، والوزارة تدرك جيدًا أهمية فئة المبدعين فى المجتمع.

والأطفال الذين يحصلون على جائزة المبدع الصغير فى المجالات المختلفة تتم رعايتهم فى الأماكن المخصصة لهم، أى أن الأطفال المبدعين فى الغناء تتم رعايتهم فى دار الأوبرا، وجدير بالذكر أن هناك اهتمامًا كاملًا بجميع الفئات، بما فى ذلك ذوو الهمم، ويتم الاهتمام بهم تحت إشراف متخصصين، وكانت لدينا طفلة عمرها ١١ سنة من ذوى الهمم فازت العام الماضى فى مجال القصة القصيرة فى مسابقة المبدع الصغير، وتم طبع قصتها وإجراء حفل توقيع لها فى معرض الكتاب لتشجيعها.

والشباب لهم لغة خطاب تناسب عمرهم وطبيعة المجتمع الذى يعيشون فيه، لذا البرامج الثقافية تختلف باختلاف الفئة التى تخاطبها، ويهدف برنامج «أهل مصر»، من إنتاج وزارة الثقافة لدمج الشباب وأطفال المناطق الحدودية، وهنا يحدث ترابط بين هذه الفئات والدولة، لذا المناطق الحدودية لديها برامج خاصة بها، كما أنه يتم تفعيل الكثير من الندوات والمحاضرات فى تلك المناطق الحدودية.

كما ننظم رحلات لأبناء برنامج «أهل مصر» إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ويحدث تواصل بين الشباب من مختلف المحافظات لتعزيز الانتماء، لذا نجد هناك تواصلًا بين الشباب من مختلف المحافظات، بسبب البرامج الحوارية التى تطلقها الوزارة.

■ ما مستجدات سلسلة «رؤية» التى أطلقتها الوزارة؟

- جمعنا جميع الكتيبات الصغيرة التى صدرت ضمن سلسلة «رؤية» فى ٢٢ معرضًا بالمحافظات المختلفة، وتمت طباعتها فى مجلد واحد صغير، لا يزيد على ٢٠٠ صفحة سهل الحمل، وقررنا داخل الوزارة طرح سلسلة «رؤية» إلكترونيًا فى الخطة المقبلة، حتى يكون انتشارها أكبر وأوسع، وتكون المعلومة سهلة الوصول.

■ كيف تشارك وزارة الثقافة فى ملف تجديد الخطاب الدينى؟

- تتمثل مشاركة الوزارة فى ملف الخطاب الدينى فى طرح الإصدارات تحت إشراف المتخصصين من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ما يعنى أن المادة العلمية والمعلومة تنقل من خلال أصحابها، والوزارة تسهم بما لديها من أدوات، عبر إصدار الكتب وإقامة الندوات والصالونات الثقافية واللقاءات مع الطلبة فى الجامعات مع المتخصصين لتجديد الخطاب الدينى، ومن الضرورى للغاية أن يكون المتحدث عن هذا الملف مدركًا جيدًا لكيفية تناول المعلومة وإلى من ستتجه.

■ كمسئولة تنفيذية.. كيف تقيمين دعم الدولة المصرية للقطاع الثقافى؟

- فكرة الأولويات فى الدولة المصرية مطروحة طوال الوقت، ولكن إذا تحدثنا عن بناء الوعى والإنسان، فهذا دور محورى لوزارة الثقافة إلى جانب الوزارات الأخرى، مثل وزارتى التعليم والشباب والرياضة، فضلًا عن الدور المهم لقطاع الإعلام فى تحقيق ذلك الأمر، لأنه أداة توصيل الفكر للناس.

من يقول إن الثقافة ليست من أولويات الدولة المصرية، يجب أن يأتى لمشاهدة معرض الكتاب ٢٠٢٤، فنحن دون دعم الدولة لم نكن نستطيع أن نعد هذا المعرض بشكل فردى، وذلك ينطبق على جميع الأنشطة الفنية والثقافية التى تتلقى الدعم الكامل من الدولة؛ لأننا جزء منها، كما أن استراتيجية ٢٠٣٠ التى تنص على تنمية الوعى وبناء الإنسان تعمل على تنفيذها جميع أجهزة الدولة، بالتعاون مع وزارة الثقافة.

والثقافة مكون أساسى للشخصية المصرية، ونرى دائمًا الأطفال فى الشوارع والأحياء يلتقطون الحجارة من الأرض، ويرسمون بها على الحوائط، فالإبداع الفنى يعتبر شيئًا فطريًا فى الشخصية المصرية.

■ ما أحلامك وطموحاتك التى نفذتها خلال فترة توليك منصب وزيرة الثقافة؟

- منذ اليوم الأول لى فى منصب الوزيرة، كانت الأولوية بالنسبة لى هى تغيير ثقافة الناس من خلال قطاع التعليم، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكنت أفكر فى تحقيق ذلك بحكم عملى فى وزارة الثقافة منذ مرحلة دراستى الجامعية.

هذا الأمر كان نقطة تلاقٍ بينى ووزير التربية والتعليم، بعد ساعات من حلفنا اليمين، وشجعنى الوزير على ذلك حينها وصمم على التعاون بين الوزارتين، وهناك بروتوكولات موقعة منذ عام ٢٠١٥ بين «الثقافة» وبعض الوزارات الأخرى، ولكن لم تكن مفعلة، وراجعنا بعضها جيدًا وقررنا البدء مع «التعليم».

وتم توقيع بروتوكول بشأن تنظيم يوم فنى فى المدارس، وكان هناك العديد من المشككين حول فيما نفعله، ولكن آلية التنفيذ التى وضعناها داخل الوزارة أجبرت الناس على العمل، لأنه كان يومًا كاملًا للنشاط الفنى والرياضى أيضًا، فأصبح هناك توافق بين ثلاث وزارات: الثقافة والتعليم والشباب، فالهدف هنا هو بناء الإنسان، لأن الأطفال لديهم مواهب فنية أو رياضية، والمدرسة هى المنتجة لخامة ومستقبل الإنسان.

هذا البروتوكول مستمر وخاضع للمتابعة من القائمين عليه من وزارة التربية والتعليم، إلى جانب القائمين عليه من المتخصصين فى مجالات الفنون المختلفة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وتم اختيار نماذج للمدارس التى تم تأسيس غرف خاصة لإقامة هذه الأنشطة بها، كما نجحنا فى إعادة نواة المسرح المدرسى مرة أخرى.

وكل ذلك بجانب المشروع الاستثمارى لوزارة الثقافة، وتفعيل دور السينمات وعلاقتها بالدخل القومى للدولة المصرية، وتم تكوين مجلس إدارة للشركة القابضة للصناعات الثقافية، وإنشاء شركة تابعة لإدارة الأصول السينمائية، من أجل استعادة الدور السينمائى بالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامى.

■ هل فقد بعض مؤسسات وزارة الثقافة بريقه بعد أحداث 2011؟ 

- كل الأشخاص القريبين من العمل الإدارى والثقافى يعلمون جيدًا أن هناك ما قبل ٢٠١١ وما بعدها، ونحن غير منفصلين عن المجتمع، بل نحن نمثل جزءًا منه، فما طال أجهزة الدولة فى تلك الفترة طال أيضًا وزارة الثقافة، كما أن أحداث ٢٠١١ تسببت فى حالة ارتباك شديدة للدولة على المستوى الثقافى وفى مختلف مناحى الحياة، التى امتدت حتى ٢٠١٤.

وهناك استعادة للدور الثقافى وهناك عمل جاد يجرى على مدار سنوات، وبعد عام ٢٠١٤ تحديدًا حدث إعادة ترتيب للأوراق، فالثقافة ليست فى معزل عما يحدث فى المجتمع، ونعمل الآن فى إطار سياسة الدولة، وأرى أن هناك إنجازات عديدة للوزارات فى مختلف القطاعات، ونحاول حاليًا أن نضع الثقافة فى المكانة التى تستحقها.